اضطهاد المرأة لتحقيق أسطورة الجميلة والوحش – أخبار السعودية

اضطهاد المرأة لتحقيق أسطورة الجميلة والوحش – أخبار السعودية

[ad_1]

من أهم نظريات مؤسس علم النفس الدكتور «كارل يونج» نظرية «المثال/‏النموذج الأولي-Archetype»، التي تقول إن هناك أفكارا وصورا ذهنية ومعنوية/‏تصورات ومفاهيم عامة نمطية كامنة في اللا وعي الجماعي لكل البشر وتظهر برموز أحلام المنام والأساطير والقصص والامثال والمعتقدات الشعبية؛ ولذا عديد من الظواهر البشرية لا يمكن فهمها دون فهم «المثال الاولي» الذي يمثلها لأنه يبرمج الناس جماعيا ويسيرهم بعقلية القطيع بشكل لا واعٍ، وعندما نتحدث عن مفهوم الشرف بالشرق فهو يقول؛ إن الرجل الذي اقترف جرائم اغتصاب لا تحصى للأطفال والكبار وسرق المصلين بالمساجد ولقمة الأيتام وارتشى ونبش القبور وسرق أكفان الموتى وباع جثامينهم للمشارح ويتزعم عصابة إرهاب وسرقة وبلطجة وقتل واختطاف وابتزاز وبيع أعضاء الأطفال والاتجار بهم في الدعارة والإباحية ويصور نفسه بمقاطع إباحية منحرفة ويتاجر بها يبقى ويعتبر رجلا كامل الشرف ويستحق الاحترام الاجتماعي الكامل لرجل كامل الشرف طالما أن نساء بيته لهن سمعة ملائكية وحياة كالراهبات بدير مقفل، ولهذا يحرص الذكور بالشرق على إبقاء الإناث في صندوق مقفل ليمكن للذكور الحفاظ على لقب الشرف مهما تردوا أخلاقيا وسلوكيا في حالهم الخاص، ففي الكتاب الأشهر الذي يمثل اللا وعي الجماعي للشرق «ألف ليلة وليلة» أول قصة وأول صفحة فيه هي قصة الملكين الأخوين شهريار وشاه زمان اللذين أصابهما اليأس بسبب اعتبارهما كل النساء خائنات فيتركان ملكهما ويسيحان في البرية فيجدان عفريتا حبس فتاة بصندوق وبعد أن نام أخبرتهما بحكايتها فقالت «وضعني في علبة وجعل العلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال وجعلني في قاع البحر المتلاطم يعلم أن المرأة إذا أرادت أمرا لم يغلبها شيء». فصار لشهريار نمط انتقامي تجاه النساء ويتزوج كل ليلة فتاة جديدة ويقتلها نهاية ليلة العرس ومع هذا يعتبر النساء هن السيئات! أما بالتراث العالمي سواء الأوروبي أو الأفريقي أو الآسيوي القديم من العصور الوسطى وما سبقها فهناك المثال الأولي لأسطورة «الجميلة والوحش-Beauty and the Beast»-ترجمة الوحش ليست الترجمة الصحيحة عن اللغات الغربية، فالترجمة الحرفية هي «الجميلة والحيوان»- والذي أعادت إحياءه الأفلام والرسوم المتحركة لديزني حيث يكون بطل القصة رجلا ممسوخا بصورة حيوانية كأسد.. ضفدع.. خنزير.. ثور.. ذئب وتبعا لذلك يتصرف كحيوان متوحش بلا أدنى ضوابط أخلاقية/‏اجتماعية/‏دينية، ولا يمكنه أن يستعيد صفته وهيئته الإنسانية إلا بأن تحبه فتاة مثالية طاهرة ويرتبط بها، فهذا المثال الأولي للجميلة والوحش يجعل الذكر يسقط مفهوم الشرف أو الطبيعة العليا على الأنثى ويجعل من مسؤوليتها أن تحافظ عليها لأجله هو ولو بأن يضع الأنثى كالعفريت بصندوق مقفل ويدفنها ليمكنه هو العيش كحيوان بلا ضوابط أخلاقية/‏اجتماعية/‏دينية ويقترف أنواع الفساد والخطايا ومع هذا يعتبر طاهرا تلقائيا فقط لكونه مرتبطاً بأنثى طاهرة تجسد الشرف/‏الطبيعة العليا الإنسانية وهذا تلقائيا يجعله شريفا أمام المجتمع بغض النظر عن حقيقته الذاتية الشخصية الحقيقية، وجسد الأديب «أوسكار وايلد» هذا المثال الأولي بروايته «صورة دوريان جراي» وتدور حول الشاب الجميل دوريان الذي يرسم له رسام رسمة لها خاصية أن كل التشوهات الناتجة عن نمط حياته اللا أخلاقي تظهر على الرسمة فقط ولا تظهر على وجه دوريان وهذا أغوى دوريان للانجراف بالخطايا لأنه محصن من أن يناله العيب الاجتماعي فوجهه الاجتماعي الذي رمزه وجهه العضوي ليس وجهه الحقيقي، فوجهه الحقيقي هو المخفي عن المجتمع باللوحة بينما الوجه الاجتماعي الجميل المثالي تمثله الأنثى المثالية المرتبطة به. فاضطهاد النساء هو نتاج عصاب وعقد وإسقاطات لا واعية كامنة باللا وعي الجماعي مهما تم تلبيسه بمبررات دينية وثقافية واجتماعية، ولذا لمساعدة البشرية للتحرر من هذا الظلم المؤسساتي وإصلاح أخلاق الذكور وجعلهم يلتزمون الشرف بمعناه الحقيقي الواقعي وليس كمجرد وجه اجتماعي زائف يجب تفكيك أصل هذا الظلم من جذوره باللا وعي الجماعي.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply