[ad_1]
06 يوليو 2021 – 26 ذو القعدة 1442
09:20 AM
موعد مع التاريخ في “رغبة” تحيطه جبال وفياض ورمال.. “قصة بناء و11 فتحة”
مزاغير لرمي الغزاة وترميم بأمر الملك.. شاهد “برج المرقب” تحفة تعانق السماء
يُعد برج “رغبة” المسمى بـ”المرقب”، أهم المعالم الأثرية في منطقة المحمل؛ حيث شُيّد في مدينة “رغبة” التابعة لمحافظة ثادق شمال منطقة الرياض، منذ 180 سنة تقريبًا، فهو مَعلم بارز من معالم المنطقة، ويعد أعلى برج أثري في نجد، وعندما يذكر برج المرقب تُذكر مدينة رغبة؛ فهو مقترن بها، يعانق السماء، ويُرى من بعد من شدة ارتفاعه.
مدينة رغبة الموقع والحدود
تقع “رغبة” في منطقة الرياض على بُعد 120 كم شمال غرب مدينة الرياض العاصمة، ويصلها بالرياض الطريق القادم من القصب فحريملاء، وتتوسط “رغبة” أرضًا مكشوفة يتقاطع عندها خط البادية الذي يربط بين طريق سدير وطريق الحجاز القديم، مع طريق القصب القادم من القصب باتجاه حريملاء. وتتبع “رغبة” إداريًّا محافظة ثادق قاعدة المحمل التابعة لإمارة منطقة الرياض.
ويحيط ببلدة “رغبة” الكثير من المدن والقرى التي تشكل حدودها الجغرافية؛ وذلك على النحو التالي: من الشمال ثادق، ومن الجنوب العويند والبرة، ومن الشرق حريملاء، ومن الغرب ثرمداء والقصب.
أهم المعالم الطبيعية
وتتوسط “رغبة” منطقة حوضية منبسطة تقبع في حضن جبل طويق من الغرب الذي يشرف عليها بهامات جليلة هي حافاته المتكسرة، وهي علامات وشواخص بارزة وسط مظاهر الصحراء الرتيبة، وينحدر السطح بصفة عامة تجاه الغرب.
وتنقسم التضاريس المحيطة بالمدينة -بالتفصيل- إلى ٤ أقسام هي:
١- جبل طويق في الشرق، ويحوي كثيرًا من الخشوم التي تطل على بلدة رغبة، ومن أهمها: خشم الحصان أكبر أنوف طويق وأشهرها، ومنها خشم التراب، وخشم الحصين، وخشم الإصبع، وخشم المقيود.
٢- جبل الغرابة في الشمال الشرقي، وهو مَعلم بارز من معالم “رغبة”.
٣- جبل عريض في الجنوب، وفيه «غار بدها» الذي تحاك حوله القصص والروايات، وفيه عدد من الثنايا أهمها ثنية عريض.
٤- الكثبان الرملية: وتتمثل في “نفود أو عريق رغبة” كما يسمه أهل البلدة، وهو كثيب رملي يحاذي البلدة من جهتها الغربية، وتُقدر مساحته بـ50كلم2 تقريبًا.
أهم الفياض والرياض في المنطقة
تقع حول رغبة رياض ومراتع مشهورة، من أهمها: أم الشقوق، والرويض، والنسوان، والتحيضة، والسباعة، وأم سدر، وآل كثير، والبردان، والطريف، وأم رغل، والذعاليق، وغيرها من الرياض.
برج رغبة التاريخي “المرقب”
يُعد برج “رغبة” المسمى بـ”المرقب”، أهم المعالم في منطقة المحمل؛ حيث بُنِي منذ 180 سنة تقريبًا، وهو من الآثار المشهورة، ومَعلم بارز من معالم المنطقة؛ إذ يعد أعلى برج أثري في نجد. وعندما يُذكر برج المرقب تُذكر بلدة رغبة؛ فهو مقترن بها، يعانق السماء، ويُرى من بعد من شدة ارتفاعه.
ويذكر الرواة والمؤرخون أن أهالي “رغبة” عُرفوا بشجاعتهم وقوتهم وشدة بأسهم؛ لذا سكنوا في أرض مستوية بعيدة عن الجبال والتلال التي تتحصن بها بلدان نجد عادة؛ لتحميها من شر الغزاة عند الحروب.. ولأن البلدة لا يوجد بها مكان مرتفع تتحصن به وتراقب منه، قام الأهالي بالتعاون في بناء أطول برج في المنطقة؛ ولكنهم بعد أن انتصف العمل في البرج واجهوا مشكلة أوقفت البناء؛ إذ لم يجدوا من يستطيع الصعود إلى الأعلى لإكمال بناء البرج؛ فقام الأهالي بالاستعانة بإبراهيم بن سلامة من أهالي ثادق لإكمال البناء والإشراف عليه؛ فتم إكمال بناء البرج الأعلى والأقدم في المنطقة.
ارتفاع البرج وأقسامه وأهم مميزاته
يتميز البرج بميزات عدة، خاصة به؛ منها دقة تنفيذه وجودة بنائه، ومنها صِغَر دائرة البناء مع الارتفاع الشاهق، فلم يضخم مبناه رغم علوه، كما تناسقت قصباته المركبة على بعضها على هيئة أسطوانات يقل حجمها وسعتها ومواد البناء فيها كلما ارتفع البناء إلى الأعلى.
والبرج ذو شكل أسطواني مقسم إلى ستة أجزاء، يبلغ طوله 25 مترًا تقريبًا، ويبلغ قطره في الأسفل نحو 4.5 متر، ثم يقل مع كل علو حتى يصل في نهايته إلى نحو المتر تقريبًا. وبابه في أسفله من الجهة الشرقية جهة البلدة، ولعل الحكمة من وجوده في الجهة الشرقية لأجل الدخول أو الخروج منه بشكل آمن، أو لأجل أن يتمكن الأهالي من مراقبة الباب.
١١ فتحة للتهوية والحماية
ويوجد بالبرج إحدى عشرة فتحة تسمى “مزاغير”، ووُضعت لسببين: الأول: للتهوية نظرًا لطول البرج وضيقه، والثاني: لإخراج رؤوس البنادق ورمي الغزاة بها عند الحاجة إلى الرمي بالسلاح.
٧٣ درجة.. وخرزات هندسية
وبني البرج بعمود في داخله مكون من مجموعة من القطع الصخرية، تسمى “خرز”، بنيت على شكل عمود من الأسفل حتى العمود الأعلى، وقد ربط هذا العمود بجدران البرج، ووضع بداخله درج حلزوني حتى الأعلى، وهو مكان الرقيب، ويبلغ عدد درجاته 73 درجة.
أهم الأهداف من تشييد البرج
وشُيّد البرج ليكون عينًا ﻷهالي البلدة نحو كل من يقصدها، سواء بالشر أو بالخير؛ إذ يكون الجميع في أتم الاستعداد لقاصد مدينتهم؛ لأن الأهالي آنذاك هم المسؤولون عن حماية أنفسهم قبل توحيد السعودية واستتباب الأمن والأمان. ومن فوائد البرج -إضافة إلى الحماية من الأعداء- معرفة ما يدور حول البلدة من مواشٍ وأشخاص ومتاع، والمساهمة في البحث عنه.
الرقيب.. مواصفاته.. ومهامه
كان الأهالي يختارون الرقيب الذي يقوم بالعمل في البرج من أهل التقوى والصلاح، ويُشهد له بالسيرة الحسنة والنزاهة، وكذلك حدة البصر؛ حتى يشاهد المنطقة من بعد؛ إذ إن الرقيب في أعلى البرج يرى مسافة 30 كيلومترًا، ويستعمل الرقيب العلم الأحمر لتحديد اتجاه الخطر أثناء ذهابهم إليه. أما مَن هم في داخل البلدة فيستعمل النداء لهم؛ لأنهم قريبون منه، ويبدو عمله وكأنه برج مراقبة في مطار في ذلك الزمان.
ومن أشهر من عملوا في البرج ناصر بن منصور العريني، الذي كان رقيبًا في البرج زمنًا غير يسير.
رُمم ٣ مرات.. الأولى بأمر الملك
رُمم البرج ٣ مرات في تاريخه، الأولى أمر بها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميرًا للرياض، خلال زيارته التاريخية لمنطقة المحمل عام 1392هـ. فعندما شاهد البرج في زيارته تلك؛ أمر بترميمه، فرمم بعدها بسنتين في عام 1394هـ؛ وذلك في عهد الملك فيصل رحمه الله.
والثانية: حصلت قبل ٢٥ سنة تقريبًا، في عام 1417، عندما تكفل ابن “رغبة” البار الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي بترميم البرج، وتم ترميمه ووضع قاعدة خرسانية حوله لحمايته، إضافة إلى إنارته وإغلاق بعض الشقوق فيه.
والثالثة قبل ٦ سنوات وبالتحديد عام ١٤٣٦هـ، عندما سقط البرج بسبب الأمطار الغزيرة، والرياح الشديدة، التي شهدتها مدينة رغبة، وقد حضرت “سبق” وقتها عند أطلال “برج رغبة” المنهار، ورصدت تجمع عدد من المواطنين من مدينة رغبة ومن المحافظات المجاورة لها، وقد بدت عليهم الدهشة والتأثر البالغ من سقوط أعلى برج أثري في المنطقة، الذي عاش ردحًا من الزمن، وقد كان لدعم الشيخ عبدالرحمن الجريسي وتضافر جهود الجميع من جهات حكومية وأهالٍ ومهتمين؛ دور بارز في إعادة ترميمه خلال مدة وجيزة.
البرج وحيد في البلدة القديمة
وفي عام 1406هـ، تعرضت مدينة “رغبة” لسيول عارمة، هدمت بيوتها الطينية؛ فانتقل أهلها إلى المخطط الجديد شمال شرق البلدة القديمة، وتركوا البرج وحيدًا في القرية القديمة المهجورة طيلة هذه السنوات.
[ad_2]
Source link