الحربش: الحديث عن القراءة يشبه الحديث عن العشق! – أخبار السعودية

الحربش: الحديث عن القراءة يشبه الحديث عن العشق! – أخبار السعودية

[ad_1]

أكد الطبيب والكاتب الدكتور عدي الحربش أنّ الحديث عن القراءة يشبه الحديث عن العشق، والحديث عن الكتب يشبه الحديث عن الحبيبات، وأضاف في اللقاء الذي نظمته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وقدمه الدكتور فهد العليان ضمن برنامج المكتبة «تجاربهم في القراءة» أنه سيحاول تذكّر أبرز الكتب التي ابتاعها من المكتبات التجارية، واسترجاع القصص التي حدثت له فيها، وسيجعل من المكتبات علامات طريق ترشده إلى أين يمّم بوجهه في هذه الأماكن القصيّة والفسيحة من الذاكرة؟!

الحربش وصف هذه المحاولة بالوقوف على الأطلال، فبعد أن أمضى ثماني سنوات في الخارج ثم رجع إلى المملكة للعمل قبل عشر سنوات، حاول الإلمام ببعض ما يتذّكر من مكتبات طفولته، إلاّ أنّه تفاجأ بأنّ كثيراً منها تحوّل لقرطاسيّات تبيع مستلزمات الطالب بدل أن تبيعه كتباً، والبعض الآخر إما أُقفِل، أو بدا في عينيه أصغر مساحةً وأقل شأناً مما كان يختزله في ذاكرته بكثير، وأضاف أن ذاكرته تتردد بين أول كتاب اقتناه بين اثنين لا يدري أيهما كان أسبق: قصص النبيين لأبي الحسن الندوي، وكليلة ودمنة لابن المقفّع، فالأول كان هدية من أمه التي كانت صوتاً للقلب تحثه على الالتزام الديني، والثاني من والده الذي ما زال صوتاً للعقل، يحذّره من مهالك السياسة ويزيّن كلامه بمقدار كبير من الفصاحة والحكمة والوقار.

وكان الحربش في اللقاء قد استعاد المكتبات التي كان لها دور كبير في تشكيل ثقافته ووعيه كبحر العرب في حيّ الملز، ومكتبة الحرمين، ومكتبة طارق في الملز، ومكتبة دار العلوم الواقعة في العقارية بالملز في شارع الستين لصاحبها عبد الله بن ناصر العوهلي، وأكشاك الكتب في المطارات، وفي الملاهي، والمحال التجارية، ومكتبة والده الكاتب والطبيب جاسر الحربش؛ التي كان كما يقول يتسلل إليها ليلاً وكأنه يبحث عن أبيه في كتبه، ويستعيض عن غيابه بما يقرأه، فيفتش في معجم البلدان، وفي البخلاء، ورسائل الجاحظ، والإمتاع والمؤانسة، ورسالة الغفران، وغيرها من الكتب التراثية والأدبية والطبية، لكنّ أكثر من أثّر فيه ودمغه بطابعه كان طه حسين، الذي تعرّف على كتبه في مكتبة والده، وأنه يدين له بكثير من الجرأة المعرفية والشك وإمعان النظر.

لم تتوقف رحلة عدي الحربش مع القراءة عند هذه المكتبات، فقد امتدت إلى حيّ الروضة بعد الانتقال إلى منزلهم الجديد في أثناء دراسته الثانوية، فارتاد مكتبة اللواء ومكتبة المؤيد، ثمّ توسّعت دائرة القراءة لديه بأن صار يتقن القراءة بالإنجليزية، وامتلاكه سيارة مكنته من زيارة مكتبات أبعد خارج محيط الروضة، لتشمل فروع مكتبة جرير، ومكتبة العبيكان، ومكتبة الشقيري التي كانت تحتوي على ترجمات إنجليزية عديدة لأفضل الأعمال العالمية.

أما علاقته بالكتاب والمكتبات بعد مرحلة البكالوريوس في الطبّ والجراحة من جامعة الملك سعود، وحصوله على بعثة من نفس الجامعة لمدينة «هاليفاكس» في كندا من أجل دراسة طب الأطفال، فقد استمرت، إذ وجد هناك مكتبة (بوك مارك BookMark) ورغم مساحتها الصغيرة إلا أنها فتحت أمامه فضاءاتٍ فسيحة لم يكن يعرفها، لأنه وجد نفسه لأول مرة مهتما بالفلسفة والفنون التشكيلية، إضافة إلى اهتمامه السابق بالشعر والرواية والتاريخ والبيوغرافيا.

كما اكتشف في سنته الأخيرة في «هاليفاكس» مكتبة تُدعى (شونر Schonner Books Ltd ) تقع قريباً من شقته وتبيع الكتب المستعملة، وبعد انتهائه من زمالة طب الأطفال، انتقل إلى مدينة إدمنتون في ألبيرتا لدراسة أمراض وزراعة الكلى لدى الأطفال، وكان قد تزوج قبلها بسنة، مما دفعه لاقتناء سيارة، وهكذا صارت كل مكتبات إدمنتون في متناوله في أي لحظة، كانت هناك أربع مكتبات تتوزع على طول الجادة؛ إحداها مكتبة تشابترز Chapters، وهي أشبه بمكتبة جرير عندنا، أو بمكتبة بارنز أند نوبل في أمريكا، وتتوزع فروعها في جميع مدن كندا، كانت هناك أيضا مكتبة (الحمراء Alhambra)، ومكتبة شيرود دودة الكتب The Sherwood Park Bookworm )، و(مكتبة وي بوك إن WeBookIn) كل هذه المكتبات كانت مخصصة لبيع الكتب المستعملة التي اقتنى منها كامل أعمال والتر سكوت، وكامل أعمال بلزاك.

ويضيف الحربش أنّ عودته إلى الرياض، جعلته يكتشف أنَّ القراءة حصراً بالإنجليزية طيلة هذه السنوات الثمان، والترجمة إلى العربية دون تبصّرٍ فيها، أفسدا لغته الفصحى تماماً، ولكي يصلح عوار لغته انكبّ على مؤلفات الجاحظ، والتوحيدي، والمعري، والتنوخي، وغيرهم من أرباب البيان، وصار يقرأ بالتناوب، مرةً بالعربية، ومرةً بالإنجليزية.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply