[ad_1]
09 أغسطس 2021 – 1 محرّم 1443
05:20 PM
نبهت لوجود شخصياتٍ تابعة تخضع للتقنية التي تُحكم قبضتها الحديدية
“الصاوي” تحذر من الاندفاع وراء وميض الحياة المزيّفة في شبكات التواصل
نبّهت الكاتبة الدكتورة نجوى الصاوي إلى خطورة شبكات التواصل الاجتماعية, وما أحدثته من تغيّر كبير في حياة المجتمعات وخاصة الأسر التي أضحت تحت القبضة الحديدية للثورة الرقمية التي سرقت أبناءهم, ليصبحوا أسرى هذا العالم المجهول, فالفجوة تتسع كل يوم بين الأسرة وأبنائها, والقوة أو اللجوء للعنف ليس حلاً, بل التوسط في ذلك وتعزيز الدور الأسري مع إحياء نزعة الرقابة الذاتية واستشعار المسؤولية الفردية أمام الله.
وقالت: يضاف إلى ذلك خطورة تقليد ما يسمى مشاهير السناب, وحجم الإقبال على تصفح يومياتهم الوردية “افتراضياً”، وربما يخفت هذا الوميض في الواقع المعاش, ولجوء بعضهن إلى عمليات التجميل لتصبح كالمشهورة الفلانية وتخرج بهندام زاهٍ يتعارض مع القناعة الداخلية.
وتساءلت: لماذا لا يبحثن عن مكامن القوة الحقيقية بعيداً عن الإيغال بالشكليات,فهذا العالم فصل الضحايا عن عوالمهم فزهدوا بحياتهم, وإن كانت جميلة ومقبولة, انجراراً وراء وهم الاختلاف وزيف النجومية.
وأضافت: أثبتت الدراسات أن إدمان الشبكات التواصلية يعادل تأثير جرعة مخدر الكوكائين على الدماغ والحاجة لتصفحها تعادل حاجة المدخن لشرب السجائر ,ناهيك عما تحدثه من تغير في نفسية المراهق وميلهم للسلوك الانتحارية بسبب المجاراة, وعقلية المراهق تنخدع وتتأثر سريعاً.
وأردفت في حديثها لـ”سبق”: “تفشّى في السنوات الأخيرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة بين الشباب والفتيات وخاصة بعد جائحة كورونا لكثرة المكوث في المنزل, فأشغلت وقتهم واهتمامهم لدرجة وصلت في بعض الأحيان إلى حد الإدمان وعيشهم في عالم إلكتروني, انسجموا مع متغيراته المتسارعة دون الالتفات قليلاً للوراء للنظر في القيم والإنسانيات وأخلاقيات المجتمعات ودعائم الاستقرار الأسري”.
وتابعت: من خلالها يمكن خلق شخصيات مصنوعة بإرادة أصحابها, فقد يظهر الشاب وهو يتحدث وكأنه مشهور ..وفقيه.. عالم جليل, وتجده في الواقع متواضع العلم, فالأمر لا يعدو كونه سباقاً لإثبات الذات, فالعديد من الدراسات أثبتت أنه يمكن أن يحدث إدمان جديد على هذه الشبكات, بحيث يبقى الشخص ممسكاً بهاتفه طول اليوم, فلا وقت للعمل ولا للجلوس مع الأسر, مما يؤثر على التركيز والاستجابة للآخرين, فيظهر أحياناً الشخص بأنه شارد الذهن, متوجساً, مشابهاً لمدمن المخدرات”.
وقالت “الصاوي”: بعضهم يقارنون حياتهم بمتصدري هذه الوسائل, فتلاحظهم حريصين على توثيق لحظات السعادة وبثّها وإن كان السلوك هذا قد يفسّره البعض أمراً شخصياً, لكنه يعكس حالة التماهي والتسابق نحو نشر اليوميات بما فيها تناول الطعام وما يعتريه من خصوصية تقليداً لحياة المشاهير وإن كانت معظمها زائفة”.
وأضافت: الخذلان والسخط المحرّم يتركز في رفض الحياة الطبيعية وإن كانت جميلة, لأنها تظهر لهم أقل وهجاً وإثارة من حياة المثالية كما تبدو لهم، فيحاولون مواكبتهم وإن خارت قواهم, دخلوا في أمراض الاكتئاب والعزلة, والغضب والغيرة”.
واستدركت: “يضاف إلى ذلك محاولة بعض الفتيات تقليد الفنانات والمشهورات وعارضات الأزياء من حيث المظهر والإطلالة والاندفاع وراء الموضة وطفرات عمليات التجميل والدخول في مقارنات ظالمة تغطي عليها الشكليات والبحث عن بقعة ضوء, مما أثّر على سلوكهن ولباسهن وطريقة تفكيرهن فأصبحن نسخًا متطابقة من بعض الشخصيات, والمفارقة أن هذا التقليد قد يأتي لشخصية غير سويّة”.
وأردفت: لاحظوا وهم الفلاتر بالسناب وكم الاندفاع وراءه, وبرامج تعديل وتجميل الوجه في السناب والتيك توك، قصص مأساوية باطنها عدم الرضا بالجمال الطبيعي وعدم القناعة بما أُعطي الواحد من نِعم, فالكثير من الفتيات غير راضيات عن جمالهن وإن كنّا جميلات, لكنها فقدان الثقة وهزات الضمير بحثاً عن جمال تصنعه تقنيات تطبيقات التواصل, ومسايرة حياة مرضى التصنّع”.
وتابعت: “ما علموا أنها حياة مزيّفة ظاهرها الورد وباطنها أبشع مما تظهره لقطات وفلاشات الهواتف الذكية,حتى الأطفال بعضهم يقضي أكثر من ساعتين يومياً على هذه الشبكات الاجتماعية, وهنا يتطلب الأمر دعماً نفسياً, إذ يتأثر الكثير من الأطفال والمراهقين والفتيات بعدد مرات الإعجابات “اللايكات”,عند تحميل صورهم, فلا يعجبهن غير المديح الكاذب, وربما تعليقاً جارحاً يجعلهن مكسورات”.
وقالت “الصاوي”: وربما أصبحن في مرمى التنمّر التقني ووحوشهم الباحثين عن فرائس افتراضية مستغلين صورهن الشخصية التي ربما بثّتها هذه أو تلك بحثاً عن تصفيق وإن أطرب مرة سيؤذي مدى العمر، وعدم احترام خصوصيتهن وأسرار بيوتهن، فلا عوائل محمية مع التساهل المفرط”.
واختتمت بالقول:”لا حل غير تقنين هذا الإقبال المهول والتوسط في تصفح هذه المواقع والنهل من معينها ونبذ ما يمزّق الأسرة ويهدم بنيانها, والرقابة الصارمة التي لا يفرضها بعض أرباب الأسر على من حولهم حتى تقع المفزعات لا قدر الله”.
[ad_2]
Source link