[ad_1]
هذه التوابل من أثمن السلع في العالم، ولا يدخل الزعفران في الطبخ فحسب، ولكنه يُستخدم أيضا في مجالي الطب والعطور، ويتطلب إنتاجه قدرا كبيرا من العمل، ولذا فإن إيصاله للسوق ليس بالمهمّة السهلة.
من خلال بيع هذا المنتج، لا أجني المال فحسب، بل أظهر للعالم وجها إيجابيا لأفغانستان — كريمة صادق
وجدت كريمة صادق، وهي سيّدة من مقاطعة هيرات بأفغانستان، فرصة للعمل في هذا القطاع، فمناخ أفغانستان مثالي لزراعة هذا النوع من التوابل.
لم يكن من السهل حصولها على إذن من أسرتها للشروع في أعمال تجارية وجني المال، لأنها امرأة، إلا أنه بعد ثلاث سنوات من العمل المضني، حصلت على دعم أسرتها وسجّلت مشروعها التجاري “Karwan Saffron” وبات بإمكانها التنافس مع شركات إنتاج الزعفران في السوق.
تقول كريمة: “يزداد اهتمامي أكثر فأكثر بهذا المجال لأنني أعتقد أن الزعفران محصول مهم، ويتسم بقيمة عالية، ليس في أفغانستان فحسب، بل أيضا في جميع أنحاء العالم. ومن خلال بيع هذا المنتج، لا أجني المال فحسب، بل أظهر للعالم وجها إيجابيا لأفغانستان“.
برامج تدريب منظمة الفاو
في البداية، كان عمل كريمة صعبا في سوق يهيمن عليه الرجال. لكنّ الأمور بدأت تتغير بعد أن حضرت دورة تدريبية عقدتها منظمة الزراعة والأغذية (الفاو) لمدة 14 يوما في هيرات.
تعلمت كريمة خلال هذا التدريب كيفية إعداد خطة عمل جيدة، وربط منتجاتها بالأسواق الجديدة من خلال العلامات التجارية والتسويق، وتعلّمت الأساليب الأكثر تقدما لزراعة الزعفران، بما في ذلك إدارة المياه وتحديد المسافات بين نباتات الزعفران على النحو الأمثل.
وتدير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في مقاطعة هيرات “مشروع تعزيز سلسلة القيمة – الغرب” الذي تموّله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ويعمل المشروع مع تجّار محليين من أجل بناء قدرتهم على إنتاج الزعفران وتجهيزه وتعبئته وفقا للمعايير العالمية للجودة والنظافة، ومن خلال تزويد المنتجين بالآلات اللازمة ومساعدتهم على الحصول على شهادات المنظمة الدولية لتوحيد المقاييس للتصدير للخارج.
طريق وعر مليء بالتحديات
يتمثل أحد الأهداف الرئيسية “لمشروع تعزيز سلسلة القيمة – الغرب” في توفير الدعم للنساء ليتمكنّ من الشروع في أعمالهنّ التجارية والاستفادة من الفرص الاقتصادية التي تتيحها تجارة الزعفران.
ففي عام 2019، بلغت عائدات إنتاج الزعفران وتصديره 27 مليون دولار في أفغانستان، واحتل الزعفران الأفغاني المرتبة الأولى عالميا من حيث جودته.
لا يزال مستوى الإنتاج منخفضا جدا، وأسعى إلى استغلال جميع الفرص الممكنة من أجل توسيع نطاق إنتاجي — كريمة صادق
أما كريمة، فقد أنتجت عام 2018، 28 كيلوغراما من الزعفران في الأرض التي تملكها الأسرة، وعام 2019، تمكنت من إنتاج 50 كيلوغراما من الزعفران في الأرض نفسها، وتمكنت من تحسين نوعية الزعفران الذي تبيعه اليوم بسعر أعلى من ذي قبل.
واليوم، تصدّر كريمة الزعفران إلى طاجيكستان، وأوزباكستان، وأوكرانيا والهند وأستراليا. لكنّها تعتزم الحصول على المزيد من الأراضي لتوسيع دائرة نشاطها على الصعيدين الوطني والعالمي.
تقول كريمة: “بالمقارنة مع الطلب الحالي، لا يزال مستوى الإنتاج منخفضا جدا، وأسعى إلى استغلال جميع الفرص الممكنة من أجل توسيع نطاق إنتاجي“.
دعم النساء وتعزيز مكانتهن
تتاح للنساء فرص أقل بكثير من الرجال للعمل في أفغانستان. يرجع ذلك أساسا للقيود الثقافية التي تحدّ من عمل المرأة خارج المنزل. كريمة تحارب ذلك، وتوظف اليوم 28 سيّدة في منشأتها.
تقول كريمة: “أعتقد أن ليس هنالك أي أمر مستحيل في هذا العالم، كل الأمور صعبة قبل أن تصبح سهلة، ولكن بمجرّد الشروع بالعمل يمكننا أن نتقدم بسرعة كبيرة“.
وتأمل كريمة في توفير مزيد من فرص العمل للسيّدات وخاصة المعيلات الوحيدات لأسرهنّ، فمن ناحية، تساعدهنّ هذه الوظيفة على كسب الدخل وتعزيز سبل معيشتهنّ، وتحسّن من ناحية أخرى مكانتهنّ الاجتماعية.
ويمثّل تمكين النساء عاملا حاسما في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين المساواة بين الجنسين وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة، وتسعى منظمة الأغذية والزراعة لمساعدة سيّدات مثل كريمة للاستفادة على نحو تام من الفرص.
[ad_2]
Source link