[ad_1]
20 يوليو 2021 – 10 ذو الحجة 1442
09:50 PM
كل المسميات ذات دلالات خاصة وتعبّر عن مكانتهما
رغم كثرتها فالشائع على الألسنة منها قليل .. ما الأسماء التي عُرِفت بها الكعبة ومكة؟
أدى حجاج بيت الله طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة، اليوم (الثلاثاء)، باعتبار أن الطواف هو أحد الأنساك الأربعة، التي يؤديها الحاج في أول أيام عيد الأضحى، الذي وصف في القرآن الكريم، بـ”يوم الحج الأعظم”؛ نظرًا لما يؤدي من رمي الجمرات، والحلق، وذبح الهدي لمن عليه دم، وطواف الإفاضة حول الكعبة، التي عرفت تاريخيًا بأسماء مختلفة ذات دلالة، كما عرفت مكة المكرمة أيضًا بأسماء عديدة ذات مغزى في إطلاقها، فما تلك الأسماء التي وصفت بها الكعبة ومكة؟ وما أسباب شيوع القليل منها على الألسنة؟
أورد المؤرخ أبو الوليد الأزرقي، المتوفى منتصف القرن الثالث الهجري، في كتابه “أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار”، الأسماء التي أطلقت على مكة المكرمة والكعبة المشرفة، وبيّن أن الأسماء التي سميت بها الكعبة هي: الأول، “الكعبة”، وقد سميت بالكعبة؛ لأنها مكعبة على خلقة الكعب، وكان الناس يبنون بيوتهم مدوّرةً تعظيمًا للكعبة، فأول من بنى بيتًا مربعًا حميد بن زهير، فقالت قريش: ربّعَ حميد بن زهير بيتًا، إما حياةً وإما موتًا. والثاني، “البيت العتيق”، وسميت الكعبة بـ”البيت العتيق”؛ لأن الله أعتقها من الجبابرة فلا يتجبرون فيها إذا طافوا، وكان البيت يدعى “قادسًا” ويدعى “ناذرًا” ويدعى “القرية القديمة”، ويدعى “البيت العتيق”، وقال مجاهد: “البيت العتيق أعتقه الله عز وجل من كلّ جبارٍ، فلا يستطيع جبارٌ يدّعي أنه له، ولا يقال: بيت فلان، ولا ينسب إلا إلى الله عز وجل”.
والاسم الثالث: “أول بيت”، وهو اسم الكعبة المستمد من الآية 96 في سورة آل عمران: {إنّ أولَ بيتٍ وُضعَ للناسِ لَلَّذيْ ببكَّةَ مُبارَكًا}، والرابع، “المسجد الحرام”، سميت الكعبة به؛ لأنّ الله حرم القتال في مكة المكرمة إلى يوم القيامة، فلا يجوز القتال فيها، ولا قطع شجرها، ولا التقاط لقطتها إلا من عرفها، ولا عضد شوكها، ولا يجوز أن يُنفر صيدها، واشتقاقًا من هذا الاسم تسمى الكعبة أيضًا بـ”الحرم المكي”، الخامس، “البيت المعمور” وسميت به الكعبة نسبة إلى “البيت المعمور” وهو كما روى قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “مسجد في السماء بحذاء الكعبة لو خر لخر عليها، يدخله سبعون ألف ملك كل يوم إذا خرجوا منه لم يعودوا”.
أما أسماء مكة المكرمة، فأطلق عليه عددًا من الأسماء أيضًا هي: الأول، “مكة” وسميت مكة؛ لأنّها مكان يقصده الناس، لعبادة الله فيه؛ ويأتونها من كل مكان، وقالوا سُمِّيت به أيضًا؛ لأنها لا يفْجُر بها أحد، إلا بُكَّت عنقه؛ فكان لا يصبحُ إلّا وقد الْتوَتْ عنقه، وذكر أنها سُمِّيت مكة؛ لأنها تمكّ من ظلم واعتدى، أي يُضَر بسببها، الثاني، “أم القرى”، وهو اسم يطلق على مكة المكرمة ومستمد من قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ} (سورة الشورى: الآية 7)، الثالث، “بكة” وهو اسم تسمى به مكة ومستمد من قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} (سورة آل عمران: الآية 96)، ومعنى بكّة “موضعُ البيت”، أو الإشارة إلى أن أقدام زائريها يبكّ بعضها بعضًا.
والاسم الرابع لمكة، “البلد الأمين” وهو مستمد من الآية الثالثة في سورة التين {وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}، وهناك أسماء أخرى لمكة أوردها “الأزرقي” في كتابه هي: أم رحم، والحاطمة تحطم من استخف بها، والباسة تبسّ المعتدين بسًّا، أي تخرجهم إخراجًا إذا اعتدوا وظلموا، والأسماء الأخيرة مثل الأسماء التي سبقتها ذات دلالات متعددة على مكانة مكة وفضلها عند الله، والملاحظ على أسماء مكة المكرمة والكعبة المشرفة أنها رغم كثرتها إلا أن الشائع على الألسنة منها قليل؛ ويعود ذلك إلى ما درج عليه المسلمون من التماس المشهور من الأسماء، والأسهل نطقًا كذلك، وربما الأسرع في التعبير وهي المسميات التي تتركب من كلمة واحدة.
[ad_2]
Source link