[ad_1]
فان غال… شخصية تتمتع بنزاهة وكبرياء تختفي وراء شراسة وعناد
المدير الفني أعاد هولندا إلى صفوف الكبار في ولايته الثالثة
السبت – 10 شهر ربيع الأول 1443 هـ – 16 أكتوبر 2021 مـ رقم العدد [
15663]
لويس فان غال مدرب منتخب الطواحين (أ.ف.ب)
لندن: جوناثان ويلسون
مشى المدير الفني الهولندي لويس فان غال، البالغ من العمر 70 عاماً، إلى اللاعب فرينكي دي يونغ، البالغ من العمر 24 عاماً، الذي كان يشاهد سباقات الفورمولا 1 ثم حرك يديه بطريقة تعكس حالة من اللامبالاة، وسأله مندهشا: «هل هذه السيارات تتسابق الآن؟ وهل تستمتع حقاً بمشاهدة هذا؟ أنا لا أحب ذلك على الإطلاق».
وتصافح المدير الفني البالغ من العمر 70 عاماً مع مدافع المنتخب الهولندي جورين تيمبير، البالغ من العمر 20 عاماً، وقال له: «لقد حصلت على لقاح فيروس (كورونا)، فماذا عنك؟» ليرد اللاعب الشاب قائلا: «نعم، وأنا أيضاً حصلت عليه. شكرا لله، فأنا لست شخصا أحمق أؤمن بنظريات المؤامرة!».
ونظر المدير الفني البالغ من العمر 70 عاماً من خلف مكتبه وقال للصحافي فالنتين دريسن، البالغ من العمر 58 عاماً، والذي يكتب لصحيفة «دي تليغراف» والذي طالب بأن يلعب المنتخب الهولندي بطريقة 4 – 3 – 3 وأشار إلى أن الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي هو طريقة دفاعية بطبيعتها: «ليس لديك أي فكرة على الإطلاق! يؤسفني أن أقول ذلك، لكنك مجرد صحافي. أنت تريد تطبيق رؤيتك، لكن ليس لديك رؤية في كرة القدم! لديك رؤية للصحيفة، وهذا شيء رائع».
ودخلت ولاية لويس فان غال الثالثة في تدريب المنتخب الهولندي شهرها الثالث فقط، لكن هذه الفترة القصيرة شهدت بالفعل سلسلة من اللحظات المباشرة التي لا تُنسى. فهل أصبح فان غال يتمتع بقدر أكبر من الصراحة عن ذي قبل، وهل جعله التقدم في السن أقل تسامحاً مع الآخرين، وهل أصبح يهتم بالدبلوماسية بدرجة أقل؟ لقد انتهت آخر ولاية لفان غال بحصول المنتخب الهولندي على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم 2014 ومنذ ذلك الحين يعاني المنتخب الهولندي من حالة من الاضطراب. وفي غضون 10 دقائق فقط من بداية عهد جوس هيدينك، اهتزت شباك هولندا مرتين وحصل أحد لاعبيها على البطاقة الحمراء؛ وأقيل من منصبه بعد عام خسرت خلاله هولندا نصف مبارياتها.
وجاءت الهزائم أمام آيسلندا وتركيا وجمهورية التشيك تحت قيادة داني بليند لتكمل الفشل الذريع وعدم التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية في فرنسا. ولم تتمكن هولندا بعد ذلك من المنافسة في مجموعة صعبة ضمت فرنسا والسويد لتفشل أيضا في الوصول إلى كأس العالم 2018.
وبعد إقالة بليند من منصبه، جاء رونالد كومان، الذي أحدث تحسنا ملحوظا. ربما لم يلعب بطريقة 4 – 3 – 3 التي تروق لقطاع عريض من جمهور كرة القدم الهولندية، لكنه قاد هولندا للوصول إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية والتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020، ومع ذلك فضل كومان الانتقال لتولي القيادة الفنية لنادي برشلونة ورحل عن منتخب هولندا، وبالتالي كان فرنك دي بوير هو من يقود الطواحين الهولندية في نهائيات كأس الأمم الأوروبية. وودعت هولندا البطولة بعد الخسارة أمام جمهورية التشيك في مباراة شهدت طرد المدافع الشاب ماتيس دي ليخت.
في تلك المرحلة، عاد مرة أخرى فان غال، الذي لم يكن قد تولى قيادة أي فريق منذ أن قاد مانشستر يونايتد للفوز على كريستال بالاس في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2016، وعاد فان غال للاعتماد على طريقة 4 – 3 – 3 في أول مباراتين له على رأس القيادة الفنية للطواحين الهولندية، لكن بعد التعادل خارج ملعبه أمام النرويج بهدف لكل فريق والفوز برباعية نظيفة على الجبل الأسود، عاد للاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي أمام تركيا الشهر الماضي، وهو الأمر الذي أدى إلى انتقاده من جانب الصحافي فالنتين دريسن. لقد أشار فان غال إلى أنه يتعين على دريسن أن يقرأ كتابه (سيرته الذاتية باللغة الهولندية تأتي في مجلدين، الأول يتناول حياته والآخر رؤيته)، ليرد دريسن بأن كرة القدم التي يقدمها فان غال حاليا لم تعد متوافقة مع هذه الرؤية.
ربما لو كان أي مدير فني آخر لديه ثقة أقل بالنفس لتوقف عند هذه النقطة، لكن فان غال واصل الرد وأكد على أهمية التطور والتغيير بمرور الوقت.
ويجب الإشارة هنا إلى أن عددا قليلا للغاية من المديرين الفنيين هم من نجحوا في تحقيق نجاحات كبيرة على أعلى المستويات على مدار أكثر من عقد من الزمان، نظرا لأنه من المرهق للغاية مواكبة التطور السريع الذي تشهده اللعبة.
ومع ذلك، فإن رغبة فان غال في الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي – وهو الأمر الذي أشار إلى أنه فعله لأول مرة مع برشلونة قبل 20 عاما – تعكس استعداده للتطور حسب المتغيرات الجديدة. لقد خسرت هولندا، تحت قيادة دي بوير، خارج ملعبها أمام تركيا بأربعة أهداف مقابل هدفين. لكن بعد مرور ستة أشهر فقط، ومن خلال اعتماد فان غال على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، تمكنت هولندا من الفوز على تركيا بستة أهداف مقابل هدف وحيد. وواصل المنتخب الهولندي تحقيق الانتصارات بالفوز على لاتفيا بهدف دون رد، ليتصدر مجموعته في التصفيات.
ليس هناك شك في أن فان غال رجل صعب وحاد في التعامل، ويمكن أن يكون فظاً وعنيداً ويحمل بعض الضغائن الغامضة، ولا يكرس الكثير من الوقت للتفاصيل الاجتماعية، ويحب دائما أن يكون صاحب الكلمة الأولى والأخيرة. لقد قضيت ذات مرة صباحاً مرهقاً للغاية وأنا أحاول إجراء مقابلة صحافية معه، لكنه قلب المعادلة تماما وكان هو من يستجوبني ويطرح علي أسئلة من قبيل: «لماذا غيرت طريقة اللعب للاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي في كأس العالم 2014؟ ومن كانوا المدافعين الذين اعتمدت عليهم في تلك البطولة؟».
لقد كنت أعتقد في ذلك الوقت أنه يحاول أن يخفف الضغط عليه في تلك المقابلة، ويجعلني أحاول أن أتذكر رون فلار، وبرونو مارتينز إندي، وستيفان دي فري، لكن عندما أتذكر ذلك الآن، أعتقد أنه كان يريد مني أن أتخيل قدر المشكلة التي كان يواجهها آنذاك. لقد طلب فان غال الحصول على نسخة من المقابلة، ووافقت على مضض، لكنني أوضحت له أن ذلك لا يعني أنني أنتظر الموافقة منه على النشر. وفي غضون 24 ساعة أعادها لي، نظراً لأنها كانت تحمل كلماته وتصريحاته نصيا.
وعندما فتحت المستند بعد تسلمه منه، وجدت أنه لم يحذف تعليقاته وتصريحاته العنيفة بحق المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، أو نظام أكاديميات الناشئين بمانشستر يونايتد والذي وصفه بالفاشل، أو تعليقاته السلبية بشأن قدرات وإمكانيات جيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي. وبدلاً من ذلك، كتب فان غال في هذه النسخة بعض التعليقات التوضيحية وقدم بعض الأدلة الإضافية لدعم وجهة نظره.
ربما تكون هذه هي الحقيقة الأساسية حول فان غال: فهو يعتقد دائما أنه على حق، وهو مصمم على شرح ذلك بأكبر قدر ممكن من التفاصيل. قد يجعله ذلك شخصا سريع الغضب ومن الصعب التعامل معه، لكن في عالم مليء بالمخادعين وأولئك الذين يخشون الكشف عن الكثير من التفاصيل، فهناك شيء مثير للإعجاب في ذلك. إنه يهتم باللعبة وبالطريقة التي يجب أن تُلعب بها، وهو أمر نادر في كرة القدم الحديثة، وبالتالي يجب أن نشيد بنزاهته وإصراره.
هولندا
رياضة
[ad_2]
Source link