أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، أن قمة قادة مجموعة العشرين تأتي هذا العام في ظل ظروف استثنائية فرضت فيها جائحة كورونا تحديات عديدة على العالم أجمع أعاقت الكثير من الأنشطة بمختلف المجالات، مشيراً إلى أن بلاده «واجهت التحديات بعزيمة وإصرار واقتدار».
وقال الأمير فيصل بن فرحان في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: «إن بلادي منذ أن تسلمت رئاسة مجموعة العشرين أعدت برنامجاً شاملاً وطموحاً بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة حثيثة وإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز»، حيث «ركّز البرنامج على ثلاثة محاور رئيسة، هي: تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة، وذلك من أجل العمل على تهيئة الظروف الملائمة التي تمكن الشعوب، وخاصة النساء والشباب، من العمل والازدهار».
وأضاف: «السعودية وضعت على رأس أولوياتها حماية الأرواح والاقتصاد من تبعات الجائحة، وأولت اهتماماً خاصّاً بمناقشة السياسات المتعلقة بالأفراد بمختلف اهتماماتهم والمجالات التي تمس حياتهم».
وبيّن الأمير فيصل بن فرحان، أن القمة الافتراضية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين بداية الأزمة، ناقشت سبل المضي قدماً في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة الجائحة، والتخفيف من آثارها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، ولحماية الاقتصاد العالمي وتعزيز التعاون الدولي، لافتاً إلى تقديم السعودية 500 مليون دولار أميركي لدعم الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الجائحة، وتخفيف الآثار التي يعاني منها العالم بسببها، شمل هذا المبلغ دعم منظمة الصحة العالمية، وتحالف ابتکارات التأهب الوبائي، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين.
ونوّه بأن «السعودية تسعى إلى دفع حلول السياسات لمعالجة الوباء، والعمل مع الشركاء الدوليين والمنظمات لتحقيق هذه الحلول»، كما «سعت انطلاقاً من مسؤوليتها إلى حشد الجهود الدولية وعقد المؤتمرات والاجتماعات الافتراضية على المستوى الوزاري ومجموعات التواصل المختلفة؛ إيماناً بأهمية التعاون الدولي المشترك، للمضي قدماً في مواجهة التحديات العالمية، والتخفيف من آثار الأزمات على شعوب العالم أجمع».
ولفت وزير الخارجية إلى أن اجتماع نظرائه في مجموعة العشرين سبتمبر (أيلول) الماضي تضمن مناقشة سبل تعزيز التعاون الدولي للتعافي من آثار الجائحة، ورفع مستوى الجاهزية للأزمات المستقبلية، و«أكدتُ أهمية فتح الحدود ولمّ شمل العائلات، وتعزيز التدابير لتحقيق الازدهار الاقتصادي، مع الأخذ بعين الاعتبار إجراءات الصحة والسلامة أثناء الجائحة».
وأبان الأمير فيصل بن فرحان أن «السعودية قدمت في الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن (توحيد الجهود العالمية في مواجهة التهديدات الصحية العالمية… مكافحة کوفيد – 19)، حيث رحّب بنتائج قمة القادة وبدعوتهم لاتخاذ إجراءات فعّالة ومنسقة لمكافحة هذه الأزمة العالمية، ودعا لتكثيف التعاون الدولي والجهود المتعددة الأطراف لمحاربة الأوبئة، وشدد على أن التعاون العالمي ضروري لضمان معالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والمالية السلبية للفيروس في الوقت المناسب ودون تمييز».
وأوضح أن «السعودية بادرت مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المتخصصة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاحتواء انتشار جائحة (كورونا) وضمان سلامة الأفراد»، مؤكداً عزم المملكة «في مضيها قدماً يداً بيد بجانب شركائها الدوليين لتحقيق الازدهار والنماء في العالم، والحفاظ على أمن وسلامة الشعوب، وإرساء دعائم الأمن والرخاء والاستقرار»، معرباً عن الشكر لمن يعمل «من أجل الإنسان في كل مكان».