[ad_1]
31 أغسطس 2021 – 23 محرّم 1443
03:07 PM
مع انطلاق عمليات المسح المعدني الشامل للدرع العربي يمكن توثيق المناجم القديمة واستغلالها
جيولوجي يكشف عن أنفاق غريبة اكتُشِفت في مناجم قديمة.. مصدر ذهب النبي سليمان
كشف مستشار جيولوجي النقاب عن أنفاق غريبة تم اكتشافها في المناجم القديمة في المملكة العربية السعودية، حيث قام إنسان الجزيرة العربية قديماً بحفر هذه الأنفاق، بتقنيات غير معروفة حالياً لتتبع عروق الكوارتز الحاملة للذهب، مشيراً إلى أن ذلك الأمر كان وما زال لغزًا بحاجة إلى دراسات لحلّه، ، مؤكداً أنه مع انطلاق عمليات المسح المعدني الشامل للدرع العربي يمكن توثيق تلك المناجم القديمة واستغلالها.
وقال المستشار الجيولوجي الدكتور عبدالعزيز بن لعبون: تغطي الصخور النارية الجوفية والسطحية “البركانية” والمتحولة والتي تتجاوز أعمارها الجيولوجية ٥٤٢ مليون سنة، وقد تصل إلى ٢٠٠٠ مليون سنة، وتنكشف في مساحة تزيد على ٦٠٠ ألف كيلومتر مربع أي حوالي ثلث مساحة المملكة، وتعرف بالدرع العربي في غربي المملكة.
وأضاف: توجد نطق التمعدن المعادن الفلزية في تلك الصخور القديمة، لذا ينتشر في الدرع العربي ما لا يقل عن ألف منجم ومحجر قديم، وهي شواهد على ما قام به إنسان جزيرة العرب منذ قديم الزمن بالبحث والتنقيب عن المعادن واستخراجها وتعدينها وتصنيعها والاستفادة منها، وتوجد في العديد من تلك المناجم وحولها آثار للتعدين مثل الرحي، وأفران الصهر، والخبث وهو فضلات صهارة الصخور، وغير ذلك من الأدوات والمواد الأثرية، وهناك تقديرات بأن بعض المناجم عمرها حوالي ٣٠٠٠ سنة، ويقال إن منجم مهد الذهب كان مصدرًا لذهب نبي الله سليمان عليه السلام، وقد تعاقبت على المنجم فترات تعدين متعاقبة في عصر النبوة والخلافة الراشدة والأموية والعباسية، وأعيد استغلالها في العصر الحديث، ومن معادن المناجم القديمة الذهب والفضة والنحاس والحديد وغيرها.
وتابع: إن معلوماتنا الموّثقة عن المناجم القديمة جداً قليلة وغامضة، وقد أبدى الباحث فهد بن سعد بن ثلاب السبيعي اهتمامًا وتفاعلًا مع ما سبق وأن نشره الأستاذ الدكتور ابن لعبون وحاضر فيه حول المناجم القديمة، وذلك في رسالة بعثها له، وخاصة في ما يتعلق بلغز تقنيات الحفر العميق لتتبع عروق كوارتز حاملة للذهب لا تتجاوز سماكتها عشرات السنتيمترات (٢٠ -٤٠سم) لأعماق لعشرات الأمتار تحت سطح الأرض (إلى عمق ٨٠ مترًا) كالتي في منجم مهد الذهب والموضوع كان ومازال لغزًا وبحاجة إلى دراسات لحلّه، ولعله ومع انطلاق عمليات المسح المعدني الشامل للدرع العربي، من المناسب بلورة مشروع تعاون بين جهات الاختصاص.
وأردف البروفيسور “ابن لعبون”: نتطلع من الثروة المعدنية والآثار والتراث والسياحة للعمل على التالي: تحديد أعمار المناجم القديمة، التعرّف على تقنيات حفرها واستخراج معادنها، تأهيل القديم منها لتكون معالم علمية وسياحية، إنشاء متاحف للمناجم القديمة والحديثة الناضبة وإعدادها لتكون مواقع للسياح وللمتدربين، إعداد خرائط لتوزيع المناجم القديمة وانتشارها وطرق الوصول إليها، وضع لوحات إرشادية لها ومعلومات حولها”.
واختتم: “إنه ومن المؤكد أن لهذه المناجم مردوداً علمياً وتاريخياً وثقافياً وسياحياً قد يفوق ما فيها من ثروات معدنية، فهي دليل مادي على العمق الحضاري لإنسان جزيرة العرب، وامتلاكه لتقنيات في حفر المناجم والتعدين والتصنيع تفوق نسبيًا ما نمتلكه اليوم من تقنيات”.
من جهته، أشار الباحث التاريخي فهد بن سعد بن ثلاب السبيعي إلى أنه يعتقد بعد بحثه في المراجع والربط في ما بينها أن من قام بشق هذه الأنفاق الغريبة هم أصحاب الرس، فقد ثبت في صحيح البخاري (6/109) أن المقصود بأصحاب الرس أي أصحاب المعدن، واتضح بتحليل النظائر المشعة أن تاريخ هذه الحفريات في حدود الثمانمائة قبل الميلاد، وهو ما يوفق الزمن الذي عاش فيه أصحاب الرس، وأما سر اندثار علم هذه التقنية العجيبة في الحفر وعدم معرفة المتأخرين بطرقها، وبقائها لغزاً محيراً مثلها مثل تقنية تحنيط المومياء في مصر؛ فهو بسبب ما ذكره الطبري في تاريخه (1/558): أن الحاكم البابلي بختنصر قد قضى على أصحاب الرس واستأصلهم، وأفنى هذه الأمة، فانقرض هذا العلم بانقراض قرنهم، وبقيت هذه الأنفاق لغزاً وأعجوبة من عجائب الجزيرة العربية، ودعا في نفس الوقت إلى أن يتم إبراز هذه الأنفاق إعلامياً وتأهيلها سياحياً، فهي بحق إعجوبة ومنجم سياحي ورافد مالي كبير؛ إذا تم التعامل معها بالشكل الاحترافي في صناعة الوجهات السياحية.
[ad_2]
Source link