[ad_1]
إنجلترا على بُعد خطوة من كتابة تاريخ جديد… والجماهير تطالب بعودة كرة القدم لموطنها
تشكيلة ساوثغيت فكت عقدة نصف النهائي وتنتظر الاختبار الأكبر أمام إيطاليا من أجل التتويج بكأس أوروبا
الجمعة – 29 ذو القعدة 1442 هـ – 09 يوليو 2021 مـ رقم العدد [
15564]
لاعبو إنجلترا يحتفلون بهاري كين (على الأرض) مسجل هدف الانتصار على الدنمارك (أ.ب)
الجماهير الإنجليزية احتشدت بالآلاف وتسلقت الحافلات في وسط لندن للاحتفال بمنتخبها (رويترز)
فشل ساوثغيت في 1996 صححه كمدرب في «يورو 2020» (رويترز)
لندن: «الشرق الأوسط»
فكت إنجلترا العقدة التي لازمتها لعقود واقتربت من المجد القاري ببلوغ المباراة النهائية لكأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخها حيث ستكون أمام «أكبر اختبار حقيقي» لها ضد إيطاليا الأحد.
وحجزت إنجلترا بطاقتها إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في بطولة كبيرة منذ 55 عاماً بفوزها على الدنمارك 2 – 1 بعد وقت إضافي أمام 67 ألف متفرج في ملعب ويمبلي، وباتت أمامها عقبة واحدة فقط متمثلة بالمنتخب الإيطالي من أجل ترصيع سجلها بلقب ثانٍ بعد أول في كأس العالم عام 1966 على حساب ألمانيا الغربية.
وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها إنجلترا مباراة نهائية لبطولة كبيرة منذ عام 1966 على أرضها، وتفادت بالتالي تكرار سيناريو استضافتها للعرس القاري عام 1996 عندما خرجت من نصف النهائي على يد ألمانيا بركلات الترجيح.
واعتبر غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا أن النهائي سيكون «أكبر اختبار يمكن أن تتخيله بلاده»، داعياً لاعبيه إلى «تقديم أداء أفضل ضد الفريق الأقوى حتى الآن بالبطولة».
وقال: «كان أداء إيطاليا هو الأفضل بين معظم الفرق المشاركة. إنه منتخب يقدم مستوى عالياً حقاً منذ عامين حتى الآن. تابعناهم وراقبناهم جيداً. إنهم فريق يلعب بالكثير من الطاقة والأناقة، ومن الصعب التسجيل ضدهم. إنهم يستحقون أن يكونوا في النهائي بعد تغلبهم على منتخبين كبيرين هما بلجيكا وإسبانيا». وتابع: «بالنسبة لنا، هذا هو أكبر اختبار يمكن أن نتخيله، ولكن علينا أن نستعد جيداً وستكون فرصة عظيمة لنا لمواجهتهم».
وأعرب ساوثغيت عن فخره بلاعبيه وأوضح: «كان العمل مع هؤلاء اللاعبين رائعاً، بفضل تعاونهم، ودعم زملائهم الذين ليسوا في التشكيلة الأساسية، الجميع يستحقون ما يحدث. نعرف حجم المهمة. ولكن يا لها من لحظة رائعة بالنسبة لنا. دعونا نستمتع بالتأهل للنهائي، ثم نفكر في مواجهة إيطاليا».
ولم تخسر إيطاليا في مبارياتها الـ33 الأخيرة، لكن إنجلترا ستكون مساندة بالغالبية العظمى من الـ60 ألف متفرج الذين سيكونون حاضرين بملعب ويمبلي الأحد في المباراة النهائية، وهو عامل قال ساوثغيت كان حاسماً في كسر مقاومة الدنمارك العنيدة، وأوضح: «كانت الميزة الكبيرة ضد الدنمارك وجود جماهيرنا في تلك اللحظات الصعبة من المباراة حيث كان علينا أن نقاتل ونمضي قدماً. لم أسمع أجواء ملعب ويمبلي بمثل هذا في أي وقت مضى. كان أمراً مميزاً».
وكانت مباراة الدنمارك، هي خامس مباراة كبيرة للمنتخب الإنجليزي في الدور قبل النهائي، منذ عام 1966، حيث فشل في جميع المحاولات السابقة: في يورو 1968 أمام يوغوسلافيا، وأمام ألمانيا بركلات الترجيح في كأس العالم 1990 وفي يورو 1996، وأمام كرواتيا في كأس العالم 2018. وقال ساوثغيت الذي كان شريكاً في الإخفاقات السابقة كلاعب حين أهدر ركلة جزاء في نصف نهائي 1996 بملعب ويمبلي القديم: «عندما تنتظر لوقت طويل لعبور الدور قبل النهائي، وبالنظر إلى الخبرة المحدودة للاعبينا الشباب، فإن ما تحقق عمل رائع».
وأشارت صحيفة «الغارديان» إلى أن المباراة النهائية تقدم الفرصة لتحقيق آخر شيء كانت الرياضة الإنجليزية تتلهف عليه. حيث تمكن فريق اتحاد الرجبي أن يكسر سوء حظه في 2003. ولاعبو الكريكيت للرجال في 2019. بينما في الوقت الحالي الطفل الذي شاهد المنتخب الإنجليزي يفوز بكأس العالم 1966 أصبح حالياً متقاعداً.
وتحول المدرب من الشرير في 1996 إلى بطل، حيث كان ما تحقق في كأس العالم 2018 هو المؤشر الأول لما يمكن للفريق، بقيادة كين ورحيم سترلينغ وهاري ماغواير، فعله. كما أصبح الفريق أقوى بإضافة لاعبين شباب أمثال ميسون ماونت وبوكايو ساكا وجادون سانشو، لذا ستكون مباراة الأحد تتويجاً لمهمة بدأها المدرب منذ اللحظة التي غادر فيها ملعب ويمبلي بعد إهداره ركلة الجزاء أمام ألمانيا في 1996». ويأمل الشعب الإنجليزي بأكمله يوم الأحد أن تعود كرة القدم إلى موطنها – في إشارة لأغنية يورو 1996 الشهيرة «كرة القدم تعود إلى موطنها»، وهو ما لم يحدث في ذلك التوقيت.
من جهته، قال هاري كين قائد إنجلترا ومهاجم توتنهام الذي سجل هدف التأهل في الشوط الإضافي الأول: «انتصار مختلف عن الانتصارات الأخرى، بذلنا جهداً كبيراً من أجل تحقيقه. أنجزنا المهمة. يا لها من فرصة للعب أول مباراة نهائية في كأس أوروبا! سنستمتع لكننا سنركز بسرعة على استعادة لياقتنا البدنية من أجل يوم الأحد واستغلال الفرصة». وأضاف: «ستكون المباراة النهائية لحظة خاصة. سيكون هناك فائز وخاسر، لكن يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا حتى نكون أبطالاً».
وفازت الأندية الإنجليزية بـ31 لقباً قارياً، لكن على المستوى الدولي توقف الإنجاز على لقب واحد مر عليه 55 عاماً في كأس العالم 1966.
ويقول جوردن هندرسون لاعب خط الوسط والذي ساهم في تتويج ليفربول بطلا لأوروبا 2019 وينتظر لحظة مماثلة مع المنتخب: «كل التركيز منصب على يوم الأحد، أكبر مباراة في حياتنا. يجب أن نحاول وأن نجعل الجميع سعداء مرة أخرى في هذا الملعب، وفي هذا البلد. فرصة ضخمة لنا كمجموعة، وبكل تأكيد سنبذل أقصى ما في وسعنا».
وما ساعد المنتخب الإنجليزي في مسعاه، مع عودة الجماهير للملاعب، هو خوض خمس مباريات من أصل ست مباريات على ملعب ويمبلي في البطولة المقامة في 11 مدينة أوروبية.
وأخيراً أصبح المنتخب الإنجليزي محظوظاً بعدما تمكن من قلب تأخره عقب الهدف الذي سجله مايكل دامسجارد للدنمارك من ركلة حرة، وهو الهدف الأول الذي تتلقاه شباكها في البطولة. وتعادل المنتخب الإنجليزي بهدف من نيران صديقة من قبل قائد المنتخب الدنماركي سيمون كاير، قبل أن يضيف هاري كين، الهدف الثاني إثر ضربة جزاء تصدى الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل أولاً ثم ارتدت لمهاجم إنجلترا ليسكنها الشباك في الشوط الإضافي الأول.
وقدّمت كأس أوروبا 2020 دراما أكثر مما كان يتخيله الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقاً، وصاحب فكرة أن تقام البطولة في جميع أنحاء القارة العجوز للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها، رغم أن هذا النظام لا يزال يتعرض للانتقادات على أنه «أضحوكة» و«غير عادل».
ويرى المنتقدون أن نظام هذه البطولة صب في مصلحة أصحاب الأرض بوصول أربع من الدول التسع المضيفة المشاركة إلى الدور نصف النهائي.
ففي الوقت الذي لعبت منتخبات إنجلترا، وإيطاليا، وإسبانيا والدنمارك جميع مبارياتها الثلاث في دور المجموعات على أرضها، تحتّم على أخرى السفر لمئات وآلاف الكيلومترات لخوض مبارياتها. ولعبت ويلز على سبيل المثال أول مباراتين في باكو عاصمة أذربيجان الواقعة في أقصى شرق أوروبا، على بعد قرابة أربعة آلاف كيلومتر من العاصمة الإيطالية روما، حيث خاضت مباراتها الثالثة. المنتخب المرهق الذي حقق المفاجأة بوصوله إلى نصف النهائي في 2016. سُحق برباعية نظيفة في ثمن النهائي في أمستردام ضد الدنمارك التي خاضت كل مبارياتها في الدور الأول على أرضها في كوبنهاغن. وزاد من الأمر تعقيداً للفرق التي لم تلعب بأرضها القيود التي فرضت على جماهيرها في السفر بسبب جائحة كورونا فلم تتمكن جماهير ويلز مثلاً من حضور هذه المواجهة، في حين حصل الدنماركيون على تشجيع الآلاف.
وقال ظهير ويلز كريس غانتر: «كل منتخب حظي بدعم الجماهير أينما ذهب. كنا نستحق أكثر من هذا النظام الهزيل للبطولة، ولكن من قال إن الحياة عادلة؟».
ولم تلعب إنجلترا خارج أرضها سوى لقاء واحد في روما حققت فيه الفوز 4 – صفر على أوكرانيا في الدور ربع النهائي لتعود إلى ويمبلي لتنهي البطولة بخوضها ست من أصل سبع مباريات بملعبها.
وقال الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا التي ودعت بالخسارة أمام إيطاليا: «إنجلترا بالنسبة لي، تبقى المرشحة الأكبر للفوز. لعبوا كل مباراة على أرضهم… والنهائي أيضاً».
ويستضيف عادة بلدٌ أو اثنان البطولات الكبرى، مما يمنحهما بطبيعة الحال أفضلية عن باقي المنتخبات، لكن المرة الأخيرة التي فاز فيها بلد مضيف بلقب البطولة الأوروبية كانت فرنسا في عام 1984. لكن الفارق هذه المرة، هو السفر الإضافي لبعض المنتخبات في ظل جائحة فيروس كورونا والقيود المتعلقة بها، حيث تحظى الفرق عادة بمقر تدريبي في البلد المضيف ويسافر المشجعون بالآلاف إليه. وقال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش الذي خاض رجاله غمار المجموعة الرابعة إلى جانب إنجلترا وتشيكيا وأسكوتلندا المضيفة أيضاً، إن جائحة كورونا جعلت الأمور غير عادلة بسبب القيود الصارمة على سفر المشجعين إلى بريطانيا. وأضاف: «نحن تأذينا لأننا نلعب من دون جماهيرنا. نكون أكثر قوة بوجودهم. هذا الواقع ليس عادلاً أبداً».
وبالطبع الفكرة المجنونة لبلاتيني لن ترى النور مجدداً وسيعود النظام إلى سابق عهده، حيث تحتضن ألمانيا النسخة المقبلة في 2024 للمرة الأولى منذ أن استضافتها ألمانيا الغربية في 1988.
المملكة المتحدة
أوروبا
يورو2020
[ad_2]
Source link