الملا برادار.. صندوق طالبان الأسود.. رجل المرحلة «المرن» – أخبار السعودية

الملا برادار.. صندوق طالبان الأسود.. رجل المرحلة «المرن» – أخبار السعودية

[ad_1]

تتجه أنظار القوى الكبرى والإقليمية إلى رئيس الفريق التفاوضي لحركة طالبان الملا عبدالغني برادار أخوند الذي عاد اليوم إلى كابول ليدير دفة الحكم في أفغانستان، التي لم يتم بعد تحديد تفاصيل الحكومة القادمة التي ترغب الحركة في تشكيلها والتي من المؤكد أن الملا برادار سيكون لاعبا محوريا وصاحب دور رئيسي فيها، خصوصا أنه يقود المفاوضات الحالية بين طالبان ومسؤولين من الحكومة الأفغانية السابقة وقيادات تحالف الشمال التي تتضمن عبدالله عبدالله رئيس مجلس المصالحة، والرئيس الأفغاني السابق كارزاي، والزعيم الأفغاني البشتوني قلب الدين حكتميار.. الملا برادار ليس حديث عهد بطالبان، حيث بدأ مسيرته منذ التسعينات، مرورا بحُكْمِها عام ١٩٩٦، وانتهاء بحرب العقدين الأخيرين ضد الولايات المتحدة. ووقّع بعد ذلك اتفاقية سلام تاريخية مع إدارة الرئيس السابق ترمب واستكمل المفاوضات مع إدارة بايدن وحكومة أشرف غني حتى يوم ١٥ أغسطس في الدوحة، وهو اليوم الذي سيطرت فيها الحركة على كابول وبعدها بـ ٢٤ ساعة عاد إلى قندهار معقل الحركة التي ساعد على تأسيسها في منتصف التسعينات. وبعد 20 عاما من المنفى وجد المهنئين الذين احتشدوا حوله عندما نزل من طائرة حكومية قطرية ليقود المرحلة الجديدة من الفكر الطالباني الذي يزعم قادته بأنه سيكون تصالحيا هذه المرة ومختلفا تماما عن عام ١٩٩٦. وبحسب متحدث باسم طالبان، فهذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدما برادار الأراضي الأفغانية منذ نحو عقدين.

ويعد برادار مؤسس طالبان الوحيد الباقي على قيد الحياة، والذي عينه قائد طالبان الراحل الملا محمد عمر نائبا شخصيا، مما بوّأه مكانة شبه أسطورية داخل الحركة. وهو أبرز من زعيم طالبان الحالي، مولوي هبة الله أخوند زادة الذي يُعتقد أنه مختبئ في مكان ما ولا يصدر سوى بيانات. ولد الملا برادار في مقاطعة أوروزغان الجنوبية. وانضم (مثل الآخرين الذين أصبحوا قادة طالبان) إلى صفوف المقاتلين المدعومين من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وباكستان للقتال ضد الاتحاد السوفييتي خلال احتلاله البلاد الذي استمر مدة عشر سنوات وانتهى في 1989.

وفي التسعينات انزلقت أفغانستان نحو حرب أهلية، حيث قاتل أمراء الحرب المتنافسون بعضهم البعض وقسموا أفغانستان إلى كانتونات مستقلة.

وفي 1994 أسس الملا عمر وبرادار وآخرون حركة طالبان، نسبة للطلاب الذين يدرسون في المدارس على الحدود الباكستانية – الأفغانية. وتألفت المجموعة أساسا من رجال الدين والشباب المتدينين الذين طُرد العديد منهم من ديارهم ولم يعرفوا سوى الحرب وميزهم عن أمراء الحرب المعروفين بالفساد، على حد قول الخبراء. وقاتل برادار إلى جانب الملا عمر أثناء قيادته حركة طالبان خلال استيلائها على السلطة في 1996 وعودتها إلى التمرد في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2001. وخلال حكم طالبان (1996 – 2001) كان مقر الرئيس والمجلس الحاكم في كابول. لكن برادار أمضى معظم وقته في قندهار، عاصمة حركة طالبان، ولم يكن له دور حكومي رسمي. وغزت الولايات المتحدة أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي خطط لها تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن ونفذها أثناء وجوده في مأوى تحت حكم طالبان. وفر برادار وعمر وقادة طالبان الآخرون إلى باكستان المجاورة بحسب ما تم تداوله وتنفي إسلام آباد هذه المعلومات.

وفي السنوات التالية تمكنت طالبان من تنظيم تمرد قوي في المناطق القبلية (وزير ستان) الوعرة على طول الحدود. واعتُقل برادار في مدينة كراتشي عام 2010 في غارة مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية وقوات مكافحة الإرهاب الباكستانية.

في ذلك الوقت كان الملا برادار يقدم مبادرات سلام مع الرئيس الأفغاني آنذاك كرزاي، لكن الولايات المتحدة كانت مصممة على تحقيق نصر عسكري، في المقابل كانت باكستان تريد ضمان السيطرة على أي عملية سياسية. وأدى إبعاد برادار إلى تقوية القادة الأكثر راديكالية داخل طالبان الذين كانوا أقل انفتاحا على الممارسات الدبلوماسية.

وأكد ذلك كرزاي في وقت لاحق وقال إنه طلب من الأمريكيين والباكستانيين إطلاق سراح برادار مرتين ولكن طلبه رُفض. ورفض برادار نفسه عرضا بالإفراج عنه في 2013، ويبدو أن سبب ذلك هو أن الولايات المتحدة وباكستان اشترطتا تعاونه بحسب مزاعم قيادات أفغانية. وأعاد التاريخ نفسه أخيرا عندما وجد كارزاي نفسه مع الملا برادار مرة أخرى وجها لوجه ولكن في سيناريو ومشهد مختلف عن ٢٠١٤.

وبحلول سنة 2018 سيطرت طالبان بشكل فعال على جزء كبير من الريف الأفغاني. وأقنعت إدارة ترمب -التي كانت تبحث عن مخرج من أطول حرب أمريكية- بضرورة الإفراج عن برادار في ذلك العام وبدأت متابعة محادثات السلام مع طالبان.

بعد تأسيس حركة طالبان في عام 1994، طور الملا برادار من صورته، حيث برز في صفوف طالبان كخبير إستراتيجي وقائد عسكري. وظل لسنوات أحد العناصر الرئيسية في حركة طالبان وتولى القيادة اليومية. وقاد برادار فريق طالبان المفاوض في قطر خلال عدة جولات من المحادثات التي بلغت ذروتها في اتفاق السلام في فبراير 2020. كما التقى وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك بومبيو.

وبموجب الاتفاق وافقت طالبان على وقف الهجمات على القوات الدولية ومنع أفغانستان من أن تصبح ملاذا للجماعات الإرهابية مرة أخرى مقابل انسحاب أمريكي كامل مخطط له في نهاية هذا الشهر. الملا برادار -الذي يرتدي عمامة سوداء وسترة فوق رداء أبيض ونظارة طبية يعتبر من المؤسسين الأربعة لحركة طالبان عام 1994. ووُصف بأنه ثاني أهم قائد في الحركة بعد الملا عمر، وكان على صلة وثيقة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وينحدر من قبيلة دوراني، وهي نفس القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس السابق حامد كارزاي. وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 والإطاحة بحكومة طالبان، أصبح الملا برادار الشخصية المحورية للحركة وقائد عملياتها واستمر في قيادة الحركة حتى أُلقي القبض عليه في فبراير عام 2010 في مدينة كراتشي. وكان اسم الملا برادار على رأس قوائم المسجونين الذين طالبت الحركة بإطلاق سراحهم، في مفاوضاتها المتعاقبة مع المسؤولين الأمريكيين والحكومة الأفغانية، حتى أُطلق سراحه في أكتوبر 2018، بعد مفاوضات بوساطة قطرية.. وتولى برادار مسؤولية المكتب السياسي للحركة في قطر، منذ يناير الماضي.

ويأمل المراقبون الأفغان أن يساعد نفوذ برادار في تسريع مسار عملية التوافق لتشكيل حكومة أفغانية تشكل كل المكونات العرقية. وبرز دور الملا برادار كقائد وصاحب رؤية عسكرية. وبسبب دوره المحوري في الحركة، يُعتقد أنه كان يتولى القيادة بشكل مباشر، وله دور كبير في كل الحروب التي خاضتها طالبان في أفغانستان، وكان ضمن القيادة العليا في مناطق هيرات وكابول. وهو متزوج من شقيقة الملا عمر. وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض عدداً من العقوبات ضد الملا برادار، من بينها تجميد أمواله، ومنعه من السفر. وتزعم طالبان أنها تسعى لتشكيل حكومة توافقية تشمل كل المكونات السياسية والعرقية وتحاول إقناع العالم بأنها أصبحت أكثر اعتدالا منذ أن تولت السلطة آخر مرة عام ١٩٩٦. ولطالما كان قادة حركة طالبان شخصيات قابعة في الظل، مثل المؤسس الملا عمر أو زعيمها الأعلى هيبة الله أخوند زادة، في الوقت الذي استولت فيه الحركة على السلطة في أفغانستان، أعلن عبدالغني برادار انتصارها التام على شبكات التواصل الاجتماعي. كما نُشر مقطع فيديو للملا عبد الغني برادار على هذه الشبكات نفسها عندما دخل مقاتلو طالبان العاصمة الأفغانية في 15 أغسطس وبدا فيه مضطربا بعض الشيء أمام الكاميرا، وأمام العلم الأبيض لإمارة أفغانستان الإسلامية كان الملا الوجه الذي تعتبره أوساط من حركة طالبان الوجه السياسي المعتدل، الذي يخفي وراءه قائدا عسكريا متمرسا لديه معتقدات حول كيف ستتعامل طالبان مع يجب العالم العالم.

اليوم، تريد طالبان إظهار وجه مختلف وعندما كان الملا برادار واحدا من قادة الحركة العسكريين، لفت الأنظار إليه لاهتمامه بالحصول على دعم الشعب الأفغاني. في عام 2009، وفقا لمقال نُشر في صحيفة نيويورك تايمز، أمر عبد الغني برادار مقاتليه بحفظ كتاب صغير معهم يشرح كيفية كسب قلوب القرويين. فعلى عكس باقي قادة طالبان، كان برادار يظهر دائما اختلافه، فهو الوحيد -مثلا- الذي يبدي التعويل على الدعم الشعبي، فقد كان 2009 صاحب مدونة السلوك، التي وزعها على مقاتلي الحركة عن كيفية كسب قلوب وعقول القرويين.

وتعكس مدونة السلوك تلك، التي تتضمن نصائح حول كيفية تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين والحد من اللجوء إلى الهجمات الانتحارية، تركيبة عقليته السياسية. فوفقا لما كان يقوله، فإنه من الضروري لطالبان، التي كانت قد فرضت نسخة الصرامة من عندما كانت في السلطة، أن تكسب الآن ثقة وودا في غياب مطبق لزعيم طالبان الحالي هبة الله أخوند زادة، بدا اسم الرجل الثاني في الحركة يطفو على السطح، متقدما خطوات لرئاسة أفغانستان. ولسنوات طويلة كان قادة حركة طالبان مثل الأشباح التي لا ترى في أفغانستان، حيث يقودون تمردا قويا، لذلك كان ظهور الملا عبدالغني علامة فارقة في قندهار. وفرضية ترؤس برادار لأفغانستان بعد سيطرة الحركة على مقاليد الحكم، رجحتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، ودلّت عليها المؤشرات المتوفرة.

أما موقع «إكسوس» الأمريكي فيقول إنه يُنظر إلى الملا عبد الغني على أنه وجه الحركة المتشددة، وبالإضافة إلى شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، كان أبرز مفاوضيها في محادثات السلام السابقة. فقد قاد الملا برادار المفاوضات الطويلة مع واشنطن العام الماضي. وفتح هذا الجهد الطريق أمام برادار ليكون أول قائد في طالبان يتواصل مباشرة مع الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترمب، وحين سيطرت الحركة على كابول، خاطب الأفغان رئيس المكتب السياسي، وليس الملا أخوند زادة. وتقول التقارير الإعلامية إن برادار يلقى احتراماً لدى مختلف فصائل طالبان، لذلك تولى رئاسة مكتبها السياسي في الخارج، وفوض لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة.

ويعد الملا برادار أكثر قادة طالبان مرونة، إضافة إلى مهارته في المفاوضات، ما يؤهله حسب المتابعين ليكون رجل المرحلة، ويرأس دولة أفغانستان الجديدة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply