[ad_1]
ويتابع مدني السرد بحس ساخر من كتابته بمنتهى الذكاء ليسقط القارئ المهجوس بالكتابة النقد الحاد على نفسه من خلال هذا المقطع المشهدي، أسقط في يد محسوبكم، فكل سطر يكتبه بكل ما فيه من أخطاء وركاكة وتكرار وخلط، يكتبه بطلوع الروح، فما بالك بمقالة طويلة عريضة تحتل ركناً بواجهتين في صفحة من صفحات الرياض. لم يستسلم الكاتب لطلب المشرف، جرّب إقناعه، وحاول قدر استطاعته أن يقنعه يمرر المقال «قلتُ له يميناً»، قال «يسارا»، قلت له خلفاً قال أماماً، سأله: طيّب والحل؟ فقال: قدامك نصف ساعة. هذه الحوارية جاهزة لمسرحتها وتطويرها لتغدو دراما متكاملة، لتوفر عناصر البناء الفني بها، المنظر المسرحي، واللُّغة، والفكرة، والحبكة، والشَّخصية.
وضع الكاتب سماعة الهاتف وانبرى للبحث عن فكرة مقال «وكأي مواطن أصيل خطرت بباله «كرة القدم» ليصول ويجول في ميدان الأقوال بتحليل أسباب هزيمة المنتخب، وكيف أن دفاعه لم يهاجم، وهجومه لم يدافع والمدرب لم يغيّر التشكيلة»، ويتصاعد السرد الساخر «ثم هناك مشكلة الجناح، والصدر، والورك، وبقية أجزاء الفريق، والحكم وصوت الصافرة». وبما أن الكتابة تكشف جوانب من شخصية كاتبها، فسيظهر لنا وجه مدني الرياضي «بالرغم من إغراء موضوع المنتخب إلا أني أحجمتُ مخافة ردود فعل الجمهور، فلو قلت إن ماجد عبدالله كان يلعب وهو ينعس لأيقظني جمهور النصر من عِز النوم. ولو قلت إن عبدالله الرشود كان هائماً على وجهه لأراني جمهور الأهلي نجوم الظهر». قرر الكتابة عن التراث والمعاصرة، فخشي تناول الحداثة بحكم أن بها منزلقات كرة القدم، وإذا كانت أقصى تبعات أخطاء كرة القدم «كرت أحمر» فملاذ الحداثيين إن غضبوا في تصنيفه بالكاتب الأحمر، فقرر أن يبعد عن الشر ويغني له. أراد أن يكتب في الشأن السياسي، وفجأة اكتشف انقضاء النصف الساعة المزمنة لكتابة مقال بديل فقال صائحاً بعصبية مذعورة «إن اتصل سعد الحميدين قولوا له: ذهب إلى لبنان». هذه المقالة كشفت لي شخصياً موهبة فذة وقادرة على الإمتاع بالكتابة الساخرة إلا إن أبى.
[ad_2]
Source link