تفانوا.. وأخلصوا.. تسابقوا في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير سبل الراحة لهم، والعمل على مساعدتهم وتلبية كل احتياجاتهم. هكذا ضرب رجال الأمن في الحج أروع الأمثلة النبيلة، والعمل المخلص، الذي ظهر جلياً وسط المشاعر المقدسة، ليرفعوا شعار «خدمة الحجاج شرف لنا».. وتعمل منظومة الحج الأمنية بتنسيق وتماهٍ متكاملين وفق خطط إستراتيجية أمنية؛ هدفها الأول تأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام؛ والحرص التام على تمكينهم من أدائهم النسك في المشاعر المقدسة بأمن وأمان وفق منظومة أمنية تعمل على مدار الساعة.

إنه شرف الزمان وشرف المكان وعظم المسؤولية الملقاة على رجال الأمن المشاركين في تنظيم الحج، جعلتهم يخدمون ضيوف الرحمن بكل جد وإخلاص وإتقان أداء للواجب وابتغاء للأجر والمثوبة. وتضطلع رئاسة أمن الدولة التي تعتبر أحد أركان هذه المنظومة بمهمات متعددة وفق مفهوم الأمن الشامل للحج. ومن ضمن منظومة الحج الأمنية قيادة طيران الأمن المنوط بها القيام بطلعات جوية يومية تشمل المسجد الحرام والمناطق المحيطة به والطرق المؤدية إليه في إطار خطة شاملة تربطها مع جميع الأجهزة الحكومية والأمنية لتقديم كافة سبل الراحة لضيوف الرحمن في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة لتهيئة الأجواء المناسبة لهم ليتفرّغوا لأداء مناسكهم الدينية بكل يسر وسهولة.

وتأتي مهمات طيران الأمن لتشمل تنفيذ مهمات المسح الأمني والاستطلاع الجوي والإسناد للأجهزة الأمنية ورصد الحركة المرورية ومهمات الإسعاف والإخلاء الطبي والإنقاذ والإطفاء وتقديم الدعم اللوجيستي لجميع الأجهزة الحكومية عبر طائرات مزودة بأحدث أجهزة المراقبة والمتابعة والتحليل والرصد للظواهر الأمنية والمرورية من الجو.

ولا يمكن الحديث عن تكامل الأدوار في منظومة الحج من دون الحديث عن جهود رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم الميدانية أو التي تعمل داخل مراكز تنظيم الحشود الكبيرة في الحرمين والمشاعر المقدسة في قطاع الأمن العام، ووزارة الداخلية، ومركز العمليات ٩١١، ووزارة الدفاع، والدفاع المدني في موسم الحج؛ إذ تعمل المنظومة الأمنية وفق خطط تكاملية تحت شعار «خدمة الحجاج شرف لنا». إنها منظومة الأمن الشاملة للحج.. متأهبة.. راصدة متناغمة..

أمن على الأرض.. وتأمين من السماء.. تأهب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.