كيف بدأ التحفظ الدفاعي يفقد هيمنته تدريجياً في بطولات المنتخبات الدولية؟

كيف بدأ التحفظ الدفاعي يفقد هيمنته تدريجياً في بطولات المنتخبات الدولية؟

[ad_1]

الاعتماد على الظهير المهاجم أصبح له تأثير كبير للغاية على أداء الفرق التي تلجأ للخطط الدفاعية

مع تلاشي الشعور بالخزي وخيبة الأمل في إنجلترا بعد خسارة المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 أمام إيطاليا بركلات الترجيح، من المهم أن نؤكد على أن يورو 2020 – بغض النظر عن انتهائها بشكل مخزٍ – كانت واحدة من البطولات العظيمة، وربما تكون الأفضل منذ يورو 2000. ويدفعنا هذا أيضاً للسؤال عن تأثير ذلك على نهائيات كأس العالم العام المقبل وما بعدها.

لقد ظلت كرة القدم الدولية على مستوى المنتخبات تمثل قمة اللعبة لفترة طويلة، وكانت البطولات الدولية هي الحدث الأهم والأبرز الذي كنا نرى فيه أعظم تركيز لأفضل اللاعبين على مستوى العالم. ثم في أواخر السبعينيات من القرن الماضي بدأت كرة القدم على مستوى الأندية هي التي تبرز وتصبح الأفضل، عندما أصبحت طرق اللعب التي تعتمد على الضغط العالي على حامل الكرة أكثر انتشاراً وأصبح المدير الفني بحاجة إلى وقت طويل من أجل تدريب اللاعبين على تطوير التفاهم المتبادل. ومن الناحية التكتيكية على الأقل، كانت كرة القدم على مستوى المنتخبات متأخرة ببضع سنوات عن كرة القدم على مستوى الأندية. وفي الآونة الأخيرة، كان هناك شعور بأن كرة القدم على مستوى المنتخبات وكرة القدم على مستوى الأندية عبارة عن شكلين مختلفين من الرياضة نفسها، وذلك لأن طرق اللعب بينهما كانت مختلفة تماماً.

وظل الحذر يهيمن على كرة القدم على مستوى المنتخبات لفترة طويلة. فنظراً لأن المديرين الفنيين للمنتخبات لا يكون لديهم الوقت الكافي لتدريب اللاعبين على طرق لعب متماسكة، سواء فيما يتعلق بالضغط على حامل الكرة أو اللعب الهجومي، فقد كانوا يفضلون الاعتماد على شيء أكثر وضوحاً، وهو الاعتماد على التكتل الدفاعي من أجل الحفاظ على نظافة الشباك على أمل أن يتمكن اللاعبون المبدعون من استغلال مهاراتهم في أي وقت لفك الشفرات الدفاعية للفريق المنافس وإحراز هدف قد يكون هو هدف الفوز في نهاية المطاف.

وهذه هي الطريقة التي فازت بها البرتغال بكأس الأمم الأوروبية عام 2016، وفرنسا بكأس العالم في عام 2018… المباراتان اللتان سجل فيهما المنتخب الفرنسي أربعة أهداف في البطولة كانتا نتيجة تألق الفرق المنافسة وإحرازها لأهداف بالشكل الذي أحرج فرنسا وأجبرها على الهجوم للتعويض أو بسبب ارتكاب المنتخب الفرنسي لبعض الأخطاء الدفاعية التي أجبرته أيضاً على اللعب الهجومي من أجل التعويض، وهو الأمر الذي قدم لنا لمحة عن القدرات والإمكانيات الهائلة التي يملكها المنتخب الفرنسي والطريقة التي كان من الممكن أن يلعب بها لو لم يفضل المدير الفني ديديه ديشامب اللعب بطريقة دفاعية. وحتى إسبانيا في 2010 و2012 وألمانيا في 2014 كانتا أقل شراسة هجومية من برشلونة وبايرن ميونيخ.

في ضوء ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الاتجاه التكتيكي العام والأكثر لفتاً للانتباه في هذه البطولات لكأس الأمم الأوروبية كان يتمثل في الاعتماد على ظهيرين قادرين على القيام بالدور الهجومي على النحو الأمثل. لقد اعتمدت إنجلترا والدنمارك وسويسرا وأوكرانيا وجمهورية التشيك وبلجيكا – ستة من أصل ثمانية منتخبات وصلت إلى الدور ربع النهائي للبطولة – على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، من أجل السماح للظهيرين بالتقدم للأمام. وبعد نهائيات كأس العالم 1994، لاحظ جاك تشارلتون، المدير الفني لجمهورية آيرلندا آنذاك، كيف أصبح الظهير هو أهم مركز على أرض الملعب من الناحية التكتيكية. وفي المباريات على مستوى الأندية، أصبح الظهير يقوم بأدوار هجومية بشكل متزايد، لدرجة أنه غالباً ما يتم الحكم عليه بناء على قدرته على المرور من المنافس وإرسال قدرات عرضية وليس بناء على واجباته الدفاعية.

لكن الحذر الغريزي للمديرين الفنيين للمنتخبات يعني أنهم يفضلون في كثير من الأحيان أن يظل الظهيران متأخرين قليلاً، وهو الأمر الذي أدى بالطبع إلى إثارة حالة من الجدل بشأن ضم الظهير الأيمن لليفربول ترينت ألكسندر أرنولد إلى قائمة المنتخب الإنجليزي قبل انطلاق يورو 2020. ومن المؤكد أن عدم تقدم الظهيرين للأمام كثيرا يكون له تأثير كبير للغاية على اللعب في الثلث الهجومي، حيث يؤدي ذلك إلى تقليل الخطورة الهجومية التي يقدمها الظهيران، ويحرم المهاجمين الذين يتحركون على الأطراف من المساندة الهجومية من الظهيرين. وتكون المحصلة النهائية أن الهجمات على مستوى المنتخبات تبدو ثابتة ومكررة في كثير من الأحيان.

وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: كيف يمكن الاعتماد على الظهير صاحب النزعة الهجومية بدون التضحية بالحذر الدفاعي الذي يفضله المديرون الفنيون للمنتخبات؟ يتمثل الحل الأسهل في إضافة لاعب آخر إلى قلبي الدفاع بحيث يعطي الظهير حرية التقدم للأمام واللعب كجناح، وهو الأمر الذي فعله المنتخب الإنجليزي في المباراة النهائية أمام إيطاليا، عندما تقدم الظهير الأيسر لوك شو وأحرز هدف التقدم.

لكن هذا الأمر يسيطر على تفكير معظم المديرين الفنيين خلال البطولات الكبرى، وكان المحرك الأساسي للطريقة التي اعتمد عليها المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت. لقد تحدث ساوثغيت مراراً وتكراراً عن البحث الذي أجراه حول نجاحات البرتغال وفرنسا. لقد أدرك ساوثغيت، بشكل لم يدركه سوى عدد قليل للغاية من مدربي المنتخب الإنجليزي، أن دور المجموعات لا يمثل سوى مصدر قلق بسيط، وأن القدرة على تحقيق نتائج كبيرة ضد منتخبات متوسطة المستوى ليست لها تأثير يذكر على ما إذا كان الفريق يمكنه بعد ذلك التغلب على المنافسين الحقيقيين على اللقب أم لا. وتعد هذه واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه محاولة تحليل كرة القدم على مستوى المنتخبات: ففي كل بطولة تقام كل أربع سنوات، حتى أفضل المنتخبات لا تلعب سوى نحو ست مباريات مهمة حقا، في حين أن المدير الفني لأي فريق على مستوى النخبة في الدوري الإنجليزي الممتاز يمكنه أن يلعب عشر مباريات على الأقل خلال تلك الفترة.

ربما تكون براغماتية ساوثغيت هي أعظم نقاط قوته كمدير فني، وهي التي ساعدته على تحقيق الفوز (بما في ذلك ركلات الترجيح) في خمسة انتصارات في مباريات خروج المغلوب في البطولات الكبرى، أي أكثر بمرتين من أي مدير فني آخر للمنتخب الإنجليزي. لقد حسّن ساوثغيت الأجواء المحيطة بالفريق، وجعل المنتخب الإنجليزي أكثر مرونة من الناحية التكتيكية، ويتحكم في زمام الأمور لفترات طويلة بشكل لم يكن من الممكن تصوره في السابق. وفي الوقت نفسه، ليس هناك نجوم عالميون في المنتخب الإنجليزي، وهو الأمر الذي ساعده على اللعب الجماعي، فكرة القدم الحديثة تعتمد على النظام والوحدة، وإذا لم يتمكن اللاعبون الموهوبون من التأقلم مع هذا الوضع فستكون هناك مشاكل كبيرة، كما حدث مع فرنسا والبرتغال.

وقد يكون هذا أيضاً أحد أهم أسباب تراجع منتخبات أميركا الجنوبية خلف المنتخبات الأوروبية، والدليل على ذلك أن الدور نصف النهائي لكأس العالم خلال الدورات الأربعة الأخيرة قد شهد صعود 13 منتخباً أوروبياً مقابل ثلاثة منتخبات فقط من أميركا الجنوبية، ولدرجة أن المباراة النهائية لكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) قد وصفت بأنها معركة بين ليونيل ميسي ونيمار! ولم تتأخر إنجلترا في النتيجة سوى تسع دقائق فقط في مجموع المباريات التي لعبتها في يورو 2020. ولو انحرفت ركلة الجزاء التي سددها ماركوس راشفورد بضع سنتيمترات إلى اليمين لربما فاز المنتخب الإنجليزي بكأس الأمم الأوروبية. وبالتالي، يجب التأكيد على أن البطولة كانت ناجحة بكل المقاييس للمنتخب الإنجليزي.

لكن هناك مصدرين للقلق: أولاً، لا يزال من الواضح أن رد فعل ساوثغيت بطيء خلال المباريات. إنه يجهز للمباريات بشكل جيد، لكنه ربما يفتقر إلى القدرة على توقع الأحداث والتصرف بناء على ذلك إذا سارت الأمور بطريقة مختلفة عن المتوقع. وفي هذا الصدد، كان هناك تشابه كبير بين ما حدث في مباراة الدور نصف النهائي لكأس العالم والمباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية.

لكن ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو المثال الذي قدمته إيطاليا وإسبانيا، اللتان لعبتا بطريقة 4 – 3 – 3 طوال الوقت، واللتان يتولى القيادة الفنية لهما مديران فنيان حققا نجاحات كبيرة على مستوى الأندية. وكان لدى كل منهما تفويض لإحداث تغيير جذري في صفوف الفريق، فرأينا المدير الفني لمنتخب إيطاليا، روبرتو مانشيني، يعتمد على الضغط المتواصل على المنافس والتمرير السريع للكرة، كما ساعد لويس إنريكي منتخب إسبانيا على اللعب المباشر. لقد أثبت كل منهما أنه من الممكن أن تلعب المنتخبات بالطريقة نفسها التي تلعب بها الأندية.

وقد كانت هناك بعض المقدمات لذلك خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا. إنها طريقة تنطوي على مخاطر عالية، وكانت إيطاليا محظوظة أكثر من مرة لأن لديها الصفات الدفاعية التقليدية التي تمكنها من تحقيق أهدافها في نهاية المطاف. أما بالنسبة لساوثغيت، فيكمن الخطر في أنه من خلال البحث في الماضي بدقة، فإنه ينتهي به الأمر إلى خسارة المعركة الأخيرة!




[ad_2]

Source link

Leave a Reply