عادت ليبيا لتسجيل أرقام قياسية يومية بالإصابات بفيروس «كورونا»، وسط مخاوف من سرعة تفشي الوباء في البلاد، بينما أجبرت الغرفة الأمنية المشتركة في مدينة أجدابيا (شرقاً) المقاهي وقاعات المناسبات الاجتماعية على الإغلاق لمواجهة الجائحة، وسط دعوات طبية للمواطنين إلى ضرورة التسجيل من المنظومة المخصصة لتلقي اللقاح.
وأظهرت العينات التي تلقتها المختبرات المرجعية في البلاد أمس (الثلاثاء)، وجود 2640 عينة إيجابية، بينها 1710 حالة جديدة، و930 مخالطاً، ليرتفع العدد التراكمي إلى أكثر من 209 آلاف إصابات، تعافى منهم قرابة 181 ألف مريض، وتوفي 3245 حالة.
وأمام تزايد الإصابات، تسارع حكومة «الوحدة الوطنية» إلى رفع جاهزية أماكن العزل، وتوفير الأدوية اللازمة لمواجهة الوباء، ومناشدة المواطنين سرعة تلقي اللقاح. وتفقد وزير الصحة الدكتور علي الزناتي، مركز العزل بمعيتيقة شرق العاصمة طرابلس، برفقة محمد الغزيوي، مدير إدارة الطوارئ الصحية بالمركز.
وتضمنت الجولة، حسب بيان وزارة الصحة أمس، زيارة المصابين بالفيروس، وقسم الغسيل الكلوي لمرضى «كورونا». وأثنى الزناتي على جهود العناصر الطبية والمساعدة العاملة بالمراكز، في «صد هذا الوباء»، واستمع إلى أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه سير العمل، والخدمات المقدمة للمرضى.
ومركز العزل بمعيتيقة هو الأكبر في البلاد، إذ تبلغ سعته السريرية الحالية أكثر من 170 سريراً، ومن المتوقع زيادتها لتصل إلى 200 سرير.
وللتصدي لتمدد الوباء في مدينة أجدابيا، تباحثت قيادات أمنية وعسكرية وتنفيذية هناك حول كيفية التصدي لانتشار وباء «كورونا» المتحور للطفرة الهندية. وشدد الحضور على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة للحد من انتشار الفيروس لمدة أسبوعين قابلة للتمديد بناءً على تقييم الوضع من اللجنة المكلفة مكافحة الفيروس في مدينة أجدابيا وضواحيها.
ودعت الغرفة الأمنية المشتركة هناك أصحاب المقاهي وقاعات المناسبات إلى ضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية والصحية للالتزام بالتعليمات، حفاظاً على سلامة الجميع.
وطمأن مركز العزل بالمستشفى الميداني بأجدابيا المواطنين بأن الأطقم الطبية والطبية المساعدة يواصلون العمل بتقديم الخدمات الطبية للمرضى والمصابين بـ«كورونا» والموجودين بمركز العزل بعد انتشار الفيروس بمدينة أجدابيا وضواحيها.
والأوضاع الصحية في بلديات كثيرة منها بني وليد لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في طرابلس أو مدن الجنوب من حيث انتشار الفيروس، ورصد المكتب الإعلامي بإدارة الخدمات الصحية ببني وليد، أمس، تزايد الحالات المصابة الفيروس المترددة على مركز الفلترة بالمدينة، لافتاً إلى أن لجنة التطعيمات بإدارة الخدمات الصحية تسلمت شحنة من اللقاحات ضد الفيروس، وستكون هناك أولوية لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
ووجه مستشفى بني وليد العام، نداءً إلى المواطنين كافة الذين استعاروا أسطوانات أكسجين من المستشفى ضرورة إعادتها سريعاً بسب نقص أسطوانات الأكسجين، ولحاجة المصابين بالفيروس لها بعد ارتفاع الحالات داخل المدينة.
وفي إطار مكافحة الوباء في العاصمة، التقى وزير الداخلية العميد خالد مازن، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة العميد المبروك عبد الحفيظ، وتناول الاجتماع الذي عُقد في ديوان الوزارة أمس، مناقشة الخطة الأمنية لتأمين العاصمة خصوصاً في ظل ارتفاع معدل الإصابات بفيروس «كورونا» ووضع الخطط والتدابير الوقائية والاحترازية لمواجهة هذا الوباء للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.
وسبق أن أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، تسجيل 2679 عينة إيجابية، أول من أمس، وسط تخوف من تصاعد مؤشر الإصابات في البلاد، مع تغول «المتحور دلتا».