[ad_1]
فحين تعيد في ذاكرتك خطاب خادم الحرمين أمام القمة يتبدى لك البعد الإنساني واضحًا وجليًا في مرتكزات الخطابات الثلاثة، والمتمثلة في:
• التدابير والمعالجات الصحية.
• التدابير والمعالجات الاقتصادية.
• الآفاق الاستشرافية.
فعلى مستوى التدابير والمعالجات الصحية، جاء تنبيه خادم الحرمين لقادة «العشرين» بضرورة تغليب مبدأ العدل وتقدير ظروف كافة الدول حين الشروع في توزيع اللقاحات، حيث قال، حفظه الله: «نستبشر بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفايروس كورونا، إلا أن علينا العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول إليها بشكلٍ عادلٍ وبتكلفةٍ ميسورة لتوفيرها لكافة الشعوب».. إنها إشارة مبكرة تستبطن في جوفها معاني الرحمة والرأفة والتقدير لشعوب العالم دون استثناء، ورسالة اطمئنان للشعوب الفقيرة بأن حظّها من الدواء واللقاحات مقسوم بالسوية والعدل مع نظيراتها الصناعية والمتقدمة، وهو حديث لا يصدر إلا عن قائد يتجاوز في نظرته بيئته المحلية، ومحيطه الإقليمي؛ إلى بعد عالمي وإنساني متراحب الآفاق.. وهي ذات النظرة التي عمقها ولي العهد الأمين في ختام القمة حين قال: «إن هذه الأزمات تذكرنا بإنسانيتنا وتستنهض فينا المبادرة والعطاء، وعلى الرغم من الشدائد المفاجئة التي صاحبت هذه الجائحة عالميًا، لم نتوقف عن العمل على محاور جدول أعمال رئاسة المملكة والمتمثلة في: تمكين الإنسان، وحماية كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة».
إن ذات الموجهات الإنسانية الباذخة تبدت على مستوى التدابير الاقتصادية التي ركّز عليها خادم الحرمين الشريفين في خطابه، باستشعار أهمية الالتفات للدول النامية وضرورة دعمها، مخاطبًا قادة العالم بقوله: «يتوجب علينا تقديم الدعم للدول النامية بشكلٍ منسق، للحفاظ على التقدم التنموي المحرز على مر العقود الماضية».. وهي نظرة –بالإضافة إلى بعدها الإنساني– تتجلى فيها القراءة الواعية لمآلات دعم الدول النامية لضمان استقرارها الاقتصادي، بما يعني بداهة التقليل من حجم المساعدات الإنسانية الطارئة المقدمة لها، وضمان استقرارها اجتماعيًا، بما يسهم في الاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء، والمحصلة في النهاية نمو اقتصادي قائم على المشاركة الفاعلة والتجارة المتبادلة والتوازن المطلوب..
وبوسع المرء أن يمضي في استقصاء الوجه الإنساني البارز في خطاب الملك سلمان وهو يصوغ الآفاق الاستشرافية لما بعد جائحة كورونا، فها هو – حفظه الله – يدعو إلى «توسعة شبكات الحماية الاجتماعية لحماية الفئات المعرضة لفقدان وظائفهم ومصادر دخلهم».. وهو توجّه وضعت أسسه المملكة منذ انطلاق هذه الجائحة، بدعم للقطاعات المختلفة، بما فيه القطاع الخاص، لضمان استقرار الاقتصاد محليًا، وتوسعت في هذا البعد دوليًا بتقديم الدعم الطارئ للدول النامية، وتفعيل مبادرة مجموعة العشرين الساعية نحو تعليق مدفوعات خدمة الدين للدول منخفضة الدخل.. فكل هذه المعالجات تدخل في إطار الأبعاد الإنسانية التي لا تعرف الحدود، ولا تعمل بمحركات الآيديولوجيا والتقديرات السياسية والعقدية..
أما الآفاق الاستشرافية التي ركزت عليها كلمة الملك سلمان، فتنظر في الدعوة إلى تمكين الإنسان، والعمل على المحافظة على كوكب الأرض، والعمل على حماية الأرواح وسبل العيش من خلال تهيئة الظروف لخلق اقتصاد أكثر استدامة عبر دعوة دول العالم إلى فتح اقتصادها وحدودها لتسهيل حركة التجارة والأفراد.
إن هذه الرؤى التي تبدت في خطاب قيادتنا ستظل مرتكزًا مهمًا، وبرنامج عمل مفتوحاً لقادة هذه المجموعة في مقبل الأيام، وستظل المملكة ركنًا أساسيًا في المعادلة الاقتصادية العالمية، وهو ما أكد عليه خادم الحرمين بقوله: «نظرًا لمكانة المملكة الإقليمية والدولية ولموقعنا الفريد الذي يربط بين ثلاث قارات ويشكل حلقة وصل بين الأسواق الناشئة والمتقدمة، فإن المملكة سوف تستمر في لعب دور رئيسي في مجموعة العشرين لتحقيق التعاون العالمي وإيجاد الحلول لأكثر التحديات العالمية إلحاحًا في القرن الحادي والعشرين بالتعاون مع شركائنا في المجموعة وبقية الدول».
إنه وعد قيادة رشيدة، ووطن معطاء لعالم ينتظر منها الكثير، ولن تخلف القيادة وعدها، ولن يخذل الوطن الإنسانية.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
[ad_2]
Source link