[ad_1]
17 أغسطس 2021 – 9 محرّم 1443
04:55 PM
حملات للتحصين وإجبار الطلاب والموظفين على التطعيم
“العساف” يروي المتشابهات بين زمن “الكوليرا” و”كورونا” بالسعودية
وثّق الكاتب والمؤرخ السعودي، منصور العساف، أحداث انتشار مرض الكوليرا قبل 48 عامًا في السبعينات الميلادية، ومسارعة الدولة حينذاك وعلى رأسها وزارة الصحة بتطعيم المواطنين والطلاب وتحصين المدارس والمرافق الحكومية ضد المرض.
وتطرق “العساف”، إلى ما تخلل تلك الحقبة من ترقب لانتشار المرض وتحرّز المواطنين من أخذ التطعيمات حتى ذاعت الهواجس، مع إن الحس الوطني الصحي رغم محدوديته في ذلك العام؛ إلا أنه يعتبر مرتفعاً مقارنةً بما سبقه في الأربعينات والخمسينات الميلادية،
وحسب الكاتب، فإنه مع تعاقب السنين ومرونة العقل الجمعي للبشرية وانتشار الأوبئة وثقتهم باللقاحات اصطف المواطنون اليوم على مراكز اللقاحات لأخذ الجرعات.
وأشار “العساف”، إلى أن أحداث العام 74م مقاربة لعام 2020 فور تفشي كورونا “كوفيد 19” وإقبال الناس على المعقمات، ومنع الطلاب والمعلمين والموظفين الحكوميين من الذهاب لوظائفهم حتى يتحصنوا بالتطعيم، وقائع مقاربة لما يحدث اليوم باختلاف المرض وبساطة ذلك الجيل.
ما أشبه اليوم بالأمس !
العساف الذي زوّد “سبق” ببعض القصاصات، قال: “على عكس مواسم حج زمن “كوفيد 19″ والنجاح الكبير الذي حققته الدولة لسلامة الحجاج وتقنين أعدادهم، كانت الأحداث متسارعة بعد موسم حج عام 1394هـ، إثر رصد بعض الحالات لحجاج مصابين بمرض الكوليرا قبل مغادرتهم مكة، ثم تفشّى المرض وتوسعت دائرته”.
وأضاف: “عند بداية العام الدراسي 1395هـ, تداركت وزارة الصحة بقيادة الوزير الراحل عبدالعزيز الخويطر الأوضاع، وأطلقت الحملات، متخذة خطوات جذرية في مكة وجدة والمدينة وبعض البقاع الحجازية”.
وتابع: “أعطت أسبوعًا وأسبوعين إجازة، وحثّت على أخذ التطعيمات ومنعت دخول الطلاب للمدارس دون التطعيم ثم شملت المعلمين، لتعم كل المواطنين، وبعدها في المناطق الأخرى كالرياض مثلاً أي طالب قادماً من الحج لابد أن يُعطى 4 أيام إجازة ولا يعمل إلا بعد 4 أيام من التطعيم”.
طرافة “الطيبين”
وأضاف: “وفي خضم هذه الأحداث برزت النكات، فمن تغيّب عن المدرسة ادعى أنه جاء من الحج، وأصبح الانتقاد بقوالب كوميدية، فمثلاً لو لاحظوا تردي الخدمات البلدية قالوا الخدمات البلدية تعاني من الكوليرا، كنايةً عن ضعف أدائهم، ومن يعاني من الكوليرا يقال “متكلور”، مثل المصطلح الذي يقال لمريض كورونا “متكرون”، كما وشهدت المستشفيات زحاماً شديداً، واستنفرت الدولة ضد الكوليرا مثل ما يحدث حالياً”.
حملات “الكوليرا”
واستدرك: “مثل ما يحدث حالياً من حملات توعوية وتوفير للقاحات أطلقت الصحة في ذلك الحين حملات استهدفت الهجر والقرى والبوادي للتطعيم وذهبت لأبعد النقاط السكانية وحملات مماثلة للقرى النائية، وللأسر داخل المنازل، وأرسلت للمدارس والجامعات فرقًا طبية، فأصبح هناك انتقاد لنقص الكوادر الطبية، حتى حضر أطباء الجامعات للمشاركة في حملات التطعيم، فمثلاً جامعة الإمام طعّمت 6 الآف من منسوبيها طلاب وموظفين في أيامٍ قليلة”.
زمن المعقمات وحملات التطهير
وزاد: “ومن المتشابهات بين زمن كورونا وبين كوليرا في الزمن البعيد، أن الطلاب والمواطنين كانوا يحرصون على المعقّمات مشمرين أياديهم، كذلك من أوجه الشبه ما تقوم به وزارة التعليم حالياً من تنظيف وتعقيم المدارس، أيضاً في ذلك الوقت قامت وزارة المعارف والأجهزة الحكومية بتنظيف ردهاتها وتجهيزها لضمان عدم تفشي المرض”.
واستكمل: “كذلك أجروا حملات بالمدارس للتوعية بالتعقيم وصرفت الأدوية بالمجان وانطلقت حملات تثقيفية بالصحف ووسائل الإعلام مثل ما يحدث حالياً رغم بساطة الإمكانيات، يحذرون من منابع انتشار المرض”.
ارتفاع الوعي المجتمعي
واختتم: “ومن المؤشرات لارتفاع الوعي المجتمعي بين الناس، ففي ذلك الوقت كان هناك عزوف عن التطعيم من الخوف وما شابه من أسباب التلكؤ والتردد، لكن في الوقت الحالي يتسابق الناس لأخذ اللقاح لسلامة مجتمعهم”.
وأضاف: “وفي تلك السنة كانت الأسر تجتمع وتنادي الطبيب ليقوم بتطعيمهم لكن اليوم وفّرت الصحة مراكز اللقاحات وسخّرت التقنية للتسجيل، بعدها استمرت حملات الكوليرا وشلل الأطفال حتى أُقرّت لاحقاً، واستثمر المواطنون هذه الأحداث وأخذوا يرصدون ويتصلون بالصحف لنشر معاناتهم مع أماكن الأوساخ ثم تفاعلت البلديات وانتشرت سيارات التعقيم”.
[ad_2]
Source link