حضارة بلا مثيل.. الأفلاج بعيون الرحالة “فيلبي”: ضيافة وسوق وعلاج

حضارة بلا مثيل.. الأفلاج بعيون الرحالة “فيلبي”: ضيافة وسوق وعلاج

[ad_1]

05 أغسطس 2021 – 26 ذو الحجة 1442
11:22 AM

رصد أنواع التمور وحقول الحبوب وقال: مشهد واحة ليلى ينبئ بازدهار سابق

حضارة بلا مثيل.. الأفلاج بعيون الرحالة “فيلبي”: ضيافة وسوق وعلاج غريب!

أكد الرحالة المستكشف البريطاني جون فيلبي، أن الأفلاج أكثر أقاليم وسط الجزيرة العربية عظمة، مشيراً إلى أنها تمتعت في الماضي البعيد نسبياً بدرجة من الثراء والازدهار تفوق بقدر كبير كل ما صار إليه شأنها في العهود اللاحقة، وهذا الاعتقاد تؤيده -بما لا يدع مجالاً للشك- البقايا والآثار الكثيرة لحضارة لم يُعرف لها مثيل في الجزيرة العربية المعاصرة؛ حيث جاء هذا التأكيد بعد زيارته لها عام (١٣٣٦هـ-١٩١٨م).

وفي كتاب “الأفلاج كما رآها فيلبي” للمؤلف عبدالعزيز بن محمد المفلح الجذالين، كشفت زيارة “فيلبي” للأفلاج عام ١٩١٨م إعجابه بالأفلاج التي عبر عنها عند قدومه لمدينة ليلى ومراكز الأفلاج وقراها.

فقال عن سوق ليلى: “ذهبتُ ورفاقي للسوق وهو مستطيل الشكل وليس متسعاً.. يحدّه من أحد الجوانب حائط القلعة (قصر الإمارة)، ومن الجهات الثلاث الأخرى صفوف من متاجر ذات طابق واحد، ستة عشر متجراً في كلّ من الجوانب الطويلة وأحد عشر في الجانب الثالث”.

وأضاف: “كان الفناء الذي يتوسط المتاجر مكتظاً بالمشترين والباعة المتجولين الذين يعرضون بضائعهم في سلال مكشوفة أو على الأرض، منها خضراوات وفواكه وكمية جيدة من الملابس المنسوجة في المنازل، وعلمت أن ليلى هي المدينة الوحيدة التي تضم سوقاً مهماً في الأفلاج، ولكن التعاملات في السوق أظهرت قدراً متوسطاً من النشاط التجاري”.

وأشار “فيلبي” إلى أن الأفلاج بها بساتين من النخيل متنوعة الإنتاج الممتاز من التمور أجودها وأعلاها سعراً “السري والصفري” وكلاهما من التمور كبيرة الحبة، وهناك نوع يسمى نبوت سيف قال: تمرته صغيرة ولكنها شديدة الحلاوة، ولكن يشيع الناس أن أكلها يسبب حرارة رغم أني تناولت كميات كبيرة منها أثناء إقامتي دون أثر ضار”.

وتابع: أما العينات المحلية الأخرى من التمر فهي: “خضري ومقفزي ومسكاني”، وهناك أيضاً الكثير من حقول الحبوب في وسط الواحة وكذلك في أطرافها، وهناك التنوع المعتاد: البرسيم وشجيرات القطن التي تزرع كفواصل، والرمان والتين والأعناب، والمشهد العام للواحة (ليلى) ينبئ عن ازدهار سابق ويوحي باضمحلال حالي (نسبياً).

ولم تقتصر زيارة “فيلبي” على ليلى فحسب؛ بل زار “أسيلة والعمار والخرفة والروضة والصغو وعيون الأفلاج والسيح وسويدان والرزيقية ومروان والبديع والأحمر والهدار وستارة والغيل”، مشيداً بكرم الضيافة الذي لقاه من الأهالي بالأفلاج، مشيراً إلى أنه لم يلقَ طوال إقامته بالجزيرة العربية ترحيباً وكرماً ومبالغة في الضيافة مثل ما وجده بالأفلاج.

وجاء في الكتاب اندهاش “فيلبي” واستغرابه من علاج العرب في تطبيب أخفاف إبل قافلته الجريحة في طريقة وصفها أنها فعّالة ولا تسبب الألم للإبل، إذ أنهم يطرحون الحيوان “الجمل” الجريح على جنبه ويجذبون رأسه ليلتصق بظهره وهكذا يمنعون تحركة بالكامل، فيأخذ المعالج قطعةً صغيرة في غالب الأحيان من جلد الإبل ويأتي بخيط من نفس الجلد وإبرة كبيرة، ثم يخيطون القطعة الجلدية كرقعة على موقع الجرح بحيث يمنع دخول أي جسم خارجي فيه، وبمرور الوقت تتداخل الرقعة الجلدية لتصير جزءاً من الخفّ”.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply