[ad_1]
غير أن ما فاجأها حقا وأدخل البهجة إلى قلبها ــ رغم أنها لم تسع يوما إلى الشهرة والتكريم والثناء ــ هو اختيارها في مايو 2017 ضمن أربعة أشخاص آخرين للفوز بأكبر جائزة عربية للمبادرات الخيرية والإنسانية ممثلة في جائزة «صناع الأمل» التي أطلقت في دبي ضمن مبادرات «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» الهادفة إلى تكريم أصحاب العطاء ممن يسعون من خلال مبادراتهم ومشاريعهم الإنسانية والمجتمعية التطوعية للتخفيف من معاناة المحتاجين ومساعدة المحرومين، وترسيخ ثقافة الأمل، وتكريس قيم العطاء والتفاؤل، ومحاربة اليأس، ونشر الإيجابية، والعمل من أجل تحسين جودة الحياة والارتقاء بواقع الحال في أوطانهم ومجتمعاتهم.
وقتها قالت العسعوسي أنها لم تكن تتوقع أن تحصل على تصنيف عال ضمن المنافسين على الجائزة والبالغ عددهم 65 ألف منافس ومنافسة. غير أن هذا كان تواضعا منها. فأعمالها تشفع لها بما هو أكبر من ذلك بكثير. كيف لا وهي التي تشربت العمل الخيري منذ أن كانت صبية في الخامسة عشرة من عمرها. فما هي قصتها؟ ومن أين بدأت؟ ومن كان مثلها الأعلى؟ وماذا أنجزت؟. كل هذا سنحاول التعرف عليه من خلال الأسطر التالية مستعينين بما كُتب عنها في الصحافة وما نشره حول حياتها الباحث اللبناني المقيم بدولة الكويت الأستاذ حمزة عليان في الجزء الثالث من كتابه «وجوه من الكويت» (منشورات دار ذات السلاسل/ الكويت/ الطبعة الأولى/2012/ الصفحات 242 ــ 246).
ولدت معالي سعود العسعوسي في الكويت سنة 1975 ابنة لعائلة العسعوسي المعروفة التي تنحدر من قبيلة بني خالد (الجبرية) ورجالاتها من أهل البحر والسفر والغوص ويعود تاريخ حلولهم بالكويت إلى عام 1742، (انظر موقع تاريخ الكويت). درست في مدارس الكويت، لكن كارثة الغزو العراقي لبلدها في عام 1990 دفعها إلى الرحيل مع أسرتها والحلول مؤقتا في البحرين حيث تلقت بتشجيع من والدتها دورة في أعمال الإسعافات الأولية مما ساعدها على التطوع للعمل مع الجيش الأمريكي والهلال الأحمر الكويتي خلال فترة حرب التحرير في عام 1991، قبل أن تلتحق بالعمل في المستشفيات الكويتية بعد التحرير. وقتها استفاقت على مشاهد تدمي القلب مثل الأيادي المقطوعة والجماجم المهشمة والأصابع المبتورة وغير ذلك من الفظائع التي شاهدتها في المشرحة كنتيجة لجرائم جيش الاحتلال. ومن المستشفيات انتقلت للعمل مع الدفاع المدني حيث استمرت تعمل لمدة عام في ملف المفقودين والأسرى. لاحقا نشطت في الجمعية الكويتية للعمل التطوعي، وفي برنامج «إيمانيات» التوعوي، وفي الجمعية الاقتصادية الكويتية.
أكملت العسعوسي دراستها بعد التحرير وتخرجت من المرحلة الثانوية، وعلى إثر ذلك قررت الرحيل إلى الولايات المتحدة لمواصلة تعليمها الجامعي في جامعة «فرجينيا كومنولث» التي تخرجت منها حاملة درجة البكالوريوس في علوم تخطيط وإدارة السياحة بمرتبة الشرف، واتبعتها بالحصول على شهادة معتمدة في مجال التنمية المجتمعية من مبادرة الشراكة الأمريكية ــ الشرق أوسطية. وبسبب تفوقها الدراسي طلبت منها جامعة فرجينيا البقاء لمدة سنة إضافية للعمل بوزارة السياحة الأمريكية. هنا سبرت معالي أغوارالخدمة الإجتماعية وتعرفت على جوهرها جيدا من خلال واقعة حدثت لها.
تحدث حمزة عليان عن تلك الواقعة المفصلية في حياتها قائلا ما مفاده أنه في أحد الأعياد وأثناء تجوالها في سوق تجاري ضخم في فرجينيا أمسكت بحقيبة لتجرها وراءها من دون أن تقصد، فإذا بأصوات إنذار تصدح في البهو الواسع. أحاط بها حراس الأمن وبعد التحقيق والسؤال قالوا لها أنها ارتكبت جنحة، وحتى لا يتم إدخالها السجن طلبوا منها تقديم خدمة اجتماعية تكفيرا عن الخطأ الذي ارتكبته، فأعجبتها الفكرة وصارت تعمل لساعات إضافية لمدة ثلاث سنوات في أعمال غوث الأسر المشردة من تلك التي لا تملك مأوى يأويها، خصوصا في فصل الشتاء.
وهكذا أمضت معظم سنوات التسعينات في الولايات المتحدة، تعلمت خلالها معنى وقيمة الخدمة الاجتماعية تجاه المحتاجين والضعفاء، وعرفت معنى الاعتماد على الذات في بلاد الغربة، فقويت شخصيتها وتنوعت معارفها واختلطت بأجناس وأعراق وثقافات عربية وأجنبية إلى درجة امتزجت معها لهجتها الكويتية باللهجات اليمنية والفلسطينية.
بعد عودتها إلى الكويت مكللة بكل هذه التجارب والمعارف عملت في قطاع السياحة التابع لوزارة الإعلام الكويتية لبعض الوقت، قبل أن تشعر بأن عملها هذا لا يشبع طموحاتها، فقررت أن تحسم الأمر وتنتقل للعمل كمنسق إعلامي. واستعدادا لهذه النقلة انتسبت إلى دورات خاصة في الكويت ومصر للتدريب على كتابة السيناريوهات الإذاعية، كما تعاقدت في الوقت نفسه مع مواطنتها «وطفاء شاهين» لأخذ دروس خصوصية في مخارج الألفاظ وصياغة الأخبار والقصص وكتابة الإسكتشات. علاوة على ذلك انتشلت نفسها من سطوة مشاهدة التلفزيون وراحت بدلا من ذلك تركز على القراءة، حتى صار الكتاب جزءا لا يتجزأ من حياتها اليومية لأنه ــ بحسبها ــ يجعل العقل متحررا من القيود الشائعة عند الناس ويوفر مخزونا ثقافيا لا يقدر بثمن.
قراءاتها المتنوعة قادتها إلى حب المغامرة والأسفار إلى المناطق غير المعروفة والحافلة بالأحداث والغرائب. وكان من ثمار ذلك سفرها في عام 2004 لأول مرة إلى كينيا حيث رأت على الطبيعة ما لا يعرفه الكثيرون عن هذا البلد الأفريقي من مغريات ومآس، وحيث عاشت لبعض الوقت مع قبيلة الماساي وثنية المعتقد. تقول معالي عن هذه التجربة أنها اكتشفت في أفراد هذه القبيلة الصدق والوفاء، فقد سألت أحد معلمي المدارس البدائية هناك عن عدد الأقلام التي يحتاجها للتدريس، فقال عشرة أقلام، فأعطيته 15 قلما، فأعاد إليّ الخمسة وهو يقول «لا أحتاج إلا بقدر عدد الأطفال وهم 10». هذا بدوره شجعها لاحقا على العمل مع مواطنها المخرج خالد الراشد لوضع سيناريو لفيلم وثائقي عن كينيا وتصويره في عام 2005 على أن يعرض من خلال ثلاث قنوات فضائية وعلى أن يذهب جزء من أرباحه إلى المحتاجين في كينيا.
في عامي 2005 و2006 اتجهت معالي إلى تأسيس شركتها الخاصة بإدارة الحملات الإعلانية، فصارت تختار المشروعات التي تتوافق مع قناعاتها، واستمرت تعمل إلى أن قررت في العام 2007 إيقاف نشاط الشركة كي تتفرع لأعمال الجمعية الاقتصادية الكويتية التي كانت تديرها السيدة رولا دشتي قبل أن تصبح الأخيرة نائبة في مجلس الأمة الكويتي. وفي هذه الأثناء طلب منها أحد المتبرعين الكويتيين تقييم مشروع له في اليمن خاص بدفع أموال من أجل تدريس الفتيات اليمنيات، فسافرت بنفسها إلى صنعاء لتقييم أوضاع الفتيات والنساء اليمنيات الفقيرات على الطبيعة من خلال الاحتكاك والسؤال، لتعود وتجيب المتبرع بجملة واحدة «المشروع غير مجد. احتفظ بمالك وحلالك أفضل لك». هذه الواقعة كانت دافعا لها لتغيير الكثير من المفاهيم لديها وعلى رأسها ضرورة ألا يكون التبرع للمشاريع الخيرية ذا أهداف دينية أو حزبية، وألا تقتصر على فئة دون أخرى، وألا يتدخل المتبرع في استراتيجتها وشكلها. كما أن الواقعة ذاتها أولدت في داخلها سؤالا مفاده «لماذا لا أعطي من وقتي ومن نفسي للأسر المحتاجة؟». وعليه عادت معالي إلى اليمن مجددا لتمضي فيها شهرين كاملين تنقلت خلالهما بين معظم المدن والضواحي والقرى، مقدمة نفسها لمشايخ القبائل على أنها أرملة ساعية لأعمال البر، ومتغلبة على كل المصاعب والعراقيل بذكاء وعفوية وتحدٍّ.
وصفت معالي في حديث لها لجريدة «الجريدة» الكويتية (14/1/2016) ما شاهدته في اليمن بالوضع الكارثي مضيفة أنها شاهدت حالة مزرية لنساء يبعن شرفهن في الشوارع بسبب الفقر، وباعة من الأطفال الصغار في كل مكان، وأناساً عمياناً هائمين على وجوههم، ومجاري طافحة غير صالحة، وأمراضاً تفتك بالأبدان، وتلوثا بيئيا معديا، الأمر الذي أجج في داخلها فكرة العمل من أجل إحداث تغيير ما في حياة هؤلاء البشر.
وقبل أن تخطو الخطوة الأولى لجهة ما قررت الإقدام عليه ذهبت إلى الداعية الكويتي وصاحب التجارب الخيرية في أفريقيا الدكتور عبدالرحمن السميط (توفي عام 2013) من أجل الاستماع إلى نصائحه وإرشاداته، فأوصاها بثلاث نصائح: الأولى أن تغلق أذنيها ولا تتأثر بالقيل والقال، والثانية أن تعمل مع فريق مؤمن بتوجاتها وأسلوبها، والثالثة ألا تلهث وراء جمع المال لأنه سيأتي لوحده. وبعد أن تبادلا الهموم والآمال قال لها: «إن الله سبحانه وتعالى خلقك لليمن وخلقني لأفريقيا». ولهذا صارت تسمى بـ «السميطية» نسبة إلى عبدالرحمن السميط باعتبارها خليفته في مجال البر والعمل التطوعي.
كتب حمزة عليان عن مغامرتها الخيرية في اليمن قائلا ما مفاده: أول خطوة أقدمت عليها كانت إغلاق الحنفيات عن المنتفعين من أصحاب بعض الجمعيات الخيرية، ففتحت حسابا للبنات في البنك يُخرج مبالغ محددة من حساب المتبرع إلى حساب البنات مباشرة من دون وسيط، على أن يقوم البنك بإخطار صاحب المال بذلك، وهو ما تسبب لها بـ «عوار الرأس» من قبل جمعيات امتهنت الحرفة دون حسيب أو رقيب، وواجهت مواقف لم تخطر على بال أحد عندما فؤجئت في أحد الأيام باقتحام مكان تواجدها من قبل مشايخ ووجهاء القرى لسؤالها عما روجته مع بنات القرى لشيء اسمه البنوك بحجة أن ذلك من عمل الشيطان، وبهذا دخلت في مواجهة فريدة وصعبة لم ينقذها منها سوى مدير البنك الذي قام بزيارة القرى للاجتماع بمشايخها وشرح عمل البنوك وفتح الحسابات لهم.
وهكذا صارت معالي مقصدا للمحتاجين والمحتاجات في اليمن، وتوسعت أنشطتها الإنسانية، وتزايدت الاتصالات بها من متبرعين خليجيين ساعين للمساهمة في مشروعات تديرها سيدة كويتية خبيرة لديها 13 شريكا محليا (آنذاك)، وتقوم بالتنسيق معهم لإدارة مشروعات في مختلف المحافظات اليمنية وفق قواعد الابتعاد عن العمل الحزبي والتعصب الديني. وبينما كانت تقوم بهذا الجهد المكثف، لم تنسَ إكمال دراستها العليا فالتحقت بـ«كلية ماسترخت للإدارة» الهولندية باليمن من أجل نيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال للمديرين التنفيذيين. وفي هذه الكلية التقت بالكثيرين من أبناء اليمن الذين سبق لهم الدراسة في الكويت على يد الراحل الدكتور أحمد الربعي (توفي عام 2008)، فعقدت صداقات معهم وكانوا خير عون لها في أعمال جمع المعلومات ووضع الدراسات.
تحدثت معالي في حوارها آنف الذكر مع «الجريدة» بفخر عما قامت به في اليمن فقالت إنها بعد أن تجاوزت مرحلة توفير الغذاء والكساء للفقراء بدأت في مشاريع تعليمية وصحية وتوعوية وتمكينية خاصة بالنساء لأنهن مهمشات ولأن العائد الإنساني أكبر حينما توجه الجهود نحوهن. وكانت البداية اختيار فتيات من ست قرى لتعليمهن وتوعيتهن لجهة مسائل مدمرة مثل الختان وما يسببه من أمراض، فاستطعن مواصلة دراستهن إلى المرحلة الثانوية وسط تعقيدات ومشاكل اجتماعية جمة. وبسبب نجاح هذه الخطوة قامت في عام 2007 بتأسيس مؤسسة «تمكين» في اليمن ككيان تنموي غير ربحي مهمته الارتقاء بنوعية الحياة بشكل عام ونوعية حياة المرأة بشكل خاص، وتقديم استشارات لمن يريد التبرع وتنفيذ مشاريع خيرية بشكل يحفظ كرامة المستفيدين، وفي مجالات بعيدة عن المجالات التقليدية كحفر الآبار وافتتاح الكتاتيب مثلا.
استطاعت مؤسسة «تمكين» مذاك إنجاز العديد من المشروعات التي استفاد منها أكثر من 12 ألف أسرة يمنية، كما قدمت أكثر من 600 منحة دراسية للتخصصات العلمية، وأسست مشاريع مثل: مشروع المياه الصالحة للشرب الذي استفاد منه 45 ألف يمني، مشروع شبكة الحرف لدعم الأسر المنتجة وتسهيل بيع منتجاتها، مشروع تنمية الطالبات، مشروع تحسين مداخيل الشباب، مشروع القرية النموذجية، مشروع حماية المصابات بالإيدز، مشروع تدريب القابلات والمسعفات، ومشروع الكشف المبكر عن حالات السرطان. ومن المشاريع الرائدة التي وقفت مؤسسة «تمكين» ومعالي العسعوسي خلفها معالجة مئات الحالات المصابة بالعمى أو بالمياه البيضاء من خلال عمليات زرع القرنية والابتعاث إلى مصر للعلاج بالتعاون مع جمعية «أمان» اليمنية للكفيفات. علاوة على ما سبق لم تنسَ معالي الاهتمام بكبرى مشاكل اليمن وأخطرها ممثلة في تعاطي القات، فقامت مع شركة متخصصة في استصلاح الأراضي بتحويل نحو مائة ألف مزرعة من مزارع القات إلى زراعة البن خلال سبع سنوات، مع إطلاق حملة للتوعية بمخاطر هذا النبت الشيطاني على الصحة.
والحقيقة أن الحرب اليمنية ألقت على كاهل معالي بأحمال ثقيلة إضافية، لكنها بدلا من أن تلملم حوائجها وتعود إلى الكويت اتخذت قرارا بالبقاء والاستقرار في اليمن. حيث وجدت نفسها مدعوة أكثر من ذي قبل للعمل من أجل تقديم خدمات إنسانية لضحايا هذه الحرب التي تسبب فيها أعداء العرب. وفي هذا السياق أخبرتنا أنها بعد اندلاع الحرب ركزت جهودها على مناطق شمال اليمن لأنها أكثر تخلفا واضطرابا وبؤساء بينما مناطق جنوب اليمن أكثر أمانا واستقرارا، مشيرة إلى أن أكثر المشاكل لم تكمن في توفر المال وإنما في كيفية إدخال المساعدات الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية والإسعافات الطبية وإيصالها إلى مستحقيها بطريقة آمنة دون وقوعها في أيدي قطاع الطرق واللصوص والمتنفذين القبليين، ودون تأثرها بالأعمال الحربية.
ومن المشاهد التي تأثرت بها خلال الحرب، مشهد سيدة يمنية طلبت منها كمية من الأرز بحجم كف اليد لأنها ظلت مدة طويلة وهي تطعم أطفالها علف الحيوانات. هذا ناهيك عن مشاهد مؤثرة لعمال بالأجر اليومي فقدوا أعمالهم وبالتالي القدرة على توفير طعام بسيط لأنفسهم وأسرهم، وهو ما جعلهم يتقاتلون بشكل مخيف على المساعدات الغذائية وقت وصولها إلى مناطقهم.
ومن اليمن مدت معالي نشاطها الخيري في عام 2010 إلى إثيوبيا حيث أسست مشروعا تنمويا لدعم 55 أسرة منتجة بتمويل من فاعلي خير من الكويت ودول خليجية أخرى. أما في بلدها الكويت فيُذكر لها أنها قبل رحيلها إلى اليمن تطوعت لإدارة «مركز الأعمال» لدعم الشباب والنساء في مجالات العمل الحر، كما عملت مديرة لمشروع «محو أمية الكومبيوتر» تحت إشراف الجمعية الاقتصادية الكويتية، وعملت مع مشروع «من كسب يدي» الخاص بتمكين الأرامل والمطلقات لإنشاء مشاريع صغيرة وإيجاد دخل مستدام لهن، وأسست «نادي سيدات الأعمال والمهنيات» العالمية التي لها صفة استشارية تحت مظلة الأمم المتحدة، وأصدرت في عام 2010 أول كتاب لها تحت عنوان «دليل المشروعات الصغيرة لدعم النساء والشباب بشكل خاص».
[ad_2]
Source link