[ad_1]
مع بزوغ الفجر، يتوافد سكان غزة مرتدين سترات وأحذية رياضية إلى الكورنيش في مسعى للتخلص من التوتر الذي يسببه فيروس كورونا، العدو الجديد للقطاع الفقير والمحاصر.
وفرضت حركة «حماس» التي تدير القطاع، ومنذ الإعلان عن أول إصابات محلية بالفيروس في أغسطس (آب)، إغلاقاً شاملاً على سكان القطاع الذين ساد بينهم الخوف، لنحو شهرين، قبل أن تبدأ بتخفيف قيود الإغلاق. لكنها أبقت على الإغلاق الليلي من الثامنة مساء وحتى الثامنة صباحاً. ويعد الإغلاق بسبب فيروس كورونا، أول إغلاق يعايشه أهالي القطاع منذ حظر التجول الذي كان يفرضه الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 – 1993).
وأحصى قطاع عزة، حيث يعيش نحو مليوني شخص يعانون من أزمات إنسانية عديدة، حتى الاثنين نحو 11 ألف إصابة و48 وفاة بسبب «كورونا». وسجل أمس الاثنين أعلى عدد للإصابات بالفيروس منذ بدء انتشاره في القطاع بلغ 453 حالة.
ويمشي وليد اللوح (40 عاماً) على الكورنيش برفقة طفلته الصغيرة، ويقول الموظف في مؤسسة ألمانية في غزة، «يعاني مجتمعنا الغزي من ضغط شديد، كثير من الناس يخرجون للمشي على كورنيش البحر للتخفيف عن أنفسهم، والهروب من الأجواء الصعبة، وأيضاً لبناء جسم صحي». ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية قوله: «قبل (كورونا) كنت أتمشى وأشاهد عشرات الناس يمشون، أما الآن أرى المئات يمشون يومياً، وفي الصباح والمساء، على شاطئ البحر».
وعلى الكورنيش ذاته تمشي هنادي العكاوي (32 عاماً) يومياً خمسة كيلومترات مع زوجها أشرف «للتخلص من الضغوط النفسية»، وبدء يوم جديد «بشكل إيجابي» قبل العودة للاهتمام بأمور منزلها. وتقول الشابة بابتسامة، «المشي فجراً ينعكس على أسرتي إيجابياً، حياتي تصبح أفضل وبيتي أجمل». وتقطع أم العبد عيد (39 عاماً)، يرافقها زوجها فؤاد، الذي يعمل مديراً للبنك العربي في القطاع مسافة خمسة كيلومترات مشياً «ونتنفس الهواء النقي». يستريح الزوجان، اللذان ينطلقان الخامسة فجراً، على طاولة خشبية في مقهى صغير على الكورنيش لارتشاف القهوة قبل أن يعودا إلى البيت في السابعة.
وتقول أم العبد، «المشي مفيد نفسياً وصحياً وجسدياً، نتحرر من الطاقة السلبية التي تسبب بها الفيروس والحروب من قبله». ويقاطعها زوجها فيضيف: «نقضي أجمل ساعتين ونحن نمشي سوياً، نتخلص من الطاقة السلبية، ونتعافى من آثار الحصار والحرب». ويقول الاختصاصي النفسي سمير زقوت، «فيروس كورونا بالنسبة لهم عدو جديد غير مرئي، وليس باستطاعتهم قتاله في ظل جهاز صحي شبه منهار». ويصف زقوت الوضع في قطاع غزة بأنه «صعب جداً». ويضيف: «بعض الناس لا يريدون التقيد بوضع الكمامة، لأنهم لا يريدون أن تحبس أنفاسهم في ثلاثة سجون هي البيت والكمامة والقطاع المخنوق».
ويعتبر أن رياضة المشي «فرصة لتقليل المشكلات النفسية وللتعبير عن مشاعرهم، قبل الرجوع إلى الزنزانة (البيت)». بالنسبة للاختصاصي النفسي، فإن «الناس في حالة ضغط كبير أشبه بطنجرة الضغط (وعاء طهي الطعام)، ولولا أن الإسرائيليين يخففون الضغط بين وقت وآخر لانفجر الوضع».
[ad_2]
Source link