[ad_1]
ظاهرة رونالدو… كيف حطم لاعب واحد كل الأرقام القياسية؟
عودة اللاعب إلى مانشستر يونايتد تبدو كأنها بيان قوة من رجل كان شعاره دائماً التفاني والإصرار
الأربعاء – 7 صفر 1443 هـ – 15 سبتمبر 2021 مـ رقم العدد [
15632]
هل عادت أيام مانشستر يونايتد الرائعة مع رونالدو؟ (غيتي)
لندن: جوناثان ليو
في أعقاب عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو المفاجئة إلى مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي، كان هناك قدر كبير من التكهنات بشأن ما إذا كان سيستعيد، أم لا، القميص الشهير رقم 7 الذي ارتداه عدد كبير من أساطير النادي عبر التاريخ، مثل جورج بيست وبريان روبسون وإريك كانتونا، والذي يشكل الآن جزءاً أساسياً من علامته التجارية الشخصية «CR7»، في إشارة إلى أول حرفين من اسمه ورقم القميص الذي يرتديه.
لكن في الحقيقة كان الأمر يتجاوز مجرد الحنين إلى الماضي، حيث كان القميص رقم 7 يرتديه بالفعل المهاجم إدينسون كافاني، وبموجب قواعد الدوري الإنجليزي الممتاز، كان يتعين على كافاني اللعب بالرقم نفسه هذا الموسم. ومع ذلك، عندما تكون بشهرة وحجم رونالدو، يتضح أن هناك حداً يمكنك من خلاله وضع القواعد الخاصة بك! وعندما ترى شيئاً تريده، لا تشغل بالك كثيراً بالتفاصيل الدقيقة والحدود المفروضة، وكل ما يتعين عليك القيام به هو أن تتعامل مع الأمور بكل حزم وثقة كما تفعل دائماً.
لقد كان هناك شكل من أشكال القسوة المذهلة في الطريقة التي استعاد بها رونالدو وبكل بساطة القميص رقم 7 في مانشستر يونايتد في غضون ساعات قليلة، حيث تم التغلب على كل العقبات، وتخفيف القواعد الضرورية، واتخاذ الترتيبات اللازمة، فتم بيع دانيال جيمس إلى ليدز يونايتد، وإقناع كافاني بالتخلي عن القميص رقم 7 وارتداء القميص رقم 21 الذي كان يرتديه جيمس، وهو القميص الذي ارتداه أساطير أيضاً في تاريخ مانشستر يونايتد، مثل هينينغ بيرج، ودييغو فورلان ودونغ فانغزهو!
لقد حصل الجميع، ربما باستثناء كافاني، على ما يريدونه. وفي أول يوم طُرح فيه القميص رقم 7 لرونالدو للبيع، كسرت مبيعات القميص الرقم القياسي اليومي لأعلى مبيعات القمصان في تاريخ النادي. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حظي منشور الإعلان عن انتقال رونالدو إلى مانشستر يونايتد بـ13 مليون إعجاب على «إنستغرام»، كما أن انتقال رونالدو إلى مانشستر يونايتد قد تفوق على انتقال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان بـ700 ألف تغريدة على «تويتر». في الحقيقة، يتماشى هذا تماماً مع طبيعة ما يمكن أن نطلق عليه اسم «ظاهرة رونالدو» بشكل عام، حيث نجح هذا اللاعب في تحطيم كل الأرقام القياسية. هذا لا يعني أن الأمر كله متعلق بالأرقام والإحصائيات، وأن رونالدو لا يلهب حماس ومشاعر الجماهير التي تعشقه في كل مكان، لكن الغريب أن هذا اللاعب نجح في الاستحواذ على كل الأرقام تقريباً في هذه الرياضة الجماعية.
وإذا تعمقنا في الحياة الصاخبة للإنترنت، على مواقع مثل «ريديت» و«4تشان» ومنتديات اللياقة البدنية للرجال، سنجد أن ما يجسده وما يمثله رونالدو أكبر بكثير من مجرد تسجيل الأهداف والفوز بالبطولات والألقاب. فبالنسبة إلى قطاع عريض من الذكور الشباب الساخطين الذين يبدو أنه يستمد منهم جوهر قاعدته الجماهيرية، يمثل رونالدو نوعاً من الذكورة المطلقة: التبرير، والانتقام، والفخر، والقوة البدنية، والقدرة على سحق الأعداء. وبالتالي يرى هؤلاء أنه عندما يفوز رونالدو، فإن أي شخص آخر – بما في ذلك المهووسون بميسي – يخسر.
قد تكون هذه هي الطبيعة الوقحة للموهووسين بالمشاهير على شبكة الإنترنت، لكن الحقيقة هي أن رونالدو قد تمكن – أكثر من أي لاعب كرة قدم في تاريخ اللعبة – من بناء وتغذية هذا الشكل من أشكال التفاني الفردي حول نفسه. وعلى النقيض من ذلك، عندما نشاهد ميسي في كثير من الإعلانات فإنه دائماً ما يكون ضمن بيئة اجتماعية أكبر، فيمكن أن تراه وهو يصعد على متن طائرة ويبدأ في ركل الكرة، أو يظهر في محطة بنزين ويبدأ في ركل علبة من المشروبات الغازية، أو يظهر في حفل اجتماعي وهو يأكل رقائق البطاطس.
لكن رونالدو لا يظهر سوى بمفرده فقط في كل الإعلانات، فيظهر على خلفية مظلمة حاملاً زجاجة شامبو، أو يظهر وحده في قصره الفارغ محاطاً بالنباتات الشائكة والحلي الذهبية. وحتى لو ظهر شخص آخر في الإعلان بجوار رونالدو فإن هذا الشخص يكون دائماً امرأة تشعر بإعجاب شديد تجاه النجم البرتغالي بسبب وسامته ورائحته الجذابة وقدرته على القيام بأشياء استثنائية! في الحقيقة، هناك وجهة نظر يتم تقديمها بشكل غريب في هذه الإعلانات: نظرة تتجاوز النرجسية البسيطة وتعيد تخيل الذات على أنها آلة يتم صقلها وتحسينها باستمرار. من المؤكد أن رونالدو شخص أكثر تعقيداً مما يعتقد الجمهور العادي. إن الطريقة التي أخرج بها نفسه من نشأته الفقيرة في ماديرا من خلال الطموح الواضح وأخلاقيات العمل الخارقة لا تزال تقدم مصدر إلهام حقيقي للكثيرين. ومع ذلك، هناك أوقات ليس من الواضح فيها تماماً أين ينتهي رونالدو الرجل العادي، وأين يبدأ رونالدو الأسطورة!
في عام 2018، اتُهم رونالدو علناً باغتصاب كاثرين مايورغا، وهي معلمة سابقة قالت لمجلة «دير شبيغل» الألمانية إن رونالدو اغتصبها في غرفة فندق بلاس فيغاس في عام 2009 (في عام 2019، خلصت الشرطة إلى أنه لا يمكن توجيه تهم جنائية لأنه لا يمكن «إثبات الاتهام بما لا يدع مجالاً للشك»). ودائماً ما ينفي رونالدو أنه اغتصب مايورغا، واصفاً تلك الادعاءات بأنها «لا أساس لها من الصحة». في غضون ذلك، حشد كل من حوله على الفور استراتيجية مضادة. ففي الأسابيع التي تلت نشر مجلة «دير شبيغل» لهذه القضية، نشرت والدة رونالدو وأخته صورة لرونالدو مرتدياً رداء سوبرمان، وحثتا معجبيه على فعل الشيء نفسه. ووصف محامو رونالدو الاتهامات بأنها «شائنة»، وبأنها محاولة «لتدمير سمعة بُنيت بفضل العمل الجاد والقدرة الرياضية الفائقة والتصحيح السلوكي». وحتى يومنا هذا، لا تزال مايورغا تتعرض لهجمات شخصية شرسة معادية للمرأة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بالطبع، لا يمكن أن يتحمل رونالدو مسؤولية الإساءات التي ينشرها الآلاف من محبيه، لكن من الواضح أن ما يقدمه رونالدو داخل ملاعب كرة القدم قد جذب إليه شريحة معينة من الشباب الغاضب، الذي يبدو أنه لا يحب رونالدو بسبب ما يقدمه داخل المستطيل الأخضر فحسب، ولكن بسبب تصرفاته الشخصية وما يقوم به خارج الملعب. وبينما رحل ميسي عن برشلونة والدموع تملأ عينيه ليبدأ رحلة جديدة مع باريس سان جيرمان، عاد رونالدو إلى مانشستر يونايتد في صورة المنتصر الذي يتحكم في مصيره، كأنه يُسخر جاذبية كرة القدم لإرادته مرة أخرى. وهذا هو السبب في سرعة وصوله وطريقة وصوله إلى مانشستر يونايتد – والتغطية الهائلة التي صاحبت وصوله – كأنه يعلن للجميع أنه قد تفوق على ميسي وعلى مانشستر سيتي وعلى كافاني في ضربة واحدة.
لكن بطبيعة الحال سيكون هناك كارهون ومشككون في قدرات رونالدو وسيقولون إنه لا يقوم بواجبه الدفاعي كما ينبغي ولا يضغط على لاعبي الفريق المنافس، وإن مستواه قد تراجع بفعل تقدمه في السن، وإن مانشستر يونايتد لا يزال بحاجة إلى تدعيم خط وسطه حتى يتمكن من المنافسة على البطولات والألقاب. من الواضح أن المعركة أبدية، وهناك دائماً أعداء جدد يجب التغلب عليهم وطرق جديدة لهزيمتهم. ورغم تألق رونالدو في مباراته الأولى بعد العودة إلى ملعب «أولد ترافورد» وتسجيله هدفين وقيادة مانشستر يونايتد للفوز على نيوكاسل بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد يوم السبت الماضي، لا تزال شروط النجاح غير واضحة. ومن المؤكد أن حالة الجدل هذه ستستمر ولن تتوقف حتى يتمكن مانشستر يونايتد من الحصول على أول بطولة كبرى بعد غياب طويل. لكن في النهاية، لا يمكننا أن نشكك أو نقلل من الأرقام القياسية الهائلة التي حققها النجم البرتغالي.
البرتغال
رياضة
[ad_2]
Source link