[ad_1]
21 نوفمبر 2020 – 6 ربيع الآخر 1442
01:54 AM
تجاوبت مع التحديات المشتركة الراهنة لدول العالم
“اغتنام فرص القرن الـ21 للجميع”.. بماذا تتميز قيادة السعودية لمجموعة الـ20 عن غيرها؟
من التقاليد الأساسية التي درج عليها تنظيم قمم مجموعة العشرين، منذ عقدها لأول مرة عام 2008، أن تضع الدولة التي تتولى رئاسة القمة هدفاً عاماً لها، يصبح بمثابة شعار يعبر عن رؤية الدولة المنظمة لأولويات التعاون الدولي، وتطبيقاً لذلك التقليد اتخذت الصين شعار “نحو اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط وشامل” لقمة مجموعة العشرين 2016، كما وضعت ألمانيا شعار “نحو بناء عالم متواصل” لقمة مجموعة العشرين 2017 التي عقدتها في مدينة هامبورج، وفيما اتخذت الأرجنتين شعار “بناء توافق من أجل التنمية العادلة والمستدامة” لقمة العشرين 2018، اختارت اليابان شعار “مجتمع مستقبلي محوره الإنسان” لقمة مجموعة العشرين 2019، التي استضافتها في مدينة أوساكا، بينما اتخذت السعودية شعار “اغتنام فرص القرن الواحد والعشرين للجميع” لقمة مجموعة العشرين 2020.
قيم الشعار
ويعكس شعار المملكة لقمة مجموعة العشرين هذا العام، مجموعة من القيم والمبادئ الإيجابية، التي تعبر عن الصورة الافتراضية للتعاون بين الدول، منها مبدأ الشراكة المتساوية لكل الدول في العالم، باعتباره الركيزة الأساسية لأي تعاون دولي فعّال ومثمر، بعيداً عن الهيمنة، وبسط النفوذ، والاستئثار بالفرص، واحتكار أسواق المنتجات، ومبدأ التعاون المتبادل متعدد الأطراف، الذي يضم في إطاره دول العالم أجمع، ومبدأ العمل الجماعي بين الحكومات، ومبدأ التكامل بين الدول في تحقيق المصالح، ومبدأ تركيز التعاون بين الدول على تحقيق المصالح واغتنام الفرص، التي تعود بالنفع على الشعوب، وليس الإضرار ببعضها البعض، ومبدأ الوحدة الإنسانية، فالعالم يتسع لجميع البشر ولهم حق الاستفادة من موارده وفرصه، ومبدأ التحلي بالنظرة الآنية والمستقبلية في التعامل مع المزايا والمنجزات الحضارية للقرن الحادي والعشرين.
ولا يغيب عن الإدراك أن تكريس كل هذه المبادئ في التعامل بين الدول، جدير بتشكيل شراكة دولية حقيقية قائمة على التعاون المشترك، الذي يُغلِّب التفاهم على الصراع، والتقارب على التناحر، والمصالح على الخسائر، كما يلاحظ أن شعار “اغتنام فرص القرن الواحد والعشرين للجميع” الذي اختارته السعودية، يُعد أقرب الشعارات التي اختارتها الدول المنظمة للقمم السابقة وأكثرها تطابقاً مع الفكرة الأساسية، التي تأسست عليها مجموعة العشرين عام 1999، والتي تمحورت حول الشراكة المتساوية لجميع أعضاء المجموعة، في مناقشة القضايا والتحديات، التي تفرض نفسها على العالم، والتعاون في إيجاد حلول فعّالة لها، بعيداً عن انفراد دولة أو مجموعة دول بصياغة سياسات تنحاز لتحقيق مصالحها، فضلاً عن أن الشعار يعكس رؤية إنسانية للاستفادة من فرص القرن الحادي والعشرين، ترتكز على إتاحة الفرص للجميع.
المحاور الثلاثة
ويرتكز تحقيق الهدف العام أو شعار المملكة لقمة مجموعة العشرين على ثلاثة محاور رئيسة، هي: تمكين الإنسان، من خلال تهيئة الظروف التي تمكِّن جميع الأفراد، وخصوصاً النساء والشباب، من العيش والعمل والازدهار، والحفاظ على كوكب الأرض، من خلال تعزيز الجهود الجماعية لحماية الموارد المشتركة العالمية، وتشكيل آفاق جديدة، من خلال اعتماد إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي، ويلاحظ على المحاور الثلاثة مراعاتها للتوازن بين الإنسان والأرض والخطط والبرامج، التي يضعها لمواصلة عيشه، وبمثل حرصها على تحقيق العدل بين فئات البشر في تمكينهم من العيش والعمل والازدهار، فإنها تحرص على تعزيز التعاون بين الدول في الحفاظ على عناصر البيئة، بما يحول دون الإضرار بها، كما تفتح المجال لطرح إستراتيجيات جريئة لتبادل مزايا التقدم والابتكار.
ويندرج تحت المحاور الثلاثة مجتمعة 22 إطاراً، تتجاوب فيها قيادة السعودية لمجموعة العشرين مع التحديات المشتركة الراهنة، التي تواجه دولها الأعضاء والعالم، منها: دعم التوظيف في عالم عمل متغير، وتطوير التعليم للقرن الـ21، وتعزيز الشمول المالي للنساء والشباب، وضبط الانبعاثات من أجل تنمية مستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي، ونظم طاقة أنظف لعصر جديد، وتمكين الاقتصاد الرقمي، وتطوير المدن الذكية، ومكافحة الفساد، وقد عملت المملكة على هذه الأطر منذ تسلمها لرئاسة القمة في الأول من ديسمبر 2019، من خلال تنظيم نحو 124 اجتماعاً وندوة، وبهذه الواقعية في التعاطي مع القضايا الراهنة للعالم، وكذلك المنظور الإنساني، الذي يتوخى إتاحة فرص عادلة لكل الدول في الاستفادة من منجزات القرن الـ21، وبقية القيم التي يتضمنها الشعار، تتميز قيادة السعودية لمجموعة العشرين عن غيرها من الدول التي سبقتها.
[ad_2]
Source link