تواصل حركة طالبان اجتياحها للمناطق الأفغانية، وسيطرت اليوم (الأربعاء) على مقر مديرية كلدار في ولاية بلخ شمالي أفغانستان، في وقت سلمت القوات الألمانية قاعدتها بالولاية للقوات الأفغانية وسحبت آخر جنودها بعد 20 عاماً من الوصول للمنطقة. وحذر قائد قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر من خطر وقوع «حرب أهلية» عقب انسحاب قواته المقرر بحلول 11 سبتمبر القادم.

وقال إن حركة طالبان وسعت المناطق الواقعة تحت سيطرتها خلال الفترة الأخيرة، في ظل تردي الوضع الأمني، محذرا من أن استمرار الأوضاع الأمنية بهذا الشكل ينذر بحتمية اندلاع حرب أهلية بعد انسحاب قوات الناتو.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن قائد قوات الناتو، تأكيداته أن الحل الوحيد للأزمة في أفغانستان يكمن في الحل السياسي، إلا أنه أصبح أكثر صعوبة أنه في ظل تزايد موجات العنف. وطالب ميلر الحكومة الأفغانية بالعمل على بسط نفوذها على المدن والطرق السريعة الرئيسية، وترك المناطق الريفية ذات القيمة الإستراتيجية الأقل لطالبان.

وكان مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قال لقناة «سي إن إن»، إن الأسبوع الحالي قد يكون حاسما في عملية انسحاب قواته من أفغانستان، مؤكداً أن الانسحاب قد يكتمل في غضون أيام، لكن بلاده قد تبقي على نحو ألف من جنودها لتأمين مبنى السفارة الأمريكية ومطار كابل.

واستكملت طالبان سيطرتها أمس على مديريتين من بين 12 مديرية في ولاية بلخ شمال أفغانستان، ووفقاً لتقارير إعلامية فإن الحركة سيطرت على 50 مديرية من بين أكثر من 300 مديرية في عموم البلاد منذ مايو الماضي.