[ad_1]
11 يوليو 2021 – 1 ذو الحجة 1442
04:23 PM
تدشن مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين الرياض ومسقط
قواسم وحدة المصير.. لماذا خصّ السلطان هيثم بن طارق السعودية بأول زياراته الخارجية؟
يلفت الانتباه في سيرة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، في بند الأوسمة الرفيعة التي تسلمها خلال حياته العملية، حصوله على وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى في ديسمبر 2006م، وكان وقتها يشغل منصب وزير التراث والثقافة، خلال زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسلطنة عمان، على رأس وفد رفيع من المسؤولين السعوديين، والوشاح يعكس تقديرالسعودية المبكر للسلطان هيثم بن طارق كمسؤول عماني بارز، كما عبر في حينه عما كانت تحظى به العلاقات السعودية العمانية من عمق وتفاهم وتطور.
نقلة نوعية
ولم يكن يختلف التعبير عن مستوى العلاقات في تلك الفترة عن العهود التي سبقتها، أو العهد الذي لحقها، حيث شهدت العلاقات نقلة نوعية بتولي الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة، مولياً العلاقات مع سلطنة عمان أهمية خاصة، لما يمثله كل من البلدين من عمق استراتيجي للبلد الآخر، والقواسم المشتركة العديدة التي تربط الدولتين بوحدة مصير، تتجاوب معها القيادة السعودية بحرصها على التشاور والتنسيق الدائم مع القيادة العمانية في مختلف القضايا، التي تفرض نفسها على الساحة الإقليمية، مثل الأزمة اليمنية، والتحديات الأمنية الناجمة عن سلوك إيران المزعزع لاستقرار المنطقة.
وتجسد حرص القيادة السعودية على ما تحظى به علاقات الدولتين من تطور مستمر، بتقديم الملك سلمان واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، إلى السلطان هيثم بن طارق، في قصر العلم بالعاصمة العمانية مسقط في يناير 2020م، فيما بعث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برقية عزاء ومواساة للسلطان، مرفقة بتهنئة على توليه مقاليد الحكم في سلطنةعمان، كما أجرى الملك سلمان اتصالاً هاتفياً مع السلطان هيثم بن طارق، في مايو الماضي، معرباً عن تمنياته للسلطنة وللشعب العماني التقدم والازدهار.
الوجهة الأولى
واستمراراً للاتصالات بين القيادتين، وتعبيراً في الوقت نفسه عما تنعم به العلاقات الثنائية حالياً من نمو وازدهار، وجه الملك سلمان الدعوة إلى السلطان هيثم بن طارق لزيارة السعودية، وقد تجاوب السلطان مع الدعوة لتكون المملكة أول وجهة له في زياراته الخارجية بعد توليه مقاليد الحكم في عمان، لتدشن الزيارة مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، التي سيسودها التعاون في كل المجالات لما فيه مصالح الدولتين والشعبين، حيث من المتوقع أن تشهد زيارة السلطان طارق بن هيثم إلى السعودية، التي سيستقبله الملك سلمان خلالها في مدينة نيوم، التوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تعزز التعاون المشترك بين البلدين.
ويلاحظ أن اختيار السلطان هيثم بن طارق للمملكة، كأول وجهة في زياراته الخارجية، ليس الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين الدولتين، فقد سبق أن خصّ السلطان قابوس بن سعيد، المملكة بأول زيارة خارجية له في ديسمبر عام ١٩٧١م، بعد توليه الحكم، تلبية للدعوة التي تلقاها من الملك فيصل بن عبدالعزيز؛ لتعبر كلا الزيارتان عما توليه القيادة العمانية للسعودية من أهمية في سياستها الخارجية، وتجاوباً مع الاعتبارات الاستراتيجية، التي تفرضها عوامل الجوار الجغرافي، والروابط الدينية وأواصر القربى، والمصير المشترك، في مسعى لتحويل هذه القواسم إلى ركائز تسهم في نهضة البلدين والشعبين الشقيقين.
[ad_2]
Source link