عندما نسي حزب النهضة مقولة الشابي – أخبار السعودية

عندما نسي حزب النهضة مقولة الشابي – أخبار السعودية

[ad_1]

ما حدث في تونس يؤذن بقرب انتهاء العمل السياسي العلني الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين تحت غطاء أحزابها بمسمياتها المختلفة، أو على الأقل انتهاء مرحلة تصدرها للواجهة السياسية كحزب حاكم في بعض الدول منذ عام 2011. فشل التنظيم في مصر فشلاً ذريعاً وهدد أمنها القومي ودمر اقتصادها فثار الشعب المصري مرة أخرى بدعم جيش وطني لإنقاذ مصر. في السودان كان لا بد من إنهاء حكم التنظيم الذي حول البلد إلى نموذج للانهيار الكامل وموطن للتنظيمات الإرهابية، وأضاع نصف السودان وفي أواخر مرحلته باع أجزاء استراتيجية من ترابه الوطني، وقد أظهرت الملفات السرية بعد إزاحة التنظيم حجم وخطورة المؤامرات التي نفذها.

وفي الدول الأخرى التي ما زال فيها التنظيم يمارس دور الشريك في السلطة تتكشف مع الوقت جوانب عجزه وضحالة فكره السياسي وميكافيليته، بل واستهتاره بالسيادة الوطنية والأمن القومي ومقدرات الأوطان، ومن أمثلة ذلك فشل حزب العدالة والتنمية في المغرب بعد اختباره في السلطة، وممارسات حزب الإصلاح اليمني الإخواني الذي ينفذ أجندات خطيرة في أزمة اليمن، بيد أن التكتيك في تونس كان مختلفاً وذلك ما ساعده على البقاء مدة أطول بسبب المكر والخبرة التي يتمتع بها راشد الغنوشي، ونفسه الطويل في المناورة السياسية، واستطاعة حزبه السيطرة على السلطة التنفيذية، لكن الغرور والصلف لم يمكناه من توقع ما يمكن أن تؤول اليه الأمور، وما يمكن للشعب أن يفعل، وما قد يضطر رئيس الدولة لاتخاذه من قرارات حاسمة لإنقاذ تونس.

حزب النهضة حول البرلمان التونسي إلى مسرح للعبث والمهاترات والمؤامرات وتمرير تشريعات خطيرة على الأمن والاقتصاد والسلم الاجتماعي، ولم يهتم بمصلحة الشعب التونسي حتى أوصله إلى أسوأ الأوضاع المعيشية والصحية. مارس الاغتيالات السياسية لمعارضيه وتبنى الإرهاب وتحالف مع الأنظمة التي تتبنى مشاريع الفوضى في العالم العربي. لكنه مع طغيان نشوته بالحكم نسي أن الذي قال:

«إذا الشعب يوماً أراد الحياة» كان تونسياً، وبقيت مقولته أيقونة تأريخية.

حزب النهضة هو آخر ذيول تنظيم الإخوان في واجهات الحكم الذي تسقطه الشعوب التي انخدعت به، لقد أعطي فرصة نادرة استمرت زهاء عشر سنوات لكنه أثبت عدم صلاحيته لمسؤولية الحكم، وبذلك سقطت كل ادعاءات وشعارات ومظلوميات التنظيم الفاسد، وليس أمامه سوى العودة إلى العمل السري الذي اعتاد عليه عبر تأريخه ولا يُحسن غيره. لقد أسقطت تونس آخر ورقة توت إخوانية.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply