تضم مزيجًا نادرًا من التنوُّع البيئي والحياة الفطرية الممزوجة بتراث حضاري عريق

170 جزيرة حالمة تجذب الأنظار نحو فرسان.. ورؤية ولي العهد تقودها لليونسكو

أكثر من 170 جزيرة مختلفة المساحات، تفصلها ممرات مائية، ويتم التنقل بينها عبر عبّارات مجانية، توفّرها الدولة للسكان والزوار عبر ميناء جازان، وتضم مزيجًا نادرًا من التنوع البيئي والحياة الفطرية الممزوجة بتراث إنساني وحضاري عريق.

كل هذا الثراء يمثل تجربة فريدة، من الصعب تكرارها في مناطق أخرى بالسعودية أو العالم؛ إذ تتيح للسائح والزائر الاستمتاع بالحياة الفطرية، إلى جانب الكثير من الأنشطة والتجارب، مثل الغطس، والتزلج الشراعي على الأمواج، والتجديف، والسباحة في المياه الدافئة للبحر الأحمر، إضافة إلى التخييم، ورحلات السفاري، وزيارة المواقع التراثية التي تزخر بها جزر فرسان، التي تضم أيضًا مجموعة فريدة من المقومات الأحيائية والثقافية، سواء المعمارية أو الأثرية أو الجمالية والسياحية؛ إذ تحتوي على أعظم تنوُّع أحيائي بحري وبري في كل مواقع السعودية.

وتُعتبر محافظة جزر فرسان من أجمل المناطق البحرية في بلادنا؛ إذ تُعتبر أرخبيلاً من الجزر المتناثرة كحبات اللؤلؤ، يلفه السِّحر والجَمال، ويتخذ من موقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر أهمية كبيرة، وهو ثاني أكبر تجمع للجزر في البحر الأحمر. وتتميز هذه الجزر بجَمال عذرية شواطئها، وأجوائها المعتدلة، وفتنة خلجانها.

وتعتبر هذه الجزر من المسارات المهمة التي يتزايد عليها الإقبال بشكل لافت، والمقدَّمة من القطاع السياحي في جازان، إثر إدراج الهيئة السعودية للسياحة بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية مؤخرًا محمية “جزر فرسان” ضمن التجارب الجديدة لخريطة موسم “شتاء السعودية” الذي يعده المشغلون والمرشدون السياحيون نقلة نوعية بامتياز، من شأنها تعزيز الأنماط المتنوعة للتجارب السياحية.

وتبلغ مساحة المحمية 5408 كم2، فيما تمتد مناطق المحمية البرية على نحو 710 كم2، وتحتل الجزر العشر الأكبر نحو 660 كم2 منها، وهناك 23 جزيرة أخرى أصغر حجمًا ضمن المحمية، وما يزيد على 100 جزيرة صغيرة تقل مساحتها عن 0.2 كم2، ويرتفع الجزء البري فوق سطح البحر من مستوى سطح البحر إلى 66م تقريبًا.

وتتميز “جزر فرسان” الواقعة في جنوب البحر الأحمر، والتابعة لمنطقة جازان، بالمياه فيروزية اللون؛ لذلك هي تجربة مفضلة في “شتاء السعودية” لمحبي الغوص وصيد الأسماك، وتُعرف بـ”تنوعها الأحيائي” الكبير الذي يميزها عن بقية المحميات السعودية الأخرى؛ فهي تحتضن ما يزيد على 230 نوعًا من الأسماك، والكثير من الأحياء البحرية الفطرية المهددة بالانقراض، وتضم نحو 50 نوعًا من المرجان، وتتميز بالأعشاب والطحالب البحرية وغابات القندل والقرم، التي تعد بمنزلة حاضنات لصغار الأسماك والقشريات.

وتحتضن جزر الأرخبيل أكبر تجمع من ظباء الإدمي، وهي أحد أهم الممرات لهجرة الطيور، كما أنها تحوي نحو 165 نوعًا من الطيور، وأكبر تجمعَين لطيور البجع وردي الظهر في البحر الأحمر، وطيور العقاب النسارية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وما يزيد على 180 نوعًا من النباتات، ويقتصر وجود أربعة منها في السعودية بجزر فرسان. وبعيدًا عن المقومات الطبيعية أصبحت جزر فرسان محط أنظار السائحين والزائرين والباحثين بسبب جمال شواطئها الرملية، وطبيعتها ومياهها الفيروزية.

وقد أعلن وزير الثقافة، الأمير بدر بن فرحان، تسجيل جزر فرسان بوصفها أول محمية طبيعية سعودية على برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب)، أحد البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).

وكانت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث “نحن تراثنا” قد بذلت مساعيها لتسجيل محمية جزر فرسان بوصفها أول محمية طبيعية سعودية على برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب)، أحد البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)؛ لما تمتاز به جزر وشواطئ فرسان من تنوع بيئي وحياة فطرية نادرة، وبهدف تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية ٢٠٣٠، وذلك من خلال تحسين وتعزيز حضور السعودية في المحافل الدولية، وخصوصًا على قوائم اليونسكو، إضافة لتحسين جودة الحياة في جزر فرسان من خلال تطبيق المعايير والاشتراطات لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي.

ومن جانبه رفع الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان بالنيابة، باسمه وباسم أهالي المنطقة، الشكر والتهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله -؛ بمناسبة نجاح السعودية في تسجيل “جزر فرسان” بمنطقة جازان ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في (اليونسكو).

وأكد في تصريح صحفي أن هذا الإنجاز دليل على العناية والاهتمام والدعم من لدن القيادة الرشيدة – أيدها الله – لإبراز ما تزخر به بلادنا من حضارات وثقافات ومواقع سياحية وطبيعية.. ويظهر ذلك جليًّا فيما تشهده السعودية من قفزات ثقافية واجتماعية في ظل الرؤية الحكيمة والثاقبة 2030.

وأشار إلى أن إعلان تسجيل جزر فرسان بمنطقة جازان بوصفها أول موقع في السعودية ضمن برنامج “الإنسان والمحيط الحيوي” التابع لمنظمة ‫اليونسكو سيسهم في الحفاظ على البيئة وحماية التنوع الأحيائي.

وأوضح الأمير محمد بن عبدالعزيز أن جزر فرسان تضم جزرًا عدة ذات طابع استثنائي، يحمل عوامل ثقافية وسياحية وبيئة نادرة، وتعد من المواقع الفريدة والساحرة على البحر الأحمر، وتحظى بإقبال من قِبل أهالي المنطقة وزوارها وعشاق الطبيعة، وحرص على المحافظة عليها وإبرازها.. وتمثل محمية وبيئة بحرية جاذبة لتعزيز التنمية البشرية والحركة الثقافية والسياحية والفطرية والاقتصادية بالمنطقة.

وأعرب أمير جازان بالنيابة عن شكره لوزير الثقافة، وللقائمين على إنجاز ملف محمية جزر فرسان من خلال المركز الوطني لمحمية الحياة الفطرية بالشراكة مع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث (الشريك الرسمي لمنظمة “اليونسكو”). مثمنًا متابعتهم مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو وصولاً إلى تسجيل موقع جزر فرسان ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في اليونسكو بوصفها موقعًا ثقافيًّا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني والبيئي.