[ad_1]
اليوم يومك.. والزمان زمانك يا وطني
سعادة غامرة نعيشها نحن السعوديين هذه الأيام ونحن نشهد الذكرى الـ91 لتوحيد البلاد على يد المغفور له – بإذن الله – الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بعد أن كان الناس في ذلك الوقت يعانون فوضى عارمة، ضربت أشكال الحياة كافة، من تفشٍّ للفقر، وانعدام الأمن نتيجة للحروب المتواصلة التي كانت تندلع بين القبائل لأبسط الأسباب، ووجود الكثير من البدع والشركيات.
فوسط عتمة الخوف وظلام اليأس صدع الملك عبدالعزيز بدعوته إلى توحيد الكلمة، ولَمّ الصفوف، وترتيب الشأن الداخلي، معلنًا أن كتاب الله وسُنة نبيه الكريم هي الهادي والمرشد، وطالب الجميع بتناسي الخلافات وتجاوز النزاعات.
تدافع المخلصون من أهل هذه البلاد جماعات ووحدانًا نحو قائدهم، وانضموا إلى صفوفه، وعاهدوه على السمع والطاعة بعد أن تأكدوا من صدق دعواه.
اجتمعت جيوش الحق، وتحركت لإنجاز ملحمة التوحيد التي اكتملت في وقت قياسي، بعد أن توافرت الرغبة والإرادة، والتقت الأهداف، وتوحدت الرؤى.
قاد الملك عبدالعزيز أولئك المخلصين الذين التفوا حوله، ونصروه، وساندوه حتى تحقق الحلم، وتم في صبيحة الحادي والعشرين من جمادى الأولى 1351هـ إعلان توحيد المملكة العربية السعودية، وسرعان ما بدأت رحلتها نحو التطور والازدهار وكأنها تسابق الزمن.
أبرز العوامل التي ساعدت الدولة الجديدة حينها على النجاح هي الأساس المتين الذي استندت إليه، وهو الحكم بكتاب الله وسنة نبيه، وإرساء العدل والمساواة، وبسط الأمن كقواعد رئيسية، لا تقبل المزايدة؛ لأن التشريع الإسلامي هو الذي يصون المكتسبات، ويضمن الحقوق، ويحدد الواجبات.. ولأن الدول التي تقوم على الحق لن تعرف طريق التراجع. وإن توافُر الأمن هو أبرز المتطلبات نحو تحقيق النهضة والنماء؛ لذلك فإن أبرز ما اكتسبته شخصية الإنسان السعودي هو الإحساس العميق بالانتماء الوطني، والاعتزاز الشديد بالهوية. وقد تأتى ذلك بعد الذي شاهدوه بأعينهم من حرص القيادة على مصالحهم، وسعيها لتأمين مستقبل واعد لأجيالهم.
وقطعت السعودية شوطًا كبيرًا نحو تحديث واقعها وتطويره، حتى تبوأت السعودية في هذا العهد الميمون مرتبة مرموقة بين الأمم، وانضمت إلى أكبر 20 دولة في العالم من حيث القوة الاقتصادية والنمو المتواصل.
من أبرز ما يميّز عهدنا الذي نعيشه إكمال الانتصار على آفة الإرهاب واستئصالها، وإعلان الحرب على الفساد المالي والإداري، وتنويع مصادر الدخل، وتحديث الاقتصاد، والانضمام إلى اقتصاد المعرفة، وتوطين الصناعات، واستكمال المنظومة التشريعية، وتمكين الشباب، ورفع مقدراتهم؛ ليتسلموا راية العمل والإنجاز، وغير ذلك من النجاحات التي لا يمكن حصرها في هذه المساحة.
ونحن نعيش هذه المناسبة السعيدة حريٌّ بنا أن نتوقف مع أنفسنا؛ لنحدد كيف نحول احتفالاتنا إلى خطوات عملية، تنعكس خيرًا وإيجابية على بلادنا.
ومع أن إظهار الفرح والسرور في مثل هذه المناسبات هو انعكاس طبيعي؛ لأنه تعبير عفوي لما نحن عليه من خير ورفاهية وأمن وتنمية بفضل الله، إلا أن الحكمة تقتضي عدم الاكتفاء بذلك، وأن يعاهد كل منا نفسه بأن يصبح عينًا ساهرة، تحمي المكتسبات، ويدًا تبني وتشيد، وسلاحًا يدافع عن الأرض والعرض، ويرد كيد الأعداء.. فكل منا يستطيع أن يسهم في نجاح وطنه وتقدمه، كل في مجاله، وحسب تخصصه.. الوالد وسط أسرته، والعامل في موقعه، والموظف على مكتبه، والطالب في مقعده الدراسي. كل هؤلاء مطالَبون بالاهتمام بأعمالهم، وأداء رسالاتهم على الوجه المطلوب، فإذا عملنا بذلك سنكون قد أدينا واجب الشكر لله تعالى على ما وهبنا من النِّعَم، ورددنا الدَّيْن إلى هذا الوطن المعطاء الذي لم يتأخر عن أبنائه يومًا، وقدَّم لهم – ولا يزال – كل معينات التطور والازدهار.
نحن نعيش في بلاد حباها الله بالكثير من النِّعَم والعطايا، وأكرمها بأن جعلها قِبلة المسلمين، ومهبط الوحي، وأرض الرسالة، وأنعم عليها بقيادة تعمل على راحة شعبها ورفاهيته وأمنه؛ لذلك نرفع أسمى آيات التهاني للقيادة الرشيدة وللشعب السعودي النبيل بهذه المناسبة، سائلين الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن تعود ذكرى اليوم الوطني أعوامًا مديدة وبلادنا ترفل في النماء والازدهار؛ لتظل راية التوحيد عالية خفاقة، ترفرف إلى قيام الساعة، وتبقى منبعًا للنور ومنارة للحق والهدى.
[ad_2]
Source link