حتى لا یتناثر العش الآمن

حتى لا یتناثر العش الآمن

[ad_1]

حتى لا یتناثر العش الآمن

هلال الهلاليالرياض

أبرزت وسائل التواصل الاجتماعي خلال العقد الأخیر حوادث عدة لصور متنوعة من صور العنف الأُسري الذي بات خطرًا محدقًا، یتهدَّد برواز الصورة الوردیة للعلاقات الأسریة، تلك الصورة التي یلونها دفء العلاقات الطبیعیة، والاحتیاج الفطري لمنظومة من العلاقات المتنوعة التي تبني الأُسر والمجتمعات.

لم نعد نرى علاقة أسریة مقدسة، لم یضربها العنف البغیض في مقتل، ولم یشوهها في المجمل؛ فلا تجد علاقة أسریة مستقرة بالشكل الآمن الفطري.

وقد بات التوجس مسیطرًا على كثیر من العلاقات الأسریة، تغذیه توجهات فكریة مختلفة، تشهدها ساحات التواصل الاجتماعي، وتغذیها بشكل أو بآخر، سواء من حیث التشكیك بین أطراف العلاقة، أو إبراز مساوئ شاذة، حدثت هنا أو هناك.

لقد نجحت الدولة -رعاها الله- نجاحًا باهرًا في ترویض العنف الفكري الذي غُذّي بالعدید من الأفكار المتطرفة، وأراد له أعداء هذه البلاد المباركة أن یستشري بین أطیافه ومكوناته؛ فأطلت صور لتطرف أخرى، شوهت العلاقات الأسریة بین أفراد الأسرة التي هي لبنة المجتمع؛ فنالت الأب والأخ والزوج والابن، وأضحت تدق على أوتار العاطفة؛ فأضحى النفور النفسي یتنامى بین مكونات الأسرة؛ فیتشكل في قوالب نفسیة، تصور طرفَي العلاقة ذئبًا وحملاً؛ فتتطور تلك التوجسات من أفكار إلى نبال من حروف، لا تلبث أن تنهال من طرف إلى آخر؛ فتصیب وتُدمي وتُدمِّر وتقتل.

وقد أولت الدولة -رعاها الله- الأسرة رعایة خاصة، تمثلت في العدید من التشریعات المتوالیة التي نظمت العلاقات الأسریة، وكفلت الحقوق للجمیع على حد سواء، ضمن الخطط الرامیة إلى تحسین جودة الحیاة، ومن ذلك قرار إنشاء مجلس شؤون الأسرة بموجب قرار “تنظیم مجلس شؤون الأسرة” الصادر من مجلس الوزراء رقم (443)، وتاریخ 1437/ 10/ 20هــ، إضافة إلى التصریح لعدد من الجمعیات الأهلیة بإنشاء مراكز للإرشاد والتوجیه الأسرى. ویُنتظر أن یُعلَن قریبًا تتویج لهذه الجهود المباركة بنظام الأحوال الشخصیة الذي یوضح بشكل قانوني حقوق الأفراد في علاقتهم الاجتماعیة، وینظمها بشكل واضح في مواد نظامیة، تجعل أحكامها واضحة للجمیع.. بید أن هناك ما یستوجب المعالجة العاجلة والتوعیة المجتمعیة الناجعة من المختصین في كیفیة بناء الأسر، والبناء الصحي في العلاقات من حیث إخضاع الخاطب والمخطوبة لبرامج إرشادیة وتثقیفیة، تقیس مدى التوافق، سواء الصحي أو الفكري؛ حتى لا یتناثر عش الزوجیة؛ فیصبح الأزواج والأبناء في العراء؛ یفتقدون المأوى العاطفي الطبیعي الآمن.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply