هذا هو الاسم الذي اختاره منظمو معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليكون شعاراً للمعرض هذا العام. ويعد المناسبة الثقافية الأبرز في مصر، تلك الظاهرة الأدبية والفنية والثقافية التي تمتد على مدار الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وعبر باقي دول العالم أيضا.

وبالعودة للوراء قليلاً، يعود تاريخ المعرض للعام ١٩٦٩ ميلادية حين قرر وزير الثقافة ثروت عكاشة أن يوكل الباحثة سهير القلماوي بمهمة إقامة أول معرض للكتاب في القاهرة.

ومنذ ذلك الوقت وفي شهر يناير من كل عام يقام المعرض في منطقة مدينة نصر العريقة، وبداية من دورة ٢٠١٩ أصبح يقام في القاهرة الجديدة وتحديداً في مركز مصر للمعارض الدولية.

يعتبر المعرض أكبر معارض الأدب في منطقة الشرق الأوسط، والثاني عالمياً بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. حيث يستقبل المعرض ما يزيد على مليوني زائر سنوياً.

وبعد نجاح المعرض في دوراته المتتالية تقرر في العام ٢٠٠٦ وابتداءً من الدورة الثامنة والثلاثين تخصيص دولة لتكون (ضيف شرف) لفعاليات المعرض. وكانت ألمانيا هي أول ضيفة، لتنضم بعد ذلك مجموعة من الدول في الدورات التالية أبرزها السعودية والمملكة المتحدة والإمارات والأردن والصين وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية حتى تحول مهرجان القاهرة لمناسبة ثقافية عالمية.

ومع المتغيرات الصحية وظروف انتشار فايروس كورونا، تقرر تأجيل موعد معرض الكتاب عن تاريخه المعتاد ليصبح في الفترة ما بين ٣٠ من يونيو إلى ١٥ من يوليو الحالي مع تطبيق الإجراءات الاحترازية واستحداث نظام حجز تذاكر إلكتروني لضمان عدم التزاحم عند بوابة الدخول.

وخلال دورات المعرض الماضية احتضن وقدم وكافأ مئات الكُتاب والصحفيين في المنطقة العربية على إنتاجهم المميز. كُتاب بحجم الراحل نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل، والذي حضر فعاليات المعرض في إحدى دوراته، كما شارك آخرون بحجم يوسف زيدان ومصطفى محمود وأحلام مستغانمي. وغيرهم من الأسماء اللامعة. لم يقتصر المعرض على الكتاب المخضرمين فحسب بل قدم العديد من الكُتاب الشباب الذين اتخذوا من المعرض وقوداً لإنتاجهم الأدبي وانطلاقة موفقة لعالم الثقافة والأدب.

الدورة ٢٥ كانت الأبرز وعلقت أحداثها في ذاكرة الكثيرين حيث تم تكريم العاملين في المعرض بمناسبة مرور ٢٥ عاماً على تأسيسه.

بعدها بسنوات وفي الدورة ٣٣ كانت المرة الأولى التي تشهد بثاً مباشراً لفعالياتها على التلفاز. وكان للأطفال من أصحاب الهمم نصيب الأسد في منتجات المعرض والمواد الموجهة لهم.

الدورة ٣٥ تمت استضافة المملكة العربية السعودية وخصص لها أسبوع كامل، شهد حينها المعرض آنذاك صدور موسوعة الأدب السعودي.

وبعد توقف المعرض بسبب ظروف الجائحة يعود اليوم في دورته الحالية والتي تشهد مشاركة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية فيها، ونتمنى كل النجاح والتوفيق لهم وللقائمين على معرض القاهرة الدولي للكتاب للخروج بالصورة التنظيمية المميزة والحفاظ على سلامة الجميع في ظل الاحترازات الحالية لفايروس كورونا والذي يعد التحدي الأكبر هذا العام للقائمين على المعرض.