[ad_1]
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 300 ألف أفغاني نزحوا داخليا بسبب اشتداد الصراع مؤخرا، وفي حزيران/يونيو، فرّ حوالي 40 ألف شخص أسبوعيا إلى إيران المجاورة.
العودة إلى الديار
في غضون ذلك، وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها المدنيون، فإن المزيد من الأشخاص يعودون إلى ديارهم من خارج البلاد. أحدهم مصطفى (اسم مستعار) فر من أفغانستان منذ 15 عاما بسبب انعدام الأمن.
وقد عمل كميكانيكي دراجات نارية في باكستان إلى أن أجبره الاقتصاد المتعثر، الذي فاقمته جائحة كـوفيد-19، وزيادة كراهية الأجانب، على إنهاء عمله هناك في نهاية العام الماضي.
يقول مصطفى: “لم تكن لدي حياة جيدة في باكستان والآن عدت إلى أفغانستان. كل ما أتمناه هو منزل صغير وفرصة لتعليم أطفالي. إذا تمكنوا من الذهاب إلى المدرسة، فسيكون هذا أكبر إنجاز في حياتي.” وكان مصطفى يقف عند معبر سبين بولداك على الحدود الأفغانية الباكستانية، وهو واحد من تسعة معابر حدودية رئيسية استولت عليها حركة طالبان في الأسابيع الأخيرة.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، شنت طالبان هجوما كبيرا على مستوى البلاد في أعقاب انسحاب القوات الأجنبية.
الترحيل والعودة الطوعية
منذ بداية جائحة كوفيد-19، تم ترحيل أكثر من 1.5 مليون شخص من باكستان وإيران، أو أنهم اختاروا المغادرة للعودة إلى أفغانستان. ويواصل أشخاص – مثل مصطفى – العودة على الرغم من المكاسب التي حققتها حركة طالبان على الأرض.
ويحتاج العائدون إلى طعام وملابس، وإيجار لمنزل جديد حيث فقد الكثيرون منازلهم، كما يحتاجون لدفع تكاليف النقل إلى وجهتهم النهائية. وتقدم المنظمة الدولية للهجرة الدعم للعديد منهم.
يقول ستيوارت سيمبسون، مدير بعثة المنظمة الدولية للهجرة في أفغانستان: “إن الوضع في أفغانستان يزداد سوءا يوميا من كل جانب.”
وأضاف أن الوقت ليس مناسبا لغض الطرف عن الوضع الحرج في أفغانستان. وقال: “هناك حاجة ماسة إلى الاهتمام الدولي والدعوة لنقل معاناة المدنيين الأفغان إلى العالم.”
وشدد على أن وقف إطلاق النار المتفاوض عليه يظل الحل الأفضل للسكان المدنيين في أفغانستان كي يبقوا آمنين، وبعدها تهيئة الظروف لتحسين تقديم الخدمات والوصول المطلوب ليحصل الأشخاص الضعفاء على الرعاية والمساعدة.
تقلص الفضاء الإنساني
تقدر الأمم المتحدة أن يحتاج ما يقرب من نصف السكان الأفغان، 18.5 مليون شخص، إلى دعم إنساني في عام 2021 للتعامل مع الأزمة متعددة الأوجه، الناجمة عن النزاع وكوفيد-19 وضعف النمو وانتشار الفقر على نطاق واسع.
مع ذلك، مع اشتداد القتال وانتشاره، يستمر التقلص الكبير لفضاء عمل العاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون المساعدة المنقذة للحياة.
يقول ستيوارت سيمبسون: “تؤكد المنظمة الدولية للهجرة على التأهب لاستمرار تدهور الوضع الإنساني. سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على برامجنا وتشغيلها من خلال التفاوض حول الوصول المستهدف مع أطراف النزاع للسماح بالتدخلات الحاسمة من أجل المضي قدما، ولكن فقط بقدر ما يمكننا ضمان سلامة طواقمنا.”
الهجمات على العاملين الصحيين
أدى الصراع إلى تسريع الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية في عموم البلاد، وإلى إغلاق المئات من المرافق الصحية، مما أثر بشكل كبير على جهود الدولة في مكافحة الجائحة.
وبالنظر إلى أن حركة الناس هي المحرك الأساسي لانتقال كوفيد-19 في أفغانستان، كانت عمليات العودة الكبيرة عبر الحدود بمثابة عامل مساعد للانتقال مع وصول محدود إلى اللقاحات.
وقال المسؤول في المنظمة الدولية للهجرة: “توافر اللقاحات ضد كوفيد-19 في أفغانستان منخفض للغاية. تلقى هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، ما يزيد قليلا عن ثلاثة ملايين جرعة. ولا يزال التردد في الحصول على اللقاحات مرتفعا، ولا يزال التوزيع العادل للجرعات المتاحة يشكل تحديا رئيسيا.”
يمكن تتبع أحدث حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 وأرقام التطعيم الخاصة بأفغانستان على موقع منظمة الصحة العالمية هنا.
’أنتمي إلى هذا البلد وهو ملك لي‘
مع تزايد انعدام الأمن في أفغانستان، هناك حقيقة واحدة واضحة: ستستمر المجتمعات في جميع أنحاء البلاد في التحرك بحثا عن السلام والأمن والوظائف والخدمات.
قال مصطفى: “عندما عبرت الحدود إلى بلدي الأصلي أفغانستان، أجهشت بالبكاء، لأنني عدت الآن إلى بلدي – مع أطفالي للمرة الأولى.”
وأضاف أنه “حتى لو كانت هناك حرب ومعارك، وحتى إذا كنت أعاني، فإنني أفضّل أن أكون في الوطن. إنني أنتمي إلى هذا البلد، وهو ملك لي.”
[ad_2]
Source link