شجّع المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني، الناخبين العراقيين على «المشاركة الواعية والمسؤولة» في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقالت المرجعية في جوابها الذي أصدرته، أمس (الأربعاء)، حول الانتخابات، إنها «وإن كانت لا تخلو من بعض النواقص، ولكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد إلى مستقبل يرجى أن يكون أفضل مما مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي».
وكان مكتب المرجع الأعلى أغلق أبوابه أمام كبار المسؤولين العراقيين منذ أعوام طويلة؛ احتجاجاً على سوء الإدارة والفساد الذي طبع عمل الأحزاب والكتل السياسية بعد 2003.
ودعت المرجعية «الناخبين الكرام» إلى أن «يأخذوا العِبَر والدروس من التجارب الماضية ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد، ويستغلوا هذه الفرصة المهمة لإحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفؤة عن مفاصلها الرئيسية»، معتبرة أن ذلك «أمر ممكن إن تكاتف الواعون وشاركوا في التصويت بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك فسوف تتكرر إخفاقات المجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها».
وفي ردها على احتمال استثمار بعض القوى السياسية اسمها في الترويج لحملاتها وبرامجها الانتخابية بهدف كسب أصوات الناخبين، كررت المرجعية موقفها الثابت من أنها «لا تساند أي مرشح أو قائمة انتخابية على الإطلاق، وأن الأمر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم».
لكنها في المقابل أكدت على الناخبين بضرورة أن «يدققوا في سِيَر المرشحين في دوائرهم الانتخابية ولا ينتخبوا منهم إلا الصالح النزيه، الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، المؤتمن على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا».
وحذرتهم من أن «يمكنوا أشخاصاً غير أكفاء أو متورطين بالفساد أو أطرافاً لا تؤمن بثوابت الشعب العراقي الكريم أو تعمل خارج إطار الدستور من شغل مقاعد مجلس النواب، لما في ذلك من مخاطر كبيرة على مستقبل البلد».
كما أكدت المرجعية على «القائمين بأمر الانتخابات أن يعملوا على إجرائها في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني أو التدخلات الخارجية، وأن يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين فإنها أمانة في أعناقهم».