الطواف بالبيت للرجال والنساء عراة.. كيف كان يحج العرب بالجاهلية؟

الطواف بالبيت للرجال والنساء عراة.. كيف كان يحج العرب بالجاهلية؟

[ad_1]

19 يوليو 2021 – 9 ذو الحجة 1442
03:59 PM

ابتدعوا طقوسًا مختلفة ولم تكن الشعائر موحدة.. وبلغ عدد الكعبات 22

الطواف بالبيت للرجال والنساء عراة.. كيف كان يحج العرب بالجاهلية؟

تكمن غاية الحج ومقصده في الإسلام في إقامة التوحيد الخالص لله، والالتزام بطاعته، وتحقيق تقواه، ولقد استُمِدت شعائر الحج ومناسكه من قصة انقياد إبراهيم عليه السلام لله، عندما أمره بالانتقال بزوجته هاجر وابنهما إسماعيل من بلاد الشام إلى مكة؛ حيث أسكنهما في البيت الحرام.

وكان يومئذ البيت الحرام واديًا مقفرًا غير ذي زرع، وخاليًا من العمران تمامًا، وسعت هاجر بين الصفا والمروة بعد أن نفدت مؤونتها من الماء والتمر، وتفجر بئر زمزم، وانصاع إبراهيم لأمر ربه بذبح ابنه إسماعيل، فمن وقائع تلك القصة استمد الحج مناسكه ومعانيه، التي ترمز إلى توحيد الله والانقياد له بالطاعة والعبادة.

واستمر العرب في المحافظة على هذه المناسك والمعاني ردحًا من الزمن، منذ أمر الله إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج، بعد انتهائه وابنه إسماعيل من بناء الكعبة المشرفة، لكن مع مرور الزمن انحرف العرب عن المناسك والمعاني التي علمهم إياها إبراهيم، فأشركوا بالله، واستحدثوا وابتدعوا طقوسًا وتقاليد وثنية اختلطت بشعائر الحج، فخرج الحج عن إطار الشعائر الموحدة، وأصبح هناك عدة أشكال من المناسك، ولم يعد المسجد الحرام أو مكة هي المكان الوحيد الذي يقتصر عليه الحج، فقد تعدّدت الأماكن أو بيوت الآلة التي كان يحج إليها العرب، وبلغ عدد الكعبات التي يحج إليها العرب 22 كعبة؛ منها الكعبة اليمانية، وكعبة غطفان، وكعبة نجران، وكعبة رثام في صنعاء.

كثرة الأوثان

ومن الأماكن الشهيرة التي كان بعض العرب يحجون إليها: “بيت اللات” في الطائف، وكان اللات في الأصل رجلاً من ثقيف يَلِت “يعجن” العجين للحجاج، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ: لم يمت ولكن دخل في الصخرة، فاتخذوا الصخرة وثنًا، وبنوا عليها بيتًا يحجون إليه، وكذلك “بيت الأقيصر” في مشارف الشام، وكان مقصد القبائل من قضاعة ولخم وجذام وعاملة، يحجون إليه ويحلقون رؤوسهم عنده، بحسب ما ورد في كتاب “مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول” لأحمد إبراهيم الشريف.

ويشير تعدد أماكن الحج لدى العرب في العصر الجاهلي قبل الإسلام إلى كثرة الآلهة والأوثان التي كانوا يعبدونها من دون الله، وابتعادهم عن الرسالات التوحيدية التي جاءهم بها الرسل ومن بينهم إبراهيم عليه السلام.

ولم يقتصر تفرق العرب على اختلافهم في وجهات الحج وأماكنه، فامتد الاختلاف إلى الشعائر المتبعة في الحج إلى مكة، وانقسم العرب تبعاً لطقوسهم إلى ثلاثة أقسام: الأول ضم قبائل الحُمْس، وقد سموا بذلك لتحمسهم وتشددهم في معتقداتهم بذريعة أنهم على شريعة أبيهم إبراهيم، وهم قريش وكل ما ولدت من العرب، وكنانة، وجديلة، وخزاعة لنزولها مكة، وكان الواحد منهم يتقلد قلادة من لحاء السمر إذا خرج من بيته قاصداً الحج، ويبدون حجهم بالإهلال والتلبية لأصنامهم، وكانوا، كما ورد في كتاب “معجم آلهة العرب قبل الإسلام” لجورج كدر، لا يقفون بعرفة، وإنما في مزدلفة حتى يقضوا نسكهم، ويطوفون بالصفا والمروة إذا انصرفوا من مزدلفة، ولا يطوفون بالبيت إلا في حذائهم وثيابهم الجديدة، ولا يمسون المسجد بأقدامهم تعظيمًا لبقعته، كما كانوا لا يأكلون اللحم في الحج.

النحر للأصنام

وضم القسم الثاني قبائل الحُل، وهم الذين يسكنون خارج حدود الحرم في مكة؛ ومنهم: تميم بن مرّ كلها غير يربوع، ومازن، وضبّة، وحميس، وظاعنة، والغوث بن مرّ، وعدوان، وخثعم، وبجيلة، وأسد، وطيئ وبارق، وكانوا إذا خرجوا للحج يحرمون على أنفسهم البيع والشراء إلا اللحم، كما يحرمون الصيد خلال فترة الحج، ويمنح أغنياؤهم كل أموالهم أو معظمها للفقراء أثناء الحج، ويقفون بعرفة، ولا يلبسون إلا ثيابهم التي أدوا النسك فيها، فإذا دخلوا مكة بعد فراغهم تصدقوا بملابسهم وأحذيتهم، واستأجروا ملابس أخرى من قبائل الحمس التي كانت تفرض على كل العرب ألا يدخلوا الحرم بملابس الحل ويستبدلوها بثياب الحرم، فكان أبناء قبائل الحل إذا لم يجدوا ثيابًا طافوا بالبيت عراة حفاة، ومدة طوافهم أسبوع، وكانت نفس طقوس العري تسري على نساء الحلة؛ فمنهم ما كانت تطوف عارية وتستر نفسها بيديها من الأمام والخلف، أو تضع سيورًا على جسدها، أو تطوف بالبيت ليلًا.

وشمل القسم الثالث قبائل الطلس؛ وهم: سائر أهل اليمن، وأهل حضرموت، وعك، وعجيب وإياد بن نزار، وكانت طقوسهم مزيجًا من طقوس قبائل الحمس وقبائل الحل، فكانوا يقفون مع الحل بعرفة ويتصدقون بملابسهم مثلهم، غير أنهم لم يكونوا يتعرون عند الطواف بالكعبة، واختلفت صيغ التلبية للحجاج الذين يقصدون مكة، فقريس كانت تردد عبارة: “لبيهم اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك”. وكانت تتوجه بالتلبية للوثن “إساف”، وكانوا يبيتون ليلة العاشر من ذي الحجة في مزدلفة، ثم يفيضون عند الشروق إلى منى، ومنها يرمون الجمار وينحرون الأضاحي، غير أنهم كانوا ينحرون على الأنصاب أو قرب الأصنام، وتوزع اللحوم على الحاضرين وتترك بقيتها للسباع والطيور الجارحة، وكما تبين فقد كانت أنساك العرب في الحج عبارة عن طقوس وثنية بعيدة تمامًا عن معنى التوحيد الخالص الذي يقوم عليه الحج في معانيه وشعائره في الإسلام.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply