[ad_1]
وفي إحاطته الافتراضية أمام مجلس الأمن صباح الثلاثاء بتوقيت نيويورك، قال تور وينسلاند، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إن الأنشطة الاستيطانية وهدم ومصادرة الممتلكات الفلسطينية وعمليات الجيش الإسرائيلي خاصة في المنطقة “أ”، والقيود المفروضة على الحركة والوصول بما في ذلك الإغلاق الشديد على غزة، كل ذلك يزيد من تغذية دائرة العنف.
وقال: “لا يزال الوضع الأمني في غزة هشا، والديناميكيات الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، آخذة في التدهور، بما في ذلك زيادة التوتر داخل وحول المواقع المقدسة.”
ولفت إلى الحاجة إلى حزمة أوسع من الخطوات الموازية من قبل حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي. وقال: “يجب أن يبدأ مثل هذا الإطار في معالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية الرئيسية التي تمنع التقدم.”
وشدد على أن هذه الجهود عاجلة وستتطلب التزاما سياسيا واضحا ومشاركة من حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي. وقال: “يجب أن نبدأ في استعادة الأمل في حل سلمي ومستدام للنزاع عن طريق التفاوض.”
المستوطنات “عقبة كبيرة”
وفي كلمته أيضا، تحدث وينسلاند عن استمرار الهجمات التي ينفذها مستوطنون ضد فلسطينيين، وقال: “نفذ مستوطنون ومدنيون إسرائيليون 26 اعتداء ضد الفلسطينيين، مما تسبب في 18 إصابة كما لحقت أضرار بالممتلكات. ونفذ الفلسطينيون 31 اعتداء على مستوطنين إسرائيليين ومدنيين آخرين في الضفة الغربية، مما أدى إلى وقوع أربع إصابات وإلحاق أضرار بالبقية.”
ومنذ بدء موسم قطف الزيتون قبل أسبوع، أفادت تقارير بأن مستوطنين أتلفوا أكثر من 1,200 شجرة زيتون. وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر، اعتدى حوالي 40 مستوطنا على مزارعين فلسطينيين في قرية ياسوف شمالي سلفيت في الضفة الغربية، مما تسبب بإصابة سيدة فلسطينية برذاذ الفلفل وثلاثة آخرين بالحجارة.
ودعا وينسلاند إسرائيل إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للوفاء بالتزامها بحماية المدنيين الفلسطينيين من العنف، بما في ذلك اعتداءات المستوطنين، والتحقيق في، ومحاسبة، أولئك المسؤولين عن مثل هذه الاعتداءات.
وفي 4 و18 تشرين الأول/أكتوبر، ناقشت الإدارة المدنية الإسرائيلية الاعتراضات على خطتين سكنيتين في المستوطنات لما يصل مجموعه إلى حوالي 3,500 وحدة سكنية في منطقة E1 الاستراتيجية في الضفة الغربية.
وقال وينسلاند: “إذا تم بناء هذه الوحدات، فإنها ستقطع الاتصال بين شمال وجنوب الضفة الغربية، مما يقوض بشكل كبير فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا كجزء من حل الدولتين المتفق عليه. أكرر أن جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي ولا تزال تشكل عقبة كبيرة في طريق السلام.”
وشدد تور وينسلاند على ضرورة أن تقوم جميع الأطراف باحترام ودعم الوضع الراهن في الأماكن المقدسة. وحث إسرائيل على وقف هدم المنازل وعمليات الإخلاء بما يتماشى مع التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي.
معاناة يدفع ثمنها المدنيون
وبحسب المسؤول الأممي، لا يزال عدد كبير من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، يتعرضون للقتل والإصابة على يد القوات الإسرائيلية.
وقال وينسلاند إن المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين يعانون ويدفعون ثمنا باهظا لاستمرار الصراع، بما في ذلك “الاحتلال الذي طال أمده”، وقال: “لا يزال عدد كبير من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، يُقتلون ويُصابون على يد القوات الإسرائيلية. لا يزال المدنيون الإسرائيليون يتعرضون لهجمات فلسطينيين تسببت في سقوط قتلى وجرحى وأضرار.”
بالإضافة إلى ذلك، فإن السلطة الفلسطينية تواجه أزمة مالية غير مسبوقة ويقدر عجز ميزانية 2021 بـ 800 مليون دولار: “إنني قلق من هذه الاتجاهات السلبية التي تحدث بشكل متزامن عبر الضفة الغربية وقطاع غزة ولا ينبغي تركها دون معالجة.”
الوضع في قطاع غزة
تواصلت الجهود لتحقيق الاستقرار في الوضع في غزة ودعم الانتعاش وإعادة الإعمار منذ التصعيد في أيار/مايو الماضي. وقد أطلقت الأمم المتحدة جهود إعادة الإعمار للوحدات السكنية المتضررة بشدة، وبدأت الاستعدادات لإعادة الإعمار الإضافية بمساعدة قطر، وبعد رفع بعض القيود على دخول مواد البناء من قبل السلطات الإسرائيلية.
وسيتم إعادة بناء ما يصل إلى 1,800 منزل من بين أكثر من ألفي منزل مدمر أو تضرر بشدة في المرحلة الأولى. وقد شرعت مصر بإصلاح أحد أبرز الطرق الساحلية في غزة في نهاية أيلول/سبتمبر.
وخلال شهر أيلول/سبتمبر، دخلت 7,000 شاحنة محمّلة بالبضائع إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، حوالي 80 في المائة من المعدل الشهري قبل التصعيد. ودخلت حوالي ألفي شاحنة عبر معبر رفح مع مصر، مما سجل أحد أعلى الأرقام المسجلة لدخول البضائع.
فلسطين: تجديد الدعوة لعقد مؤتمر دولي
من جانبه، دعا مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، في إحاطته إلى “وضع المكابح” لوقف الإجراءات أحادية الجانب غير القانونية على حد تعبيره. وقال: “دعونا نبدأ باستكشاف كل طريق متاح لتزويد الشعب الفلسطيني بالحماية التي يحق له الحصول عليها.”
كما دعا مجددا إلى عقد مؤتمر دولي، وقال: “دعونا نحشد النية الحسنة والوسائل المتاحة حول العالم عبر عقد مؤتمر دولي برعاية الرباعية الدولية يشمل الفاعلين الذين يمكنهم المساهمة في السلام.”
وأكد على أهمية أن يشير المجتمع الدولي في أقرب وقت ممكن إلى أنه مصمم على ضمان “أننا نسير على الطريق الصحيح، ولن نسمح لأي طرف بأن يبعد المركبة عن مسارها. إذا لم تكونوا الجهة التي يمكنها أن تتخذ قرارات وسياسات مرتبطة بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، فمن هي الجهة المسؤولة عن ذلك؟”.
وقال في ختام كلمته إن الشعب الفلسطيني لن يختفي، وسيواصل إعادة ابتكار النضال العادل إلى أن يحصل على حقوقه الوطنية الفردية والجماعية، على حد تعبيره.
إسرائيل: انتقاد النقاشات في مجلس الأمن
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، انتقد المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، النقاشات الدائرة حول الشرق الأوسط بوصفها تطيل أمد الصراع بدلا من المساعدة في تحويل رؤية السلام إلى حقيقة.
وقال: “هذه النقاشات تخلق حقيقة بديلة وخاطئة. هذه النقاشات المتحيزة تعطي الفلسطينيين وهم أنهم لن يخضعوا للمساءلة على جرائمهم وأن جميع مطالباتهم الراديكالية قد تُمنح لهم من قبل المجتمع الدولي.”
ووصف المناقشات بأنها “غير متوازنة”، وتساعد في تعزيز “الرفض الفلسطيني” لأي مفاوضات مع إسرائيل، وبالتالي مواصلة الصراع، على حد قوله.
وتطرق المندوب الإسرائيلي إلى المسألة الإيرانية قائلا: “كي أكون واضحا، إسرائيل تفضّل الحل الدبلوماسي- حل دبلوماسي يمنع حقا إيران من أن تصبح على عتبة الدولة النووية. ولكن ليس لدى إيران أي نية للتفاوض على مثل هذا الحل، وليس لديها الرغبة في إبرام اتفاق أطول وأقوى، ورغبتها الوحيدة هو إطالة أمد المفاوضات.”
حنان عشراوي: رفض للمساواة بين الظالم والمظلوم
وفي إحاطة افتراضية، قالت الناشطة والعضوة السابقة في اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، د. حنان عشراوي إن الكثير من الخطاب السياسي السائد يتغاضى عن الواقع، كالحديث عن “السلام الاقتصادي، تحسين نوعية الحياة، التطبيع، إدارة الصراع، احتواء الصراع أو حتى تقليص الصراع.”
وتابعت تقول: “يجب تفكيك هذه المغالطات، إن أوضاع الظلم والقمع المتقبلة لا تتقلص، بل تتوسع وتتفجر بعواقب كارثية.”
وأضافت أنه لا يمكن “بناء الثقة” لأنه لا يمكن أن يقبل المظلوم “الصدقات” من ظالميه، كبديل لحقه في الحرية، على حد تعبيرها.
ورفضت د. عشراوي “الحجج المضللة” بأن هناك توازنا بين الجانبين، أو بين المظلوم والظالم. وقالت: “وفي هذه الأثناء، تستمر آلة التضليل الضخمة في تشويه سمعتنا بعنصرية وعبر شيطنة الشعب الفلسطيني إلى حد وصفنا جميعا بالإرهابيين أو بأننا تهديد ديمغرافي.”
وفيما يتعلق بالمستوطنات، قالت د. عشراوي: “يمكننا أن نتحدث عن المستوطنات إلى ما لانهاية، لديكم الأرقام، ولكنها شكل من أشكال التوسع والاستعمار والمحو، والإزاحة والاستبدال حيث تستولي إسرائيل على كل شيء فلسطيني، منازلنا وأراضينا ومواردنا وتراثنا الثقافي والإنساني والمواقع الأثرية التي حافظنا عليها لقرون، وتاريخنا وأطباقنا وأسماء شوارعنا؛ وأكثرها شدة هوية القدس، إذ نشهد التطهير العرقي للبلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان وغيرها.”
حاجة إلى دعم الأونروا
وأعرب المنسق الخاص تور وينسلاند عن قلقه بشأن النقص المستمر في ميزانية الأونروا، وقال: “أرحب بالمساهمات المعلنة مؤخرا، من المانحين الرئيسيين، ومع ذلك لا تزال الأونروا تفتقر إلى الأموال اللازمة لمواصلة برامجها الحيوية لبقية العام.” وشدد على أنه لا غنى عن الأونروا لتحقيق الاستقرار الإقليمي ويجب أن تكون لديها الموارد اللازمة للوفاء بولايتها.
وقال في ختام كلمته: “على الرغم من جسامة التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية الحالية، لا يمكننا أن نتحمل أن نكون متشائمين أو سلبيين.”
نكسة في التحقيق في انفجار بيروت
وعرّج وينسلاند على الوضع في لبنان، مشيرا إلى تشكيل حكومة جديدة في 10 أيلول/سبتمبر منهية بذلك فترة تصريف أعمال مدتها 13 شهرا. وقال وينسلاند: “تعهدت الحكومة المكوّنة من 24 عضوا، والتي تضم وزيرة واحدة، بالتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، ومعالجة أزمة الطاقة وإجراء انتخابات 2022 في موعدها.”
وأشار إلى أن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت واجه انتكاسات نتيجة التخويف المزعوم للقاضي المكلف بالتحقيق.
[ad_2]
Source link