أقوال مأثورة لـ “المؤسس” تبرز صواب نظرته وانتهاج الشورى لإدارة ال

أقوال مأثورة لـ “المؤسس” تبرز صواب نظرته وانتهاج الشورى لإدارة ال

[ad_1]

واقع أرسى دعائمه يتجلى اليوم.. يقول: “لست من رجال القول.. أنا رجل عمل”

انتهج الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في تعامله مع مواطنيه وإدارته للبلاد، سياسة قائمة على الشورى والتناصح مع الرعية واغتنام الفرص لتبادل الرأي، مسترشداً بما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، فكان لهذا النهج القويم الذي سار عليه أبناؤه من بعده الأثر الكبير فيما تعيشه المملكة وأهلها من تلاحم وتطور كبير قائم على تعاضد وتلاحم الدولة والمواطنين.

وتجسيداً لهذا النهج كانت لقاءات الملك عبدالعزيز، مستمرة ومتواصلة مع المواطنين، يقدّم لهم النصح ويسدي لهم التوجيه، ورغم أنه كان يعمل أكثر مما يقول؛ إلا أنه ترك لنا كلمات خالدة تسجّل حكمته ورجاحة فكره ورأيه، حيث كانت كلمته موقفاً يلتزم به ونهجاً يسار عليه وحقاً يصدع باطل الأعداء.

وفيما يلي استعراض لفقرات مختارة من أقوال وخطب الملك عبدالعزيز، تبيّن وتوضّح نهجه السليم وتفكيره العميق ونظرته الصائبة إلى مختلف الأمور.

ففي الخطاب الذي ألقاه الملك عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى في السابع من ربيع الأول من عام 1349هـ الموافق الأول من أغسطس 1930م، يتضح مدى إدراكه أمور الدولة صغيرها وكبيرها، وحرصه التام على تقدم هذه البلاد ورقي شعبها؛ حيث يقول -يرحمه الله- مخاطباً أعضاء المجلس: “إن أمامكم اليوم أعمالاً كثيرة من موازنة للدوائر الحكومية، ونظم من أجل مشاريع عامة تتطلب جهوداً أكثر من جهود العام السابق، وأن الأمة تنتظر منكم ما هو المأمول منكم من الهمة وعدم إضاعة الوقت الثمين إلا بما فيه فائدة البلاد المقدّسة”.

وحرص الملك عبدالعزيز على إرساء مبادئ السياسة السعودية من منطلق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث أصبحت هي النهج الذي يتوخاه في كل علاقاته وتعاملاته مع الآخرين، ومن خلال هذا النهج اكتسبت السياسة السعودية الصدق والوضوح، الذي تسير عليه حتى اليوم في تعاملاتها مع الدول كافة.

وفي ذلك؛ يقول الملك عبدالعزيز، مخاطباً أعضاء مجلس الشورى ومحدداً لهم الطريق الصحيح الذي يسلكونه والمنهج السوي الذي يسيرون عليه: “وإنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في تلك الدائرة أحرار في سنّ كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لمصلحة البلاد، على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-“.

كلمات وضع فيها قائد الإصلاح وموحّد هذه البلاد تعاليم الإسلام دائماً نصب عينيه، ويعطيها الأولوية في جميع مناحي الحياة، فما يتفق مع الإسلام يأخذ به، وما يتنافى مع الإسلام يتركه غير مأسوف عليه.

وواصل الملك عبدالعزيز، خطابه إلى أعضاء مجلس الشورى يحثهم فيه على تأمين راحة الحجاج؛ حيث يقول: “ولا أحتاج في هذا الموقف أن أذكركم بأن هذا البلد المقدّس يتطلب النظر فيما يحفظ حقوق أهله وما يؤمّن الراحة لحجاج بيت الله الحرام، ولذلك فإنكم تتحملون مسؤولية عظيمة إزاء ما يعرض عليكم من النظم والمشاريع، سواء كانت تتعلق بالبلاد أو بوفود الحجاج، من حيث اتخاذ النظم التي تحفظ راحتهم واطمئنانهم في هذا البلد المقدّس”.

وأدرك الملك عبدالعزيز، ببصيرته الثاقبة، أن التلاحم والتواصل بين القيادة والشعب وسياسة الباب المفتوح هي من أفضل السبل وأنجعها لخدمة الوطن والمواطنين ولتقدم البلاد ورقيها.

ففي الحفل الذي أقامه الملك عبدالعزيز في جدة، في الخامس والعشرين من المحرم عام 1355هـ الموافق السابع عشر من أبريل 1946م، بمناسبة انتهاء موسم الحج وقرب سفره إلى الرياض، قال: “المقصد من اجتماعنا الليلة أن نتناصح ونتعاضد ويطّلع كل منا على ما عند الآخر من جهة، ومن جهة أخرى لنودعكم لأننا على جناح سفر وسنغادر هذا البلد قريباً، وإنه ليعزّ علينا مغادرته، ولكن المصلحة تقضي بهذه التنقلات، ثم هناك مسألة أحب أن أشرحها لكم لأن في نفسي منها شيء”.

وتابع: “أنا لا أحب أن أشقّ على الناس، لكن الواجب يقضي بأن أصارحكم.. إننا في أشد الحاجة إلى الاجتماع والاتصال بكم لتكونوا على علم تام بما عندنا ونكون على علم تام بما عندكم، وأود أن يكون هذا الاتصال مباشرة وفي مجلسي لتحملوا إلينا مطالب شعبنا ورغباته وتحملوا إلى الشعب أعمالنا ونوايانا.. إنني أود أن يكون اتصالي بالشعب وثيقاً دائماً لأن هذا ادعى لتنفيذ رغبات الشعب.. لذلك سيكون مجلسي مفتوحاً لحضور من يريد الحضور”.

وأردف: “أنا أود الاجتماع بكم دائماً لأكون على اتصال تام بمطالب شعبنا وهذه غايتي من وراء هذا الاتصال”.

واستمراراً على نهجه الكريم في توجيه النصح للرعية وشرح ما لها وما عليها قال في الخطاب الذي ألقاه في الحفل التكريمي الذي أقيم على شرفه بمناسبة سفره إلى الرياض في الثاني من صفر 1355هـ الموافق الرابع والعشرين من أبريل 1936م. (إن على الشعب واجبات وعلى ولاة الأمر واجبات.. أما واجبات الشعب فهي الاستقامة ومراعاة ما يرضي الله ورسوله ويصلح حالهم والتآلف والتآزر مع حكومتهم للعمل فيما فيه رقي بلادهم وأمتهم).

إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا، ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص.

ومن المنطلق ذاته الذي أدار به الملك عبدالعزيز شؤون بلاده ومواطنيه بنى -يرحمه الله- علاقات بلاده مع أشقائها العرب والمسلمين، وأقام علاقات قوية مع المجتمع الدولي.

أقوال مأثورة لـ “المؤسس” تبرز صواب نظرته وانتهاج الشورى لإدارة البلاد


سبق

انتهج الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في تعامله مع مواطنيه وإدارته للبلاد، سياسة قائمة على الشورى والتناصح مع الرعية واغتنام الفرص لتبادل الرأي، مسترشداً بما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، فكان لهذا النهج القويم الذي سار عليه أبناؤه من بعده الأثر الكبير فيما تعيشه المملكة وأهلها من تلاحم وتطور كبير قائم على تعاضد وتلاحم الدولة والمواطنين.

وتجسيداً لهذا النهج كانت لقاءات الملك عبدالعزيز، مستمرة ومتواصلة مع المواطنين، يقدّم لهم النصح ويسدي لهم التوجيه، ورغم أنه كان يعمل أكثر مما يقول؛ إلا أنه ترك لنا كلمات خالدة تسجّل حكمته ورجاحة فكره ورأيه، حيث كانت كلمته موقفاً يلتزم به ونهجاً يسار عليه وحقاً يصدع باطل الأعداء.

وفيما يلي استعراض لفقرات مختارة من أقوال وخطب الملك عبدالعزيز، تبيّن وتوضّح نهجه السليم وتفكيره العميق ونظرته الصائبة إلى مختلف الأمور.

ففي الخطاب الذي ألقاه الملك عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى في السابع من ربيع الأول من عام 1349هـ الموافق الأول من أغسطس 1930م، يتضح مدى إدراكه أمور الدولة صغيرها وكبيرها، وحرصه التام على تقدم هذه البلاد ورقي شعبها؛ حيث يقول -يرحمه الله- مخاطباً أعضاء المجلس: “إن أمامكم اليوم أعمالاً كثيرة من موازنة للدوائر الحكومية، ونظم من أجل مشاريع عامة تتطلب جهوداً أكثر من جهود العام السابق، وأن الأمة تنتظر منكم ما هو المأمول منكم من الهمة وعدم إضاعة الوقت الثمين إلا بما فيه فائدة البلاد المقدّسة”.

وحرص الملك عبدالعزيز على إرساء مبادئ السياسة السعودية من منطلق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث أصبحت هي النهج الذي يتوخاه في كل علاقاته وتعاملاته مع الآخرين، ومن خلال هذا النهج اكتسبت السياسة السعودية الصدق والوضوح، الذي تسير عليه حتى اليوم في تعاملاتها مع الدول كافة.

وفي ذلك؛ يقول الملك عبدالعزيز، مخاطباً أعضاء مجلس الشورى ومحدداً لهم الطريق الصحيح الذي يسلكونه والمنهج السوي الذي يسيرون عليه: “وإنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في تلك الدائرة أحرار في سنّ كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لمصلحة البلاد، على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-“.

كلمات وضع فيها قائد الإصلاح وموحّد هذه البلاد تعاليم الإسلام دائماً نصب عينيه، ويعطيها الأولوية في جميع مناحي الحياة، فما يتفق مع الإسلام يأخذ به، وما يتنافى مع الإسلام يتركه غير مأسوف عليه.

وواصل الملك عبدالعزيز، خطابه إلى أعضاء مجلس الشورى يحثهم فيه على تأمين راحة الحجاج؛ حيث يقول: “ولا أحتاج في هذا الموقف أن أذكركم بأن هذا البلد المقدّس يتطلب النظر فيما يحفظ حقوق أهله وما يؤمّن الراحة لحجاج بيت الله الحرام، ولذلك فإنكم تتحملون مسؤولية عظيمة إزاء ما يعرض عليكم من النظم والمشاريع، سواء كانت تتعلق بالبلاد أو بوفود الحجاج، من حيث اتخاذ النظم التي تحفظ راحتهم واطمئنانهم في هذا البلد المقدّس”.

وأدرك الملك عبدالعزيز، ببصيرته الثاقبة، أن التلاحم والتواصل بين القيادة والشعب وسياسة الباب المفتوح هي من أفضل السبل وأنجعها لخدمة الوطن والمواطنين ولتقدم البلاد ورقيها.

ففي الحفل الذي أقامه الملك عبدالعزيز في جدة، في الخامس والعشرين من المحرم عام 1355هـ الموافق السابع عشر من أبريل 1946م، بمناسبة انتهاء موسم الحج وقرب سفره إلى الرياض، قال: “المقصد من اجتماعنا الليلة أن نتناصح ونتعاضد ويطّلع كل منا على ما عند الآخر من جهة، ومن جهة أخرى لنودعكم لأننا على جناح سفر وسنغادر هذا البلد قريباً، وإنه ليعزّ علينا مغادرته، ولكن المصلحة تقضي بهذه التنقلات، ثم هناك مسألة أحب أن أشرحها لكم لأن في نفسي منها شيء”.

وتابع: “أنا لا أحب أن أشقّ على الناس، لكن الواجب يقضي بأن أصارحكم.. إننا في أشد الحاجة إلى الاجتماع والاتصال بكم لتكونوا على علم تام بما عندنا ونكون على علم تام بما عندكم، وأود أن يكون هذا الاتصال مباشرة وفي مجلسي لتحملوا إلينا مطالب شعبنا ورغباته وتحملوا إلى الشعب أعمالنا ونوايانا.. إنني أود أن يكون اتصالي بالشعب وثيقاً دائماً لأن هذا ادعى لتنفيذ رغبات الشعب.. لذلك سيكون مجلسي مفتوحاً لحضور من يريد الحضور”.

وأردف: “أنا أود الاجتماع بكم دائماً لأكون على اتصال تام بمطالب شعبنا وهذه غايتي من وراء هذا الاتصال”.

واستمراراً على نهجه الكريم في توجيه النصح للرعية وشرح ما لها وما عليها قال في الخطاب الذي ألقاه في الحفل التكريمي الذي أقيم على شرفه بمناسبة سفره إلى الرياض في الثاني من صفر 1355هـ الموافق الرابع والعشرين من أبريل 1936م. (إن على الشعب واجبات وعلى ولاة الأمر واجبات.. أما واجبات الشعب فهي الاستقامة ومراعاة ما يرضي الله ورسوله ويصلح حالهم والتآلف والتآزر مع حكومتهم للعمل فيما فيه رقي بلادهم وأمتهم).

إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا، ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص.

ومن المنطلق ذاته الذي أدار به الملك عبدالعزيز شؤون بلاده ومواطنيه بنى -يرحمه الله- علاقات بلاده مع أشقائها العرب والمسلمين، وأقام علاقات قوية مع المجتمع الدولي.

21 سبتمبر 2021 – 14 صفر 1443

01:53 PM


واقع أرسى دعائمه يتجلى اليوم.. يقول: “لست من رجال القول.. أنا رجل عمل”

انتهج الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في تعامله مع مواطنيه وإدارته للبلاد، سياسة قائمة على الشورى والتناصح مع الرعية واغتنام الفرص لتبادل الرأي، مسترشداً بما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، فكان لهذا النهج القويم الذي سار عليه أبناؤه من بعده الأثر الكبير فيما تعيشه المملكة وأهلها من تلاحم وتطور كبير قائم على تعاضد وتلاحم الدولة والمواطنين.

وتجسيداً لهذا النهج كانت لقاءات الملك عبدالعزيز، مستمرة ومتواصلة مع المواطنين، يقدّم لهم النصح ويسدي لهم التوجيه، ورغم أنه كان يعمل أكثر مما يقول؛ إلا أنه ترك لنا كلمات خالدة تسجّل حكمته ورجاحة فكره ورأيه، حيث كانت كلمته موقفاً يلتزم به ونهجاً يسار عليه وحقاً يصدع باطل الأعداء.

وفيما يلي استعراض لفقرات مختارة من أقوال وخطب الملك عبدالعزيز، تبيّن وتوضّح نهجه السليم وتفكيره العميق ونظرته الصائبة إلى مختلف الأمور.

ففي الخطاب الذي ألقاه الملك عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى في السابع من ربيع الأول من عام 1349هـ الموافق الأول من أغسطس 1930م، يتضح مدى إدراكه أمور الدولة صغيرها وكبيرها، وحرصه التام على تقدم هذه البلاد ورقي شعبها؛ حيث يقول -يرحمه الله- مخاطباً أعضاء المجلس: “إن أمامكم اليوم أعمالاً كثيرة من موازنة للدوائر الحكومية، ونظم من أجل مشاريع عامة تتطلب جهوداً أكثر من جهود العام السابق، وأن الأمة تنتظر منكم ما هو المأمول منكم من الهمة وعدم إضاعة الوقت الثمين إلا بما فيه فائدة البلاد المقدّسة”.

وحرص الملك عبدالعزيز على إرساء مبادئ السياسة السعودية من منطلق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث أصبحت هي النهج الذي يتوخاه في كل علاقاته وتعاملاته مع الآخرين، ومن خلال هذا النهج اكتسبت السياسة السعودية الصدق والوضوح، الذي تسير عليه حتى اليوم في تعاملاتها مع الدول كافة.

وفي ذلك؛ يقول الملك عبدالعزيز، مخاطباً أعضاء مجلس الشورى ومحدداً لهم الطريق الصحيح الذي يسلكونه والمنهج السوي الذي يسيرون عليه: “وإنكم تعلمون أن أساس أحكامنا ونظمنا هو الشرع الإسلامي، وأنتم في تلك الدائرة أحرار في سنّ كل نظام وإقرار العمل الذي ترونه موافقاً لمصلحة البلاد، على شرط ألا يكون مخالفاً للشريعة الإسلامية لأن العمل الذي يخالف الشرع لن يكون مفيداً لأحد، والضرر كل الضرر هو السير على غير الأساس الذي جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-“.

كلمات وضع فيها قائد الإصلاح وموحّد هذه البلاد تعاليم الإسلام دائماً نصب عينيه، ويعطيها الأولوية في جميع مناحي الحياة، فما يتفق مع الإسلام يأخذ به، وما يتنافى مع الإسلام يتركه غير مأسوف عليه.

وواصل الملك عبدالعزيز، خطابه إلى أعضاء مجلس الشورى يحثهم فيه على تأمين راحة الحجاج؛ حيث يقول: “ولا أحتاج في هذا الموقف أن أذكركم بأن هذا البلد المقدّس يتطلب النظر فيما يحفظ حقوق أهله وما يؤمّن الراحة لحجاج بيت الله الحرام، ولذلك فإنكم تتحملون مسؤولية عظيمة إزاء ما يعرض عليكم من النظم والمشاريع، سواء كانت تتعلق بالبلاد أو بوفود الحجاج، من حيث اتخاذ النظم التي تحفظ راحتهم واطمئنانهم في هذا البلد المقدّس”.

وأدرك الملك عبدالعزيز، ببصيرته الثاقبة، أن التلاحم والتواصل بين القيادة والشعب وسياسة الباب المفتوح هي من أفضل السبل وأنجعها لخدمة الوطن والمواطنين ولتقدم البلاد ورقيها.

ففي الحفل الذي أقامه الملك عبدالعزيز في جدة، في الخامس والعشرين من المحرم عام 1355هـ الموافق السابع عشر من أبريل 1946م، بمناسبة انتهاء موسم الحج وقرب سفره إلى الرياض، قال: “المقصد من اجتماعنا الليلة أن نتناصح ونتعاضد ويطّلع كل منا على ما عند الآخر من جهة، ومن جهة أخرى لنودعكم لأننا على جناح سفر وسنغادر هذا البلد قريباً، وإنه ليعزّ علينا مغادرته، ولكن المصلحة تقضي بهذه التنقلات، ثم هناك مسألة أحب أن أشرحها لكم لأن في نفسي منها شيء”.

وتابع: “أنا لا أحب أن أشقّ على الناس، لكن الواجب يقضي بأن أصارحكم.. إننا في أشد الحاجة إلى الاجتماع والاتصال بكم لتكونوا على علم تام بما عندنا ونكون على علم تام بما عندكم، وأود أن يكون هذا الاتصال مباشرة وفي مجلسي لتحملوا إلينا مطالب شعبنا ورغباته وتحملوا إلى الشعب أعمالنا ونوايانا.. إنني أود أن يكون اتصالي بالشعب وثيقاً دائماً لأن هذا ادعى لتنفيذ رغبات الشعب.. لذلك سيكون مجلسي مفتوحاً لحضور من يريد الحضور”.

وأردف: “أنا أود الاجتماع بكم دائماً لأكون على اتصال تام بمطالب شعبنا وهذه غايتي من وراء هذا الاتصال”.

واستمراراً على نهجه الكريم في توجيه النصح للرعية وشرح ما لها وما عليها قال في الخطاب الذي ألقاه في الحفل التكريمي الذي أقيم على شرفه بمناسبة سفره إلى الرياض في الثاني من صفر 1355هـ الموافق الرابع والعشرين من أبريل 1936م. (إن على الشعب واجبات وعلى ولاة الأمر واجبات.. أما واجبات الشعب فهي الاستقامة ومراعاة ما يرضي الله ورسوله ويصلح حالهم والتآلف والتآزر مع حكومتهم للعمل فيما فيه رقي بلادهم وأمتهم).

إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا، ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص.

ومن المنطلق ذاته الذي أدار به الملك عبدالعزيز شؤون بلاده ومواطنيه بنى -يرحمه الله- علاقات بلاده مع أشقائها العرب والمسلمين، وأقام علاقات قوية مع المجتمع الدولي.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply