“العتيبي”: جمعية تطوير أول جمعية خدمية في المملكة.. وشاركت في اليوم الوطني مشاركة متميزة

رئيس جمعية “تطوير” لخدمة الأحياء لـ”سبق”: نهدف للرقي بخدمات أحياء الرياض.. ونرصد ونتابع احتياجات الأهالي

-ندرس هموم المواطن واقتراحاته ومتطلباته ونسلِّمها للمسؤول لوضع حلول لها

-من أهداف الجمعية الاستراتيجية الإبداع في تقديم الخدمات للأحياء في المدن كافة

-نقوم بدراسة مسحية للرقي بالمستويات الخدمية ومتابعة الاحتياجات الضرورية كافة

-من المهم إيجاد الحلول المناسبة لأي معوقات تواجه المشاريع أو الخدمات المختلفة

-ندعو رجال الأعمال لدعم الجمعية وللمساهمة في توفير وإصلاح الخدمات العاجلة والمهمة

-نتطلع لبناء نظام إلكتروني متكامل لمتابعة ورصد احتياجات الأحياء في مدينة الرياض

-المساهمة في الخدمات البلدية ورفع مستوى الوعي لدى المجتمع يحافظان على المرافق العامة

-أعددنا مسابقة مهمة وجوائز متنوعة بمناسبة اليوم الوطني عن إنجازات خادم الحرمين وولي العهد

-العمل التطوعي في خدمة المجتمع توفيقٌ من الله سواء كان المتطوع رجلاً أو امرأة

سبق-الرياض: يقول رئيس جمعية “تطوير” لخدمة الأحياء، الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي، إن الجمعية تعد فكرة جديدة، تهدف للرقي بالمستويات الخدمية للأحياء من خلال القيام بدراسة مسحية وصفية لرصد ومتابعة الاحتياجات الضرورية كافة.

ويؤكد في حواره مع “سبق” أن الجمعية أُنشئت في مدينة الرياض في حي لبن غرب شمال العاصمة، وتطمح لبناء أواصر التعاون بين الجهات ذات الاختصاص ورجال الأعمال الذين لهم أدوار إيجابية ملموسة في توفير الدعم المادي والمعنوي للوصول إلى حلول تسهم في توفير سُبل الراحة لأهالي الحي.

ويوضح “العتيبي” أن من أهداف الجمعية الاستراتيجية العامة الإبداع في تقديم الخدمات المتكاملة العصرية للأحياء في المدن كافة، وإيجاد موارد مالية، تحقق أهدافها، ونمذجة الأحياء متكاملة الخدمات، والاستفادة منها، وبناء نظام إلكتروني متكامل لمتابعة ورصد احتياجات الأحياء، وتعزيز الأساليب الإبداعية في مواجهة التحديات والعقبات بهدف تطوير الأحياء.

ويتناول الحوار عددًا من المحاور المهمة.. فإلى التفاصيل:

الفكرة والهدف

**ما الفكرة والهدف الرئيسي من إنشاء جمعية “تطوير” لخدمة الأحياء؟

جمعية “تطوير” لخدمة الأحياء من الجمعيات الحديثة؛ إذ أُنشئت عام 1442هـ، وتهدف إلى الرقي بالمستويات الخدمية للأحياء من خلال القيام بدراسة مسحية وصفية لرصد ومتابعة الاحتياجات الضرورية كافة التي يحتاج إليها أهالي الحي من خلال تسهيل إجراءات التواصل مع جميع الجهات ذات الاختصاص، والمساهمة في توفير وإصلاح الخدمات العاجلة والمهمة.

نطاق عمل

** ما نطاق عمل الجمعية؟ هل هي في حي واحد أم بأحياء الرياض كافة؟

تقع الجمعية في العاصمة الرياض، في حي لبن غرب شمال الرياض. وتطمح الجمعية إلى بناء أواصر التعاون بين الجهات ذات الاختصاص ورجال الأعمال الذين لهم أدوار إيجابية ملموسة في توفير الدعم المادي والمعنوي للوصول إلى حلول، تسهم في توفير سُبل الراحة لأهالي الحي؛ لتصبح الأحياء كافة مستقبلاً أحياء نموذجية، تنعم بالخدمات كافة. كما تسعى الجمعية لرفع جودة عناصر التميز لديها على مستوى الموارد البشرية والمالية؛ لتكون أنموذجًا للجمعيات الناشئة التي تُعنى بتطوير الأحياء حاضرًا ومستقبلاً. وتقدم الجمعية خدماتها لأحياء مدينة الرياض.

خطة

** هل للجمعية خطة واستراتيجية لتنفيذ أهدافها وتطلعاتها؟

حرصت الجمعية على أن يكون لها خطة واستراتيجية، تتكون من المكونات الآتية:

الرؤية: التميز في إيجاد وتعزيز أحياء نموذجية ذات خدمات متكاملة.

الرسالة: تقديم خدمات نموذجية للأحياء بأساليب عصرية إبداعية، وفريق عمل متميز؛ لتحقيق التنمية المستدامة.

القيم: الإبداع، الأمانة، المسؤولية، الإنجاز، المبادرة، الولاء، التميز، الإتقان والعمل بروح الفريق الواحد.

طموحات

** ما طموحات وأهداف الجمعية التي تسعى لتحقيقها؟

أهداف الجمعية الاستراتيجية العامة هي الإبداع في تقديم الخدمات المتكاملة العصرية للأحياء في المدن كافة، وإيجاد موارد مالية، تحقق أهداف الجمعية، ونمذجة الأحياء متكاملة الخدمات، والاستفادة منها، وبناء نظام إلكتروني متكامل لمتابعة ورصد احتياجات الأحياء، وتعزيز الأساليب الإبداعية في مواجهة التحديات والعقبات بهدف تطوير الأحياء، وبناء شركات استراتيجية لجعل الأحياء أكثر جاذبية.

فكرة رائعة

* فكرة إنشاء الجمعية تُعدُّ فكرة رائعة وجديدة. ما المنطلق الشرعي الذي على ضوئه تم إنشاؤها؟

انطلاقًا من قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢ ]، وقول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” [متفق عليه]. ومما لا شك فيه أن التعاون على البر والتقوى في هذا المجتمع كما شبَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجسد، وهو التعاون على كل ما فيه خير ومصلحة لهذا المجتمع، ويدخل في ذلك المساهمة في توفير الخدمات التي يحتاج إليها. وفي ذلك يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: “{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} أي: ليعن بعضكم بعضًا على البر. وهو: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله وحقوق الآدميين. والتقوى في هذا الموضع: اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة. وكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها، أو خصلة من خصال الشر المأمور بتركها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه، وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين عليها، بكل قول يبعث عليها وينشط لها، وبكل فعل كذلك”. ومجتمعنا المسلم بفضل الله مجتمع متماسك؛ يعين بعضه بعضًا، ويخدم بعضه بعضًا، حتى شبَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوة الترابط بين المسلمين كالبنيان الذي يشد بعضه بعضًا؛ فقال: “إن المؤمن للمؤمن كالبنيان؛ يشد بعضه بعضًا”. وشبّك أصابعه. رواه البخاري.

ونظرًا إلى أن أعمال الخير كثيرة فإن من أعمال الخير الخدمات العامة التي تقدمها الدولة -وفقها الله-. والمساهمة في هذه الخدمات، والمساهمة في تطويرها، من الأعمال التي يُبتغى بها وجه الله تعالى، سواء كان ذلك من خلال الدعم المادي، أو بطرح الأفكار المتميزة، أو بالمجهود البدني أو الذهني.. ويدل على ذلك قول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك في الطريق؛ فأخَّره؛ فشكر الله له؛ فغفر له”. متفق عليه. وقوله: “لقد أُريت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق؛ كانت تؤذي المسلمين”. رواه مسلم. وفي رواية: “مَرَّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم؛ فأُدخل الجنة”. فهذا الرجل بسبب حرصه على إخوانه المسلمين غفر الله له؛ وأدخله الجنة. فكذلك كلُّ مَن قدّم لإخوانه المسلمين خدمة أو أزال عنهم أذى فإنه يدخل في هذا الفضل العظيم، ولاسيما ما يقوم به المسلم أو المسلمة من إعانة إخوانه على ما يحتاجون إليه. فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه: كلمة جامعة، كما في حديث ابن عمر السابق: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته. من جوامع الكلم؛ تجمع الخير كله”.

الموافقة

** متى صدرت الموافقة على الجمعية؟ وهل القرار الوزاري بإنشائها نصَّ على بنود معينة؟

تمت الموافقة على إنشاء جمعية تطوير لخدمة الأحياء بمدينة الرياض بالقرار الوزاري رقم 130424، وتاريخ 12/7/1442هـ، بناء على المرسوم الملكي رقم (م/8 )، وتاريخ 19/2/1437هـ. وتم إصدار شهادة تسجيل الجمعية رقم 2015، وتاريخ 12/7/1442هـ. وتسعى الجمعية إلى تحقيق الأهداف الرئيسية الآتية:

1- المساهمة في توفير الخدمات العامة.

2- المساهمة في الخدمات البلدية.

3- رفع مستوى الوعي لدى المجتمع للمحافظة على المرافق العامة.

الموارد

** ما الموارد المالية المتاحة للجمعية لكي تقوم بنشاطاتها؟

تتمثل الموارد المالية للجمعية فيما يأتي:

1- ما توفره لها الوزارة من إعانة تأسيسية وإعانة تشغيلية، والمساهمة في دعم البرامج والأنشطة.

2- التبرعات والهبات التي يقدمها رجال الأعمال والمواطنون للجمعية.

3- اشتراكات الأعضاء: عضو عامل بمقابل 500 ريال، وعضو منتسب مقابل 300 ريال.

4- الأوقاف التي تسعى الجمعية إلى إنشائها.

التوظيف

** كم يبلغ عدد موظفي الجمعية. وما آلية التوظيف في الجمعية؟

تسعى الجمعية للاستفادة من الطاقات الوطنية السعودية، إما من خلال التوظيف، أو من خلال الاستفادة من المتطوعين وفق رؤية المملكة 2030م.

مجلس الإدارة

**مما يتكون مجلس إدارة الجمعية؟ وما مدة العضوية؟ وما شروطها؟

يتكون مجلس الإدارة من خمسة أعضاء بموجب خطاب مدير مركز التنمية الاجتماعية بالرياض، هم كل من:

1- الدكتور/ نهار بن عبد الرحمن العتيبي رئيسًا.

2- الأستاذ/ عيد بن ظافر بن محمد العتيبي نائبًا للرئيس.

3- الأستاذ/ محمد بن بجاد بن كفل العتيبي المشرف المالي.

4- الأستاذ/ هلال بن محمد بن صالح المالكي عضوًا.

5- الدكتور/ سليم بن مسفر بن عائض الغامدي عضوًا.

الخدمات الأخرى

** ما الخدمات الأخرى التي تقدمها الجمعية؟

تقدم الجمعية العديد من الخدمات التي تتوافق مع أهدافها، وهي كما يأتي:

1- إعداد وتنفيذ البرامج بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، والحصول على الموافقات الرسمية من خلال رصد ومتابعة الخدمات المختلفة التي يحتاج إليها الحي أولاً بأول.

2- المساهمة في توفير وتطوير الخدمات من خلال التنسيق التام بين الجمعية والجهات الحكومية والجمعية ورجال الأعمال الداعمين لتلك الخدمات.

3- فتح مجالات التواصل لحمل هموم المواطن واقتراحاته بعد دراستها، والقيام بتسليمها للمسؤول، والمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لأي معوقات قد تنشأ أو تواجه أيًّا من المشاريع أو الخدمات المختلفة.

4- التوعية بمختلف الوسائل المناسبة لمختلف المواطنين والمقيمين للمحافظة على المرافق العامة، والاهتمام بها لكي يستفيد منها الجميع، وتكون بصورة جيدة مناسبة للاستخدام.

5- المساهمة في معالجة التشوه البصري في الحي، واقتراح الحلول المناسبة، وزراعة الحي، والمساهمة في تطوير الخدمات البلدية؛ لتبدو بشكل مناسب وجذاب باستمرار.

6- المساهمة في أنسنة الحي باقتراح وتنفيذ البرامج المناسبة، ولاسيما المباني المختلفة التي تخدم الأحياء المختلفة، وتجعل المجتمع بيئة اجتماعية مترابطة ومتفاعلة، يمكن من خلالها قضاء أوقات الفراغ في أمور مفيدة ونافعة.

اليوم الوطني

** كيف استعدت الجمعية للاحتفال باليوم الوطني للمملكة الـ91؟ وما الفعاليات المشاركة فيها؟

حرصت الجمعية على المشاركة في اليوم الوطني الـ٩١ للمملكة، وذلك من خلال ما يأتي:

1- توزيع ١٠٠٠حقيبة في حي ضاحية لبن، تحتوي على نشرة عن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وإنجازات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع. وتحتوي كذلك على العَلم السعودي، وهدية تحمل شعار الجمعية. وسيتم نشر هذه النشرة في موقع الجمعية، وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

2- إعداد مسابقة إلكترونية عن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وإنجازات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين وزير الدفاع، وهي متاحة على موقع الجمعية على تويتر. https://twitter.com/developsn2030/status/1440051974410407949?s=08

وسيتم منح الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى جوائز نقدية: ١٥٠٠ريال للفائز الأول، و١٠٠٠ ريال للفائز الثاني، و٥٠٠ ريال للفائز الثالث.

طموحات

رجال الأعمال

** في حال وجود رجال أعمال لديهم الرغبة في دعم الجمعية ما الوسيلة الرسمية لذلك؟

يمكن التبرع للجمعية على حساب الجمعية في مصرف الإنماء، حساب رقم

SA5205000068203180680000

عناوين الجمعية:

المملكة العربية السعودية – حي ضاحية لبن – شارع الطائف.

موقع الجمعية على الشبكة العنكبوتية https://bo.efadh.net/developsn/

موقع الجمعية على تويتر https://developsn.com/

هاتف جوال 0502365000

العمل التطوعي

** كلمة توجهونها لرواد العمل التطوعي في المملكة..

في الحقيقة، إن العمل التطوعي هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، سواء كان المتطوع رجلاً أو امرأة؛ وذلك لأن الله -عز وجل- يحب المتطوعين. فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

“أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل- سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعا. ولإن أمشي مع أخٍ لي في حاجة أحبُّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهرًا. ومَن كف غضبه ستر الله عورته، ومَن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام”. [وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل]؛ ولذلك فإنني أشجع إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي على العمل التطوعي؛ فإن المتطوع يجد ثمرة ذلك في نفسه وبيته وماله، إضافة إلى ما يجده عند الله تعالى من الأجور العظيمة؛ إذ يقول الله سبحانه وتعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ} [ النحل : ٩٦]. قال ابن كثير -رحمه الله-: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ} أي: يفرغ وينقضي، فإنه – إلى أجل – معدود محصور مقدر متناهٍ. {وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ} أي: وثوابه لكم في الجنة باقٍ، لا انقطاع ولا نفاد له؛ فإنه دائم؛ لا يحول ولا يزول. ويقول الله سبحانه وتعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} ( مريم : 76). قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: { وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} أي: الأعمال الباقية، التي لا تنقطع إذا انقطع غيرها، ولا تضمحل، هي الصالحات منها، من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وعمرة، وقراءة، وتسبيح، وتكبير، وتحميد، وتهليل، وإحسان إلى المخلوقين، وأعمال قلبية وبدنية. فهذه الأعمال {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} أي: خير عند الله، ثوابها وأجرها، وكثير للعاملين نفعها وردها.

المشاركة

** والمملكة تحتفل بيومها الوطني الـ91 ما مدى حرص الجمعية على المشاركة في فعاليات وأنشطة اليوم الوطني السعودي؟

اليوم الوطني هو تعبير عن الجهود الكبيرة التي بذلها حكام المملكة منذ تأسيس المملكة على يد الموحد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي أسسها على التوحيد، وجعل راية هذه الدولة المباركة تحمل كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وطبّق الشريعة الإسلامية التي يؤخَذ من خلالها لصاحب الحق حقه، ويُقتصُّ من الظالم، وتُؤدَّى الحقوق؛ فأصبح الناس يعيشون في أمن وأمان.. وهي نعمة عظيمة، قد امتن الله -عز وجل- بها على مَن يشاء من عباده؛ إذ يقول سبحانه: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} [العنكبوت:٦٧] قال ابن جرير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا…} يقول تعالى ذكره مُذكِّرا هؤلاء المشركين من قريش القائلين: “لولا أنـزل عليه آية من ربه” بنعمته عليهم التي خصهم بها دون سائر الناس غيرهم، مع كفرهم بنعمته، وإشراكهم في عبادته الآلهة والأنداد: أولم ير هؤلاء المشركون من قريش ما خصصناهم به من نعمتنا عليهم، دون سائر عبادنا، فيشكرونا على ذلك، وينـزجروا عن كفرهم بنا، وإشراكهم ما لا ينفعهم ولا يضرهم في عبادتنا. أنا جعلنا بلدهم حرمًا، حرّمنا على الناس أن يدخلوه بغارة أو حرب، آمنًا يأمن فيه من سكنه، فأوى إليه من السباء، والخوف، والحرام الذي لا يأمنه غيرهم من الناس. {وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} يقول: وتسلب الناس من حولهم قتلاً وسباء.

وأعظم نعمة تفضّل الله بها على هذه البلاد مع نعمة الأمن هي نعمة التوحيد؛ فلا إله إلا الله تعني إفراد الله -عز وجل- بالعبودية؛ فلا معبود بحق إلا الله؛ ولذلك فلا يوجد بفضل الله أضرحة أو قبور أو مزارات أو غيرها من مظاهر الشرك ووسائله؛ وهو ما جعل الناس مجتمعين خلال هذه المدة على التوحيد، وهو أعظم ما يؤلف به بين القلوب كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال): [٢٦- ٦٣] قال ابن كثير -رحمه الله-: {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} أي: لما كان بينهم من العداوة والبغضاء؛ فإن الأنصار كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية، بين الأوس والخزرج، وأمور يلزم منها التسلسل في الشر، حتى قطع الله ذلك بنور الإيمان، كما قال تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [ آل عمران : 103 ].

وفي الصحيحين أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما خطب الأنصار في شأن غنائم حنين قال لهم: “يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي”. كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنّ؛ ولهذا قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} أي: عزيز الجناب، فلا يخيب رجاء من توكل عليه، حكيم في أفعاله وأحكامه.

ولذلك فاليوم الوطني فرصة لتذكُّر نِعَم الله تعالى علينا، وللالتفاف حول ولاة أمورنا، والاعتصام بكتاب الله -عز وجل-. ولا يتأتى ذلك إلا بطاعة ولاة أمورنا الذين أمرنا الله تعالى بطاعتهم في غير معصية الله؛ فقال لنا سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59 ]، والرد إلى الله تعالى هو الرد لكتابه الكريم، والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته -صلى الله عليه وسلم-.