[ad_1]
ولأن التقدم التكنولوجي ساهم في تغيير طرائق التعليم، فمن الطبيعي أن يتغير دور الأستاذ الجامعي الذي كان ينظر له على أنه ناقل للمعرفة فقط، وأصبح من المنتظر أن يساهم بدور أكثر تطوراً لنرى بوارق المجد تلوح في الأفق.
الدور المنتظر للأستاذ الجامعي في عصر المعرفة أن يكون مُلهماً لطلبته بما يمتلكه من براعة علمية ليسترسلوا في السير على طريق العلم، ومحفزاً لهم على الإبداع والابتكار، لتحويل المعرفة إلى قيمة حقيقية ملموسة، واستثمارها لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية.
من المهم أيضاً أن يكون الأستاذ الجامعي موجها لأخلاق وقيم واتجاهات الطلاب في زمن تئن فيه القيم والمبادئ النبيلة بسبب التلوث القيمي والفكري، وأن يعزز السلوكيات العلمية الخلاَّقة لطلبته، ويخلق روح التحدي والمنافسة لديهم للوصول إلى حلول مبتكرة للقضايا المعاصرة، وأن يركز على عملية التعلم نفسها ونتائجها أكثر من تركيزه على خطة المنهج، وفي عصر المعرفة لا بد أن يصل إلى قناعة راسخة بأن طلاب اليوم هم أهم دعائم البنيان الوطني المتكامل، ولن يستقيم جهد في كل المجالات بدون استقامتهم ومساهمتهم.
في المقابل لم يجد بعض المعارضين لمبدأ التطور بداً من الإصرار على أن دور الأستاذ الجامعي محصور في إفراغ العلوم والمعارف في عبارات رشيقة، وتطويع الأداة اللغوية لتصوير ما يريد أن ينهيه في ذهن الطلاب من المعارف فقط، وأن الطلاب، تبعاً لذلك، منهم من يقوم بتوظيف المعارف التي حصل عليها لتحقيق أحلامه وطموحاته، والبعض الآخر منشغل في فهم المعارف نفسها، وآخرون لم يفهموا المعارف ولا كيفية توظيفها، والخاسر الأكبر من عدم تطور دور الأستاذ الجامعي هو الوطن.
الجامعات السعودية غنية بالكثير من أعضاء هيئة التدريس ممن لديهم باع طويل في ميادين العلوم المختلفة لدرجة العمق والإتقان، ويمتلكون القدرة الفكرية على مواكبة التغيير ومواجهة التحديات العلمية والثقافية، ولديهم الوقود العلمي للقيام بدور أكبر وأهم للعمل الأكاديمي.
حاجتنا هي استخدام أداة التأثير البناء الإيجابي لاستنهاض طاقات الطلاب ومهاراتهم الفكرية والعلمية وتوجيهها واستثمارها ودعمها، والبعد عن الاتكاء على عصي المعارف المتوفرة في الكتب، والانتقال إلى مرحلة الاعتماد على قبس الحماس المنبثق من عقول وأفئدة الطلاب، لتحقيق الإبداع والابتكار في القطاعات المختلفة في الدولة، لصنع حضارة مميزة ومجد فريد.
dr_aljaeed@hotmail.com
[ad_2]
Source link