[ad_1]
07 سبتمبر 2021 – 30 محرّم 1443
03:32 PM
قال إن ميناءها ينشط خلال موسم الحج مع مراكب الغلال والبضائع والسلع القادمة
“أبو الجدائل”: جدة التاريخية.. 3 آلاف عام شاهدة على الموروث التاريخي الكبير
أوضح الباحث والمهتم بتاريخ جدة، خالد صلاح أبو الجدائل، أن المؤرخين قدّروا عمر مدينة جدّة التاريخية بثلاثة آلاف عام، وذكروا أن ساحلها يعد باب رزق رئيس لكل سكانهـا منذ أقدم العصور. كما أن لمدينة جدّة مكانة اقتصادية كبيرة اكتسبتها من موقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر؛ حيث يفد إلى مينائها السفن محملة بالسلع والبضائع من مختلف أنحاء العالم منذ القدم، إضافة إلى كونها ميناءً إسلاميًا يفد إليه الحجاج والزوار في مواسم الحج والعمرة.
ميناء رئيس
وأضاف اتفق المؤرخون جميعًا على أن أول من اتخذها ميناء رئيس لمكة في العصر الإسلامي هـو خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، واختياره لهـا في ذلك الزمن دليل على أن جدّة كانت مأهولة بالسكان وأن ميناءهـا مؤهـلاً لاستقبال السفن عوضًا عن ميناء الشعيبة.
موقع الميناء
وقال يجدر بنا أن نشير أن موقع ميناء جدّة منذ اختياره عام 26هـ لن يكون بعيدًا كثيرًا عن موقعه الذي كان عليه قبل هدم سور جدّة عام 1367هـ؛ لأن عوامل اختيار الميناء المعمول بها قبل الإسلام وهما عاملان رئيسيان هما: جغرافي واقتصادي تنطبق عليه، كما أن هناك رواية أشارت إلى نزول سيدنا عثمان بن عفان في بحر الأربعين غرب جدة التاريخية الآن.
نمو مدينة جدّة
منذ ذلك التاريخ أخذت مدينة جدّة التاريخية بالنمو، معتمدة على موسم الحج، إذ تنشط الحركة التجارية خلال هذا الموسم، كما كانت تستقبل مراكب الغلال والبضائع والسلع القادمة التي ترسو في مينائها من مختلف انحاء العالم، وجدّة لم تكن مدينة اقتصادية فقط بل ميناء رئيس يفد من خلاله المعتمرون والحجاج، وبين أن المقريزي وصف ميناء جدّة بأنه من أعظم موانئ الدنيا.
أبواب الميناء
هناك عدة أبواب في الناحية الغربية (البحرية) لمدينة جدّة من أهمها:
الباب الأول باب البنط: يطلق عليه أيضا باب العينة، واعتقد أن هذه الكلمة مصدرها من معاينة البضائع التي ترد للبنط من الخارج محملة على السفن والسنابيك الشراعية في ذلك الوقت، حيث يقوم المتخصصون في إدارة جمرك جدة من مفتشين ومبصرين ومثمنين بالقيام بمهامهم الوظيفية كل فيما يخصه. كما عرف أيضًا بباب الفرضة وباب الجمرك، وهذه المسميات المتعددة دلالة على أن هذا الباب كان يطلق عليه أصحاب المهن والحرف التي لها علاقة بالميناء مسميات مهنهم وحرفهم فتعددت المسميات لباب واحد أدى إلى اعتقاد البعض في بعض المراجع انها مسميات لأكثر من باب.
الباب الثاني باب الصبة: يقال إن سبب تسميته بهذا الاسم، لأن الحبوب الغذائية عندما ترد إلى بنط (ميناء) جدّة بواسطة السفن كانت تصل سائبة غير معبأة في أكياس فتصب في ساحات الفرضة (الفرضة أساسا مصطلح تطلق على دائرة أخذ الرسوم الجمركية من البضائع والسلع، سواء كانت واردة أو صادرة من الميناء) على شكل أكوام أمام هذا الباب.
ويتولى مسؤولو الميزان المعروف بالقباني وزن تلك الحبوب وتعبئتها في أكياس من الخيش، في الوقت الذي يكون قد يكمل مستوردوها كافة الإجراءات الجمركية ودفع الرسوم اللازمة لفسحها ودخولها لجدة. يتم بعد ذلك نقلها بوسائل النقل المتوفرة في ذلك الوقت كعربات الكرو التي تجرها البغال أو الحمير إما إلى الشونة (مستودع الحكومة) الذي كان على بعد أمتار، فالداخل من هذا الباب متجهًا إلى ناحية قبلة اي الناحية الشرقية، يجد الشونة أمامه قبل إنشاء شارع قابل عام ١٣٣٦هـ، أو إلى مستودعات (قاعات او أحواش) التجار في ذلك الوقت داخل جدّة أو خارجها.
شهد ميناء جدّة في العهد السعودي عدة توسعات وتطويرات منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وعندما توسعت المدينة دعت الحاجة إلى نقل الميناء إلى موقع آخر يتناسب مع حجم المدينة، وسمي في عهد المغفور له الملك فيصل بميناء جدّة الإسلامي.
وقال “أبو الجدائل” إن مدينة جدّة سعدت بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد -حفظه الله ورعاه- إطلاق مشروع إعادة إحياء جدّة التاريخية بهدف تطوير المجال المعيشي في المنطقة التاريخية، وتأهيلها لتكون مركزًا جاذبًا للأعمال والمشاريع الثقافية، وأن اهتمام سموه بجدّة التاريخية يعد تقديرًا لأهميتها التاريخية.
[ad_2]
Source link