20 عاماً ضاعت هباءً.. ما الذي يبرهنه تفاجؤ أمريكا باجتياح “طالبان

20 عاماً ضاعت هباءً.. ما الذي يبرهنه تفاجؤ أمريكا باجتياح “طالبان

[ad_1]

15 أغسطس 2021 – 7 محرّم 1443
06:21 PM

توقعات بعودة البلاد إلى حاضنة للتنظيمات الإرهابية

20 عاماً ضاعت هباءً.. ما الذي يبرهنه تفاجؤ أمريكا باجتياح “طالبان” لأفغانستان؟

بعيداً عن الصدمة التي أحدثها الاجتياح السريع لحركة طالبان لأراضي أفغانستان، مستغلةً الفراغ الأمني، الذي خلّفه الانسحاب الأمريكي، وقوات حلف شمال الأطلسي من هذا البلد، الذي ظل يحتل صدارة الأولويات في الاستراتيجية الأمنية لواشنطن و”الناتو” طيلة عشرين عاماً، في إطار جهودهما للمحافظة على الأمن الدولي، وحرمانهما التنظيمات الإرهابية من توفير بيئة حاضنة للإرهابيين عبر العالم، ما يسمح بإمكانية شنّ عمليات إرهابية خطيرة على مراكز حضارية في العالم مثل هجوم 11 سبتمبر 2001م، الذي شنه تنظيم القاعدة الإرهابي على الولايات المتحدة الأمريكية.

ذهول عالمي

بصرف النظر عن تداعيات الصدمة وآثارها؛ فإن المؤشرات تبرهن على أن الإدارة الأمريكية فوجئت بالاستيلاء السريع لـ”طالبان” على كل أفغانستان تقريباً، بعد اقتحامها العاصمة كابول، اليوم الأحد، ودخولها في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية لتسليم المدينة سلمياً؛ تجنباً لإراقة الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء، وهو مبرر واهٍ وغير واقعي أطلقته الحكومة؛ لتخفي به عجز قواتها العسكرية المدججة بالأسلحة الثقيلة والقوات الجوية عن مواجهة مسلحي “طالبان”، الذين لا يملكون سوى أسلحة خفيفة، ويعتمدون على الدرّاجات البخارية في الحركة، وسط ذهول عواصم صناع القرار في العالم من انتشار مقاتلي “طالبان” كالجراد على ربوع أراضي أفغانستان.

ومن البراهين التي تثبت تفاجؤ أمريكا بالسيطرة السريعة لـ”طالبان” على الأراضي الأفغانية، خطأ التقديرات الاستخبارية الأمريكية للمدة الزمنية التي ستستغرقها “طالبان” في الاستيلاء على الولايات الأفغانية، ففي البداية، افترض تقدير استخباري للمخابرات الأمريكية أن تستولى “طالبان” على العاصمة الأفغانية في غضون من ستة إلى 12 شهراً من مغادرة الجيش الأمريكي، الذي من المقرر أن ينهي انسحابه رسمياً من أفغانستان في سبتمبر المقبل، بعد الإعلان عن سحب 90 في المائة من القوات في يوليو الماضي، والأربعاء الماضي نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول، أن “الجيش الأمريكي يقدر حدوث انهيار في غضون 90 يوماً”، بينما ذكر مسؤولون آخرون للصحيفة “أنه يمكن أن يحدث في غضون شهر”.

خطأ التقديرات

فخطأ التقديرات الاستخبارية والعسكرية الأمريكية عن موعد استيلاء “طالبان” على أفغانستان، والتقليل اللافت لأمد المدة الزمنية اللازمة للحركة للسيطرة على الدولة، من 12 شهراً إلى 6 أشهر، إلى 3 أشهر، إلى شهر، وعدم صحة أي تقدير منها، يثبت بجلاء أن الإدارة الأمريكية فوجئت بسرعة اجتياح “طالبان” للأراضي الأفغانية، بل بوغتت بنجاح “طالبان” في ذلك، ومما يبرهن على تفاجؤ أمريكا أيضاً اضطرارها إلى إجلاء موظفي سفارتها في كابول على وجه السرعة، بعد اقتراب “طالبان” من العاصمة، واضطرارها إلى نقل ثلاثة آلاف جندي من قوات المارينز على ثلاث دفعات ابتداء من أمس إلى مطار كابول؛ لتأمين إجلاء موظفي السفارة، ويثبت اضطرارها وتعجلها خلل تقديراتها وتفاجؤها بسرعة استيلاء “طالبان” على أفغانستان.

ويتطلب تقييم تفاجؤ أمريكا باجتياح “طالبان” لأفغانستان، وضع هذا الإخفاق الأمريكي في سياقه العام والصحيح الذي أدى إلى التطورات الدراماتيكية المتلاحقة في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، فتفاجؤ أمريكا يندرج في إطار فشلها الذريع في أفغانستان، فرغم تدخلها العسكري فيها لمدة عشرين عاماً ضاعت هباء بلا نتيجة، عجزت أمريكا عن بناء مؤسسات تحمي كيان الدولة الأفغانية، وتمنع وقوعها مرة أخرى تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، التي من المؤكد أنها ستعاود اتخاذها ملاذاً لتجميع فلولها وعناصرها بعد الهزائم، التي منيت بها نتيجة للتعاون والتنسيق الدولي، الذي أدى إلى تفكيك قواعدها في أفغانستان وسوريا واليمن وإلى حد كبير في ليبيا وشلّ قدرتها على تهديد الأمن الدولي.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply