[ad_1]
17 يوليو 2021 – 7 ذو الحجة 1442
01:17 PM
الملك فهد أمر بترميمها بالكامل من داخلها وخارجها على أحسن وجه
الكعبة المشرّفة.. قداسة ممتدة عبر القرون ومهوى أفئدة المسلمين
بقيت الكعبة المشرّفة موضع شوق ملايين الناس وتوقهم على مدى قرون طويلة، تشرئب لرؤيتها الأعناق، فكم من تضحيات عظمى بُذلت في سبيل الوصول إليها، يفدون إليها من شتى بقاع الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وحالاتهم المعيشية، اجتمعوا على أمل رؤيتها، فكان هذا المبنى المكعب منتهى غاياتهم وأغلى أحلامهم، وأسمى أهدافهم.
تمثل الكعبة المغطاة تماماً بكسوة سوداء، مهوى أفئدة المسلمين، وأول بيت وُضع في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له، كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، وهي محط الأنظار وقبلة المسلمين.
وتنبع قدّاستها من كونها قبلة العالم الإسلامي، فمئات الملايين يولون وجوههم إليها أثناء صلواتهم ، يشعر كل مَن يراها برهبة عظيمة، تتجلى عند مشاهدتها والطواف بها عظمة الخالق، وانكسار المخلوق الطامع في نيل رحمة رب العباد.
وتعود قصة بنائها إلى حقبة خليل الله إبراهيم -عليه السلام- حين أرشده ربه إلى مكان الكعبة المشرّفة، وأمره ببنائها، فبناها، ودعا إبراهيم -عليه السلام- الله عزّ وجلّ أن يجعله بلداً آمناً، وأن يتوافد إليه الناس، قال تعالى: (رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا)، وقال تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)، وبعدها بدأ المسلمون يتقاطرون إليها رغبة وطمعاً وأملاً في الأجر العظيم والثواب الجزيل.
وكانت الكعبة موضع تعظيم وإجلال الناس والولاة على مكة المكرّمة، يعمرونها ويجدّدون بنيانها عند الحاجة، ويكسونها، ويحتسبونه فخراً وتشريفاً لهم، حتى جاء الإسلام فزاد في تشريفها، وحثّ على تعظيمها، وتطهيرها، وكساها الخلفاء والأمراء عبر التاريخ.
وأعادت قريش بناء الكعبة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنوات وتركت جزءاً من البيت بما عُرف بحجر إسماعيل؛ لأن النفقة قد قصرت بهم.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم -عليه السلام-، وأن يُدخل الجزء الذي تركوه من الكعبة، وأن يجعل لها بابين لاصقين بالأرض، كما في حديث عائشة رضي الله عنها “لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت، فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين باباً شرقيّاً، وباباً غربيّاً، فبلغت به أساس إبراهيم” رواه البخاري.
وفي سنة 64هـ لما تولى حكم الحجاز عبدالله بن الزبير -رضي الله عنهما-، بَنَى الكعبة المشرّفة على ما أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، مشتملة على ما تركته قريش، وجعل لها بابين، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه.
وفي سنة 74هـ في عهد عبدالملك بن مروان، حاصر الحجاج مكة المكرّمة، وكتب إلى عبدالملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير قد بنى البيت على أسس نظر إليه العدول من أهل مكة المكرّمة، يعني به قواعد إبراهيم -عليه السلام-، فأمره بأن يرد الكعبة على البناء الأول الذي بنته قريش-، فنقض البناء من جهة الحجر، وسد الباب الذي فتحه ابن الزبير، وأعاده إلى بناء قريش.
واتفق المؤرخون على أن الكعبة المشرّفة بقيت على بناء عبد الملك بن مروان ولم تحتج إلى بناء جديد، ولم يصبها خراب في الجدران، وكل ما احتاجت إليه إنما هو ترميمات وإصلاحات، حتى نزل بمكة في صباح يوم الأربعاء 19 شعبان 1039هـ مطرٌ غزيرٌ تأثرت الكعبة من جرّاء ذلك، وأعيد بناء وترميم ما تضرّر منها في 2 ذي الحجة 1040هـ.
ولما جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عندما لوحظ بعض التلف في بعض أجزاء الكعبة المشرّفة المصنوعة من الخشب، وكان السقف أكثر تعرضاً للتلف من غيره وكذلك الأعمدة الخشبية، فخيف على الكعبة من هذا الضعف والتآكل؛ فأمر بترميم الكعبة المشرّفة ترميماً كاملاً شاملاً من داخلها وخارجها على أحسن وجه، وبُدئ العمل في شهر المحرم عام 1417هـ، وانتهي منه في السنة نفسها في شهر جمادى الآخرة.
[ad_2]
Source link