[ad_1]
إصابة المهاجم الإنجليزي الدولي ساعدته على مواجهة عدم المساواة التي عانى منها في طفولته
عندما أصيب ماركوس راشفورد في ظهره بعد تعرضه لتدخل عنيف في المباراة التي فاز فيها فريقه مانشستر يونايتد على وولفرهامبتون واندررز بهدف دون رد في كأس الاتحاد الإنجليزي في يناير (كانون الثاني) الماضي، كان ذلك شيئاً سيئاً بالنسبة له ولناديه على حد سواء، لكنه كان أيضاً بداية رحلة رائعة لمهاجم المنتخب الإنجليزي خارج المستطيل الأخضر.
كانت الإصابة التي تعرض لها بكسر مزدوج تعني ابتعاده عن الملاعب لبعض الوقت رغم أن كرة القدم تمثل كل شيء في حياته منذ انضمامه إلى أكاديمية الناشئين بنادي مانشستر يونايتد وهو في السابعة من عمره. ثم توقفت جميع الأنشطة الرياضية بسبب تفشي فيروس كورونا وخضعت البلاد لإجراءات الإغلاق. وتقول كيلي هوغارث، مساعدة راشفورد في وكالة المواهب الدولية «روك نيشن»: «لقد كان يحتاج حقا للتركيز على شيء ما، وكان بحاجة إلى شيء يخصص له جهده بشكل مستمر. لذا، كانت هذه هي الفرصة الأولى التي أتيحت له للتفكير حقاً فيما يريد أن يفعله، وكيف يريد أن يفعل ذلك».
وتضيف: «لقد حول لحظة مروعة بالنسبة له شخصياً (الإصابة) إلى شيء رائع للغاية».
وقد أطلق راشفورد، البالغ من العمر 23 عاماً، العنان لطاقاته الهائلة واستغلالها في مساعدة الآخرين. وأجبرت حملته على تقديم الغذاء للأطفال الفقراء الحكومة البريطانية على تغيير نهجها وسياساتها المتعلقة بهذا الأمر. ونجحت مؤسسته الخيرية، التي تجمع فائض الطعام، في تجميع أكثر من 20 مليون جنيه إسترليني للوجبات المدرسية للأطفال، بما في ذلك تبرع «كبير» من راشفورد نفسه. ثم أتبع حملته الناجحة بتوصيل الطعام للأطفال خلال العطلات المدرسية.
تقول هوغارث: «لقد قرأ مقالاً في صحيفة الغارديان يقول إن خطة تقديم الطعام على وشك الانتهاء». وقد شعر راشفورد بالذعر بعدما قرأ هذا المقال، خاصة أنه كان هو شخصياً يتلقى وجبات مدرسية مجانية أثناء نشأته في أسرة فقيرة مكونة من خمسة أطفال في منطقة ويثينشو، جنوبي مانشستر. ويتذكر راشفورد أنه كان يشعر بالقلق من عدم الحصول على الطعام خلال الإجازات المدرسية، مشيرا إلى أن والدته، ميلاني، كانت تعمل في ثلاث وظائف مختلفة لكي تنفق على الأسرة. تقول هوغارث: «لقد اتصل بنا راشفورد وقال إنه لا يمكن أن تتوقف خدمة تقديم الطعام، لأن هذه العائلات لا يمكنها أن تعيش على بنوك الطعام فقط».
وفي الآونة الأخيرة، حصل راشفورد على وسام الإمبراطورية البريطانية. وخلال الأسبوع الجاري، أعلن عن شراكة مع مؤسسة ماكميلان لكتب الأطفال للترويج للقراءة ومحو الأمية، حيث لم يكن قادراً على شراء الكتب عندما كان طفلاً. وعلاوة على ذلك، أطلق حملة لزيادة وجبات الطعام الصحي للمحتاجين، ويعمل الآن على تعزيز التفاهم بين العائلات حول كيفية الحصول على أكبر قيمة غذائية من خلالها، بما في ذلك من خلال التعاون مع الطهاة المشاهير، مثل توم كيريدج.
ورغم كل ذلك، لم يفقد راشفورد تركيزه داخل المستطيل الأخضر، حيث يقدم مستويات رائعة خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك إحرازه لثلاثة أهداف خلال 16 دقيقة فقط في مرمى لايبزيغ الألماني في دوري أبطال أوروبا، في المباراة التي انتهت بفوز الشياطين الحمر بخماسية نظيفة. وربما يعتقد البعض أن راشفورد هو مجرد شخصية صورية الآن للحركة التي يقودها، لكن هوغارث تنفي ذلك قائلة: «إنه يشارك في أنشطة الجمعية الخيرية بنسبة 100 في المائة، ويشارك في جميع المحادثات بنسبة 100 في المائة». ويتحدث راشفورد إلى العائلات والجمعيات الخيرية، ويشارك في المكالمات والاجتماعات مع رؤساء صناعة الأغذية عبر تطبيق «زووم»، ويجري مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء، ويتعاون مع فرقة العمل التي تجمع الطعام للأطفال المحتاجين. ويعني ذلك أنه يشارك في كل شيء بالفعل. وعلاوة على ذلك، يقرأ كل أسبوع تقارير تحليلية من مؤسسة الغذاء.
ويستمد راشفورد قوته من دائرته الضيقة للغاية، التي يأتي في مقدمتها والدته وإخوته داين ودواين، وأصدقاء المدرسة القدامى جيمي هندلي وآشلي ليذر، وهوغارث. وقد تولت هوغارث الأنشطة الخاصة براشفورد خارج الملعب لبعض الوقت، وأخذته معها في أبريل (نيسان) الماضي إلى مؤسسة «روك نيشن»، التي أسسها شون كارتر، المعروف باسم «جاي – زد»، زوج بيونسيه.
وتقول هوغارث عن ذلك: «إنه دائما ما يبقى على دائرته المقربة بالقرب منه، لأنهم يعرفون من هو. هذه الدائرة مهمة للغاية بالنسبة له».
وقد وصف هنري ديمبلبي، الذي وضع استراتيجية الغذاء الوطنية بتكليف من الحكومة، راشفورد بأنه «شخص لامع». وقد أرسل ديمبلبي لراشفورد نسخة من التقرير في أغسطس (آب) الماضي، ويقول: «وقد سعدت كثيراً باتصاله بنا في سبتمبر (أيلول) ليقول إنه يريد إطلاق حملة تأييد لهذه التوصيات». ومنذ ذلك الحين، يتواصل ديمبلبي مع فريق عمل راشفورد للمناقشة في جميع الأمور المتعلقة بهذا الأمر.
تقول هوغارث: «تساءل هنري ديمبلبي قبل أيام: هل تعتقدون أن ماركوس راشفورد ينظر للخلف يوما ما ليرى ما حققه؟ وأنا شخصيا أقول إنه من الصعب للغاية أن يقوم بذلك، لأنه دائما ما يرى أن هذا مشروع طويل الأجل. من الصعب للغاية التفكير في المكاسب وأنت تعلم أن ما قمت به مجرد نقطة انطلاق للشيء التالي».
وفي حين أن هوغارث، نائبة رئيس التسويق الاستراتيجي والاتصالات في مؤسسة «روك نيشن سبورتس»، وفريقها هناك يساعدون كثيرا في هذا الأمر، فإن معظم الأفكار تأتي من راشفورد، الذي يقوم بدور الرئيس التنفيذي ويوجه المحادثات ويجري المكالمات. وتشير هوغارث إلى أن راشفورد «لديه طموح دائم لتقديم المزيد». وتشير هوغارث إلى أنها لم تتفاجأ بما يقوم به راشفورد، لكنها مندهشة من السرعة الفائقة التي يقوم بها بهذه الأشياء.
وعندما كانت والدة راشفورد تذهب إلى العمل، كان معلمه يأخذه إلى نهاية الشارع ثم يصطحبه إخوته إلى منزله، أو إلى باب الجار المجاور الذي كان مفتوحاً دائماً، أو حيث كان يقوده الأصدقاء والجيران الآخرون للتدريب على كرة القدم. وبالتالي، يدرك راشفورد جيداً قوة المجتمع. وتقول هوغارث عن ذلك: «لم يشعروه أبداً أن طلب المساعدة كان شيئاً خاطئاً».
ويرى راشفورد أن المجتمع هو مفتاح التغيير الاجتماعي من أجل التعاطف بشكل أكبر مع الفقراء والمحتاجين. وبصفته لاعبا لكرة القدم، يرى نجم مانشستر يونايتد أن القوة تأتي من العمل الجماعي ومن تعاون الكل معا.
وتجاهل راشفورد كل الانتقادات الموجهة إليه، قائلاً إنه سمع أسوأ من ذلك بعشر مرات داخل أرض الملعب. وأكد على أن النكسات تجعله يضاعف جهوده. وعندما رفض مجلس العموم طلب حزب العمال بتمديد فترة تقديم الوجبات المدرسية المجانية خلال العطلات المدرسية، لم ييأس راشفورد. تقول هوغارث: «كان يسأل نفسه: كيف نتغلب على هذا الأمر؟ إنه لا يستسلم أبدا».
[ad_2]
Source link