[ad_1]
وقع الانفجار في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس، في وقت كانت المدينة تأمل في التعافي من أزمة اقتصادية خانقة. منذ ذلك الحين، حشدت الأمم المتحدة مئات الشباب للتغلب على التحدي المتمثل في إعادة بناء العاصمة اللبنانية بيروت.
شباب بيروت يعيدون بناء المدينة
بعد الانفجار الذي هز أحد مستودعات المرفأ، هبّ الشباب لاستعادة العاصمة اللبنانية ومساعدتها على الوقوف على قدميها بدعم من صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
ومع عدم وجود فرص عمل في الأفق، وجدت رفح صعوبة في البقاء إيجابية وسط الدمار الذي لحق بمدينتها. لكن قدم لها مشروع اليونيسف، ولمئات آخرين غيرها، هدفا جديدا، حيث وفر لهم دخلا، وأوكل لهم مهمة شاقة: تنظيف بيروت وإعادة تأهيلها.
وفي أعقاب الانفجار، وضعت اليونيسف – بعد إجراء مسح “من منزل إلى منزل” – سلسلة من التقييمات الفنية للمباني الأكبر، وذلك بالتعاون مع شركائها على الأرض. وقدّروا أن 300 ألف شخص، من بينهم 100 ألف طفل، تضرروا بشكل مباشر من الكارثة.
ورفح هي جزء من شبكة شبابية قوية عددها 1,900 حشدتها الوكالة الأممية للتركيز على التنظيف وإعادة تأهيل المنازل، والأهم من ذلك، المساعدة في إعادة توصيل المنازل بإمدادات المياه التابعة للبلديات والخاصة.
كما يوفر برنامج “النقد مقابل العمل” المعرفة والتدريب من المهنيين المؤهلين بالكامل، وفي بلد اقتصاده في حالة حرجة، يوفر المساعدة المالية.
لا توجد فرص عمل في لبنان
ويحصل المشاركون، وهم في المقام الأول أكثر أفراد المجتمع ضعفا وفقرا، والذين لا يستطيعون العثور على عمل في سوق العمل المحلي، على أجر مقابل العمل. ويربط البرنامج أيضا هذا المجتمع الممزق بعضه ببعض، حيث يترابط الشباب والشابات من خلال العمل الجماعي، وهو هدف مشترك يتمثل في إكمال مشاريعهم بنجاح وتحسين محيطهم.
تقول رفح: “لا توجد فرص عمل في لبنان، لذلك ساعدني هذا البرنامج. الآن عندما أتطلع إلى الأمام، أشعر أنني فعلت شيئا لنفسي وهذا إنجاز رائع. لقد تغيرت شخصيتي كثيرا.”
ويقول زميلها محمد (24 عاما) إنه متفائل بنفس القدر بشأن الوقت الذي أمضاه في البرنامج: “نقوم بتدريب الشباب على فن الرسم، وبموازاة ذلك، نعل مع آخرين على إعادة تأهيل المنازل المتضررة من الانفجار والتي لم يتم إصلاحها منذ عام تقريبا.”
وأضاف يقول: “أنا سعيد لأنني اكتسبت مهارة، ولا أزال أتعلم. إنني أعمل الآن من أجل تأمين مستقبلي غدا. إن تحقيق أهدافي وبلوغ مستقبل أفضل، خصوصا في هذه الأوقات الصعبة، هو أمر مميز.”
درس في الصمود
ساعد طلاب المدرسة أيضا في إعادة الحياة والتعليم إلى المدينة مرة أخرى، وهم حريصون على العودة إلى مقاعد الدراسة في أقرب وقت ممكن. وساعدت الشقيقتان ميرا (12 عاما) وأمل (13 عاما) في إزالة الأنقاض من مدرستهما في الأشرفية في الأيام التي أعقبت الانفجار.
تقول أمل: “كنا نذهب إلى هناك منذ سبع سنوات. كان مثل منزلنا الثاني، فكيف لا نكون جزءا من عملية التنظيف؟”.
تضررت أكثر من 160 مدرسة في بيروت، مما أدى إلى تناثر أكوام الأنقاض والزجاج المكسور عليها، وتركها بدون أبواب ونوافذ.
وكان إعادة فتح المدرس تحديا آخر أمام نظام التعليم في لبنان، الذي كان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وتأثير جائحة كـوفيد-19.
ويعتبر ضمان حصول الأطفال على التعليم أولوية رئيسية بالنسبة لليونيسف. إذ يوفر التعليم فرصا للمستقبل، وشعورا بالحياة الطبيعية لكل من الأطفال والأهالي. كما أنه يوفر شعورا بالأمل ومساحة آمنة للأطفال الذين يعانون من الصدمات.
يقول المسؤول عن التعليم في يونيسف – لبنان، عاطف رفيق: “بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمباني التعليمية والبنى التحتية، فاقم الانفجاران أيضا من خطر عدم تمكن الأطفال، خصوصا الأكثر ضعفا، من الالتحاق مجددا بالمدرسة والتعلم. لذا، فنحن بحاجة ماسة إلى بذل كل جهد ممكن لإعادة تأهيل المدارس في أسرع وقت ممكن وانتشالها من الفوضى والدمار”.
بدعم من الأمم المتحدة، تم حشد الموارد بسرعة لإعادة تشغيل المدارس التي تعرضت لأضرار طفيفة ومتوسطة في أسرع وقت ممكن. تم تنسيق إعادة الإعمار وإعادة التأهيل على نطاق واسع بشكل فعال مع اليونسكو والشركاء الآخرين.
كما ساعد تدخل اليونيسف في إعادة مدارس بيروت إلى شكلها الطبيعي وتمكينها من الاستعداد الكامل للترحيب مجددا بطلابها عند استئناف التعليم بدوام كامل.
تقول ميرا: “الدراسة عبر الإنترنت جيدة، لكن المدرسة أفضل. لا شيء يحل محل تجربة التعلم في الفصل الدراسي.”
[ad_2]
Source link