حنكة الملك عبد العزيز.. كيف استثمر ثغرة “ابن رشيد” في استرداد الر

حنكة الملك عبد العزيز.. كيف استثمر ثغرة “ابن رشيد” في استرداد الر

[ad_1]

23 سبتمبر 2021 – 16 صفر 1443
08:47 PM

استمر لأكثر من 10 سنوات ثغرة في تأمين المدينة

حنكة الملك عبد العزيز.. كيف استثمر ثغرة “ابن رشيد” في استرداد الرياض؟

عقب انتصار أمير جبل شمر محمد بن عبد الله بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في معركة حريملاء في يناير عام 1891م، شن حملة انتقامية ضد سكان الرياض، فدمر أجزاء من سور المدينة، ليحرمهم من الشعور بالأمن، الذي كان يوفره لهم السور، وهدم عددًا من قصور حكام وأمراء آل سعود من بينها قصر الإمام تركي آل سعود المسمى بـ”قصر الحكم”، و”القصر الجديد” مقر حكم الإمام عبد الله بن فيصل؛ ليشكل السور ولأكثر من 10 سنوات ثغرة أمنية في تدابير تأمين مدينة الرياض.

لم يدر بخلد “ابن رشيد” أن الأجزاء المهدومة من السور، ستتحول بعد عدة سنوات إلى عنصر أساس في خطة، ستنهي سيطرته تمامًا على الرياض وإلى الأبد، وأنه قدم مساعدة لا تقدر بثمن، أسهمت في إنجاح خطة الملك عبد العزيز لاسترداد الرياض، وقد انطلق الملك عبد العزيز في تنفيذ الخطة من الكويت في يوليو 1901م، ومعه أربعون مقاتلاً من رجاله، حيث لم يمد الشيخ مبارك الصباح الملك عبد العزيز، بأي مقاتلين، واقتصرت إمداداته على تزويده بعتاد ومؤونة متواضعتين شملت 40 جوادًا و30 بندقية و200 ريال وبعض الزاد على أن يتحمل مسؤولية مساعيه، وما يترتب عنها في حال الإخفاق؛ لأنه خرج بإرادته من الكويت دون أن يكلفه بأي مهمة.

أخذ الملك عبد العزيز وجهته صوب الجنوب بعد خروجه من الكويت، وواصل السير بجيشه حتى وصل إلى موقع العيينة في وادي المياه، بمنطقة النقرة، الواقعة شمال غرب الأحساء، وخلال وجوده استطاع إقناع قرابة ألف وأربعمائة مقاتل من قبائل المنطقة بالالتحاق بجيشه، وقضى الملك عبد العزيز نحو خمسة أشهر في الإغارة على مناطق نفوذ “ابن رشيد” واحدة وراء أخرى، والتقدم في اتجاه الرياض، وقد تخلل هذه المدة إرسال الملك عبد العزيز رسولاً إلى الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف يسأله عن ملائمة الظروف لاسترداد الرياض، غير أنه أجابه مع الرسول نفسه بأن الظروف ليست ملائمة، كما نجح الملك عبدالعزيز في زيادة عدد جيشه إلى نحو ألفين ومائة مقاتل، لكنهم تفرقوا عنه طلبًا للكلأ لمواشيهم مع دخول فصل الصيف، ولم يتبق معه سوى الرجال الذين خرجوا معه من الكويت، وزهاء عشرين مقاتلاً آخرين قرروا الاستمرار معه.

أرقت انتصارات الملك عبد العزيز وزحفه على الرياض “ابن رشيد”، فحرض عليه متصرفية الدولة العثمانية في الأحساء، وطلب منها وقف تقدمه صوب الرياض، فحالت بينه وبين التزود بالمؤن من الأحساء، ومنعت قبائل المنطقة من تزويده بالمقاتلين، قرر الملك عبد العزيز إخفاء تحركاته تمامًا والتواري عن رقابة “ابن رشيد” والدولة العثمانية، فاتجه جنوبًا وعسكر بجيشه في شمال منطقة الجافورة الرملية على أطراف صحراء الربع الخالي، وأقام فيها خمسين يومًا معظمها كانت في شهري نوفمبر وديسمبر عام 1901م، بعدها استأنف تنفيذ خطة استرداد الرياض، فخرج من الجافورة غير أنه اتجه جنوبًا نحو آبار حرض؛ لتضليل من قد يقتفون أثره.

وصل الملك عبدالعزيز إلى منطقة ماء أبو جفانبين الخرج والرياض مساء ٩ يناير ١٩٠٢م، وكانت توافق عيد الفطر فقضى فيها يومين، وانطلق في مساء اليوم الثالث صوب الرياض، ووصل إلى منطقة الشقيب القريبة من الرياض مساء 13 يناير، فقسم قواته إلى قسمين: الأول، يتكون من 23مقاتلاً يحرسون الإبل والأمتعة، والثاني، يتكون من 40 مقاتلاً انطلق بهم نحو الرياض، وقبل أن يصل إلى سور المدينة قسم رجاله الأربعين إلى مجموعتين: الأولى، عددها 33 مقاتلاً بقيادة أخيه محمد بن عبد الرحمن وتمركزت على مقربة في بوابة الظهيرة في السور، والثانية، عددها سبعة مقاتلين تسلل بهم عبر أحد أجزاء السور المتهدمة ودخلوا إلى المنزل المجاور لبيت حاكم الرياض عجلان بن محمد العجلان المعين من قِبل “ابن رشيد”.

وتحت جنح الظلام، نفذ الملك عبد العزيز وبقية مقاتليه إلى داخل بيت “العجلان” غير أنهم لم يعثروا عليه، وعلموا أنه يبيت في قصر المصمك ويأتي في الصباح، فاستدعى المجموعة المتمركزة خارج سور الرياض وكمنوا لـ”العجلان” جميعًا داخل بيته، وما إن خرج مع حرسه من المصمك حتى انقض عليهم الملك عبد العزيز ورجاله، واشتبك الطرفان في معركة انتهت بمقتل “العجلان”، واستسلام حرس قصر المصمك، وإعلان الحكم لله ثم لعبد العزيز في 14 يناير، وتدفقت الوفود على الملك عبد العزيز تبايعه، ليشكل استرداد الرياض بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply