مشكلة الكرة الاسكوتلندية غياب مهاجم من الطراز العالمي

مشكلة الكرة الاسكوتلندية غياب مهاجم من الطراز العالمي

[ad_1]

فشلت في إنتاج لاعبين موهوبين وعانت من الإهمال الشديد في العقود الماضية

ربما كان الحديث عن فشل منتخب اسكوتلندا في تجاوز دور المجموعات بإحدى البطولات الكبرى جديداً بعض الشيء، نظراً لأن النقاشات كانت تدور منذ فترة طويلة حول فشل اسكوتلندا في التأهل للبطولات الكبرى من الأساس! لقد خالف المنتخب الاسكوتلندي الحالي، بقيادة المدير الفني ستيف كلارك، هذا الاتجاه ونجح في الصعود لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020، لكنه سرعان ما أدرك صعوبة اللعب أمام المنتخبات القوية في بطولة لا ترحم، وما يضمنه ذلك من التعرض لانتقادات شرسة، لدرجة أن كلارك الذي كان يتم التغني به ووصفه بأنه بطل قومي في نوفمبر (تشرين الثاني) قد تحول إلى مدير فني فاشل بعقلية تعود إلى عصر الديناصورات!

ومع ذلك، بمجرد استئناف منافسات كرة القدم المحلية في اسكوتلندا في غضون شهر من الآن، سيتم نسيان كأس الأمم الأوروبية 2020 ويبدأ الجميع في الحديث عن الأندية المحلية، وهو أمر مخزٍ في حقيقة الأمر. لقد أسهم المنتخب الاسكوتلندي بقيادة كلارك في رفع الروح المعنوية للبلاد بالكامل بعد النجاح في التأهل لنهائيات يورو 2020 في أمسية كروية لا تنسى في صربيا. واستعادت اسكوتلندا كبرياءها من خلال منتخب كرة القدم.

وتمت إعادة التأكيد على قيمة كرة القدم الدولية كوسيلة للتفاعل والتواصل بين السكان، وكان هناك اهتمام بالغ بين الجميع داخل اسكوتلندا باستعداد المنتخب الوطني لهذه البطولة الكبرى. وعلى ملعب ويمبلي الشهير، قدّم لاعبو المنتخب الاسكوتلندي مستويات تتسم بالنضج ورباطة الجأش، وكانوا يلعبون من أجل تحقيق الفوز وليس مجرد تقديم أداء مشرف أو الحصول على نقطة واحدة من المباراة. واحتشد مشجعو المنتخب الاسكوتلندي في لندن وكانوا يشجعون منتخب بلادهم بكل فخر وكبرياء، وهم يرتدون قمصان الفريق.

لكن المنتخب الاسكوتلندي لم يحصل إلا على نقطة واحدة فقط، ولم يسجل سوى هدف وحيد في المباريات الثلاث التي خاضها في المجموعة الرابعة، ليحتل المركز الأخير في المجموعة ويفشل في تجاوز دور المجموعات. وفي البطولة التي يتأهل فيها 16 منتخباً من الـ24 منتخباً إلى الدور التالي، فشلت اسكوتلندا في التأهل حتى ولو من بين المنتخبات صاحبة أفضل مركز ثالث، وهو الأمر الذي جعل جمهور المنتخب الاسكوتلندي على وسائل التواصل الاجتماعي يشن هجوماً عنيفاً على كلارك واللاعبين.

وأود أن أشير هنا إلى أنه خلال المباراة التي لعبتها اسكوتلندا في بداية مشوارها في البطولة، التي كانت أمام جمهورية التشيك ولعبتها دون نجمها المؤثر للغاية كيران تيرني، أهدر المنتخب الاسكوتلندي العديد من الفرص السهلة التي كان من الممكن أن تغير تماماً نتيجة اللقاء الذي انتهى بفوز جمهورية التشيك بهدفين دون رد. وكان ذلك يعني أن مهمة اسكوتلندا ستكون صعبة للغاية أمام منتخبي إنجلترا وكرواتيا، اللذين يمتلكان خبرات كبيرة في المحافل والبطولات الدولية.

وأصبح إهدار الفرص السهلة هو أكبر مشكلة تواجه المنتخب الاسكوتلندي، حيث تشير الأرقام والإحصائيات إلى أنه سدد أكثر من 40 تسديدة على مرمى المنتخبات الثلاثة التي واجهها، لكنه لم يسجل سوى هدف وحيد! في الحقيقة، لا يجب أن تكتفي اسكوتلندا، التي لها تاريخ طويل للغاية في عالم كرة القدم، بمجرد التأهل للبطولات الكبرى وتقديم أداء مشرف والخروج من الأدوار الأولى، خصوصاً أنها تضم الآن جيلاً من اللاعبين المميزين مثل أندي روبرتسون، وتيرني، وسكوت مكتوميناي، وكالوم ماكغريغور، وجون ماكجين، الذين يمتلكون طموحات كبيرة ولا يكتفون بالمشاركة لمجرد المشاركة. وبعد نهاية المباراة التي حققت فيها كرواتيا فوزاً سهلاً على اسكوتلندا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب «هامبدن بارك»، جلس روبرتسون بمفرده محبطاً على حافة منطقة جزاء اسكوتلندا، بعد موسم شاق لعب خلاله 64 مباراة مع ناديه ومنتخب بلاده.

واتفق الظهير الأيسر لليفربول على الاعتقاد السائد بأن اسكوتلندا لديها العديد من اللاعبين الموهوبين، لكنهم بحاجة إلى إظهار المزيد من الثقة في المحافل الدولية. ومن المؤكد أن روبرتسون وتيرني يملكان القدرات والإمكانات التي تؤهلهما لأن يكونا لاعبين أساسيين ومهمين للغاية في تشكيلة معظم المنتخبات المشاركة في «يورو 2020»، كما أن ماكتوميناي وماكغريغور وماكين وبعض اللاعبين الآخرين في منتخب اسكوتلندا يمكنهم أيضاً اللعب في منتخبات أخرى، بفضل الإمكانات الكبيرة التي يمتلكونها.

ومع ذلك، فإن المشكلة الأساسية التي تواجه المنتخب الاسكوتلندي تظل كما هي ولم تتغير، وهي عدم وجود لاعب من الطراز العالمي في الثلث الأخير من الملعب، ولكي ندرك ذلك يجب أن ننظر إلى التأثير الهائل الذي يتركه لاعب مثل غاريث بيل، وبدرجة أقل آرون رامزي، على منتخب ويلز. لقد كان منتخب جمهورية آيرلندا يؤمن تماماً بأنه يمكنه التفوق على خصمه في الأوقات الصعبة بفضل امتلاكه لاعباً مثل روبي كين، الذي سجل 68 هدفاً في 146 مباراة دولية. وفي المقابل، يتغنى الاسكوتلنديون بأسطورة منتخب بلادهم كيني ميللر، الذي لم يسجل سوى 18 هدفاً في 69 مباراة دولية مع منتخب بلاده!

ولا يقتصر الأمر على هذه البطولة أو هذه الفترة في كرة القدم الاسكوتلندية فقط، حيث لا توجد أي مؤشرات على ظهور لاعب «من الطراز العالمي» في مركز الجناح أو صانع الألعاب أو المهاجم الصريح في اسكوتلندا. إن إصرار كلارك على اللعب بنفس الطريقة التي كان يلعب بها نادي أياكس أمستردام الهولندي في السبعينات من القرن الماضي قد فشل بشكل كبير بسبب إمكانات اللاعبين الذين يعتمد عليهم، خاصة في ظل عدم وجود لاعب من الطراز العالمي قادر على صنع الفارق في الأوقات الصعبة.

هذا، بالطبع، يجعل اللاعب الصاعد بيلي غيلمور مهماً للغاية بالنسبة لمستقبل اسكوتلندا. صحيح أن نجم تشيلسي الشاب لم يستوعب كرة القدم الدولية بسهولة عندما لعب أمام إنجلترا، لكنه يمتلك الرؤية والقدرات التي تجعله لاعباً مؤثراً للغاية في الطريقة التي يلعب بها المنتخب الاسكوتلندي. إن تطور غيلمور، بالإضافة إلى تطور مستوى نجم نادي رينجرز، ناثان باترسون، من شأنه أن يمنح اسكوتلندا بعض الأمل، جنباً إلى جنب مع حقيقة أن كلارك يشرف على تدريب مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يمكن أن يتطور مستواهم معاً بمرور الوقت. لقد قال روبرتسون: «ما يهم الآن هو أننا نفعل كل ما في وسعنا لضمان أن تكون هذه بداية رحلة رائعة، وليست النهاية».

ويجب التأكيد هنا على أن واحدة من أكثر الصفات الجيدة التي يتمتع بها كلارك تتمثل في أنه ليس من نوعية المديرين الفنيين الذين يبحثون عن أعذار لتبرير إخفاقهم. وبدلاً من ذلك، نراه دائماً يخرج للدفاع عن لاعبيه في كل فرصة ولا يلقي عليهم أبداً المسؤولية، على عكس المدير الفني السابق للمنتخب الاسكوتلندي جوردون ستراكان، الذي برر إخفاقه بطريقة غريبة للغاية بعد الفشل في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2018، حيث أكد أن فريقه لم يتأهل لأسباب وراثية، لأن أجسام اللاعبين صغيرة! وقال: «نحن متأخرون وراثياً، في المنافسات الماضية كنا ثاني أصغر الفرق من حيث أحجام اللاعبين بعد إسبانيا».

وفي الوقت الحالي، سيكون من المنطقي أن نتساءل لماذا تنجح دولة مثل كرواتيا – رغم أن عدد سكانها أقل من عدد سكان اسكوتلندا – في إنتاج لاعبين موهوبين فنياً وبدنياً بشكل مستمر، على عكس اسكوتلندا. ربما يعود السبب في ذلك إلى أن كرة القدم الاسكوتلندية عانت من الإهمال الشديد على مدى العقود الماضية، بالإضافة إلى السجل الصحي السيئ للبلاد! سيكون من الحماقة القول إن كلارك لا يتحمل أي مسؤولية على الإطلاق، ولا يزال الكثيرون يشعرون بالحيرة الشديدة من قراره الغريب بعدم الدفع بتشي آدامز ضد التشيك. كما أن مطالبة ماكتوميناي بالقيام بالعديد من الأدوار المختلفة في خط الدفاع وخط الوسط لم تحقق النجاح المطلوب. وعلاوة على ذلك، فشل المنتخب الاسكوتلندي في استغلال الكثير من الكرات الثابتة التي حصلوا عليها، وهو ما يعني أنهم لم يتدربوا بشكل جيد على هذا الأمر في التدريبات. كما لم تتم الاستفادة بشكل كبير من القدرات الفنية الجيدة للاعبين مثل رايان فريزر وجيمس فورست على طرفي الملعب.

وقال روبرتسون: «كنا نسعى بشدة لأن نصنع المزيد من التاريخ، لكن من المؤلم حقاً أننا لم نتجاوز دور المجموعات». في الحقيقة، يمكن المراهنة على هذا الجيل من اللاعبين المميزين، وتشير الأدلة إلى أن اسكوتلندا يمكنها التأهل للبطولات الكبرى بشكل منتظم خلال الفترات المقبلة، لكنها بحاجة إلى لاعب من الطراز العالمي لكي يصنع الفارق في الأوقات الصعبة!




[ad_2]

Source link

Leave a Reply