[ad_1]
مع التطوُّر الصناعي والتقدم الاقتصادي ظهرت الكثیر من الاضطرابات النفسیة التي نتجت من الرغبة في الإنجاز والتمیز في العمل، أو عدم القدرة على التكیف مع طبیعة العمل. وتنوعت تلك الأمراض والاضطرابات التي لم تكن لولا وجود العمل! مع أن الرغبة بالإنجاز أو الاجتهاد في عمل جزءٌ من الطبیعة البشریة؛ إذ یمكن ملاحظة ذلك في الأطفال الصغار الذین یتفاعلون مع ما حولهم للإحساس بوجودهم، كما أن البقاء بلا عمل من أسوأ ما یصیب الإنسان، كما تقول العبارة الشهیرة. ورغم ذلك فإنه یترتب على مثل تلك الحاجات أو الأمور الروتینیة أمراض واضطرابات نفسیة، قد یُصاب بها الإنسان بشكل تدریجي؛ إذ إن إصابته لا یمكن أن تكون مفاجئة، لكن انشغاله بالعمل ومجاهدته يجعلان تفكیره ینصرف عما یمكن أن تؤول إلیه حاله. ومن تلك الأمراض الاحتراق النفسي، أو ما یسمى بالإنهاك المهني. ویحدث أن یصاب المرء به بعد أن یسقط نفسیًّا بسبب تراكمات الضغط، ومحاولات التجاوز، وأحیانًا البحث عن الشغف. وقد أكدت بعض الأبحاث (2018) أن في كل بیئة عمل یتعرض أكثر من 23 إلى 54% من العمال والموظفین إلى الاكتئاب الناتج من التعرض للإرهاق.
وقد أشارت إحصاءات الهیئة التنفیذیة البریطانیة للصحة والسلامة في بیئات العمل إلى أن 595 ألف شخص في المملكة المتحدة كانوا یعانون الضغوط النفسیة المرتبطة ببیئات العمل في 2018.
ومع أن الإنهاك الوظیفي أمرٌ عام، ولا یخص وظیفة دون غیرها، إلا أننا درسنا في كلیة التربية مقررًا، أورد أن الاحتراق النفسي أحد الأمراض التي قد یصاب بها المعلمون، إلا أنه من اللافت أن وزارة التعلیم تتجاهل أو لا تلتفت لمثل هذا الموضوع مع القرارات المتتالیة التي تصدرها لمنسوبیها.
وبظني إن منسوبي التعلیم یتمتعون بإجازة اللاإجازة؛ فإجازتهم مملوءة بالترقب للقرارات، ومزدحمة بالتعلیمات من عینة ضرورة تحدیث البیانات في الأنظمة الحكومیة، ورفع طلب النقل، إضافة إلى متابعة حركات النقل.. إلخ. فمن یظن أنه مجاز یجد نفسه ـ على عكس بقیة التخصصات الوظیفیة ـ مجازًا بدنیًّا غیر مجاز ذهنیًّا، فكیف للمرء أن یخرج من دائرة العمل لیأخذ قسطًا من الراحة؟!
[ad_2]
Source link