[ad_1]
17 أكتوبر 2021 – 11 ربيع الأول 1443
05:01 PM
الشرطة الفرنسية ألقت بعضهم أحياء في نهر السين
“كانت الضربات وحشية”.. ناجٍ من مجزرة الجزائريين في باريس يروي تفاصيل ما جرى
وصف رابح ساحيلي أحد الجزائريين المشاركين في مظاهرة 17 أكتوبر 1961 في باريس وحشية رجال الشرطة والدرك مع الجزائريين بالمروعة، وذلك خلال رواية ذكرياته عن ذلك اليوم الذي قُتل فيه عشرات الجزائريين في قمع وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه جرائم لا يمكن تبريرها.
فقبل ستين عاما كان أكثر من ثلاثين ألف جزائري يتظاهرون بشكل سلمي تلبية لدعوة فرع جبهة التحرير الوطني في فرنسا، بهدف التنديد بحظر التجول المفروض على الفرنسيين المسلمين (الجزائريين) حصرا من قبل قائد شرطة باريس موريس بابون.
وفي المقابل انتشر عشرة آلاف شرطي ودركي وكان القمع دمويا إذ قتل المئات من المتظاهرين بالرصاص وألقي ببعض الجثث في نهر السين، ويقدر المؤرخون عدد القتلى بالعشرات على الأقل إن لم يكن 200، بينما لا تتحدث الحصيلة الرسمية عن أكثر من ثلاثة قتلى و11 ألف جريح.
وخلال أعمال القمع الوحشية، اعتقل رابح ساحيلي الذي كان قد وصل إلى باريس قبل أربع سنوات من أومون (شمال) حيث استقر والداه في 1950 عندما وصلا من الجزائر، عند مدخل محطة المترو في ساحة النجمة في باريس، وكان قد بلغ للتو 19 عاما.
يقول “ساحيلي”: “كان علينا أن نجتمع في ساحة النجمة لبدء تظاهرتنا السلمية بأمر واحد: لا ينبغي أن يحمل المناضلون أي أداة حادة، وكنت مع أحد أقاربي عندما هاجمنا شرطيون، حاول حمايتي باعتباره أقوى مني، لكنه تلقى سيلا من الضربات بأعقاب المسدسات والهراوات، ما تسبب في كسر ساقه”، وفقاً لـ”فرانس 24”.
وأضاف: “اعتقل جميع الجزائريين الخارجين من محطة المترو، ونقلوا جميعا تحت ضربات الهراوات إلى موقف للسيارات بالقرب من ساحة النجمة”.
وتابع “ساحيلي”: “ما كان يجب أن نسقط تحت وابل ضربات أعقاب المسدسات على الرؤوس. كانت الضربات وحشية، لا أكثر ولا أقل، كان موقف السيارات مزدحما. وفي منتصف الليل نقلنا بالحافلة إلى قصر الرياضة حيث مكثنا لمدة ثلاثة أيام تحت مراقبة الشرطة وحركيين، جزائريون في الجيش الفرنسي”.
وذكر أنه خلال أيام الرعب هذه، لم يتلق الموقوفون التسعة آلاف في قصر الرياضة سوى وجبة طعام خفيفة وقارورة ماء، قبل أن تنقلهم الشرطة إلى مركز الفرز في فانسان.
وبين أن المعسكر كان خالياً من جميع وسائل الراحة، لا أسرّة ولا مراحيض، وناموا على الأرض في البرد القارس، ومكثوا فيه لمدة أسبوعين قبل أن يُسمح لي بالعودة إلى المنزل.
وقال “ساحيلي”: “إن الشرطة ألقت جزائريين، بعضهم أحياء، في نهر السين لكننا لن نعرف العدد الدقيق للجثث، التي ابتلعها هذا النهر”.
وأوضح أن عدداً كبيراً من المناضلين الجزائريين قُتلوا في مياه نهر السين خلال حملات للشرطة قبل يوم المظاهرة في 17 أكتوبر.
وأضاف أنه شارك في إنقاذ ناشط شاب في اللحظة الأخيرة، بعدما ألقت به الشرطة في نهر السين بالقرب من محطة توليد الكهرباء في ميناء جونفيليي.
بعد الاستقلال في 1962، بقي رابح ساحيلي في فرنسا لمدة عامين، قبل أن يعود إلى بلاده حيث عمل مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية.
[ad_2]
Source link