[ad_1]
قبل أكثر من أربعة وعشرين عامًا، حينما كنا ندرس مقرر الجغرافيا في المرحلة الابتدائية، درسنا ميزات شبه الجزيرة العربية المتمثلة في: وقوعها في قلب العالم الإسلامي، وربطها بين ثلاث قارات من كبرى قارات العالم (آسيا وإفريقيا وأوروبا).. وغيرها من الخصائص الجغرافية التي كنا نحفظها من أجل سردها لاحقًا في الاختبار، والحصول على علامات تليق بذلك السرد غير الواعي أو المدرك لحقيقة تلك الميزات!
وحينما تقدمت بنا المراحل الدراسية، ومعها السن، بدأنا نتلمس شيئًا من تلك الميزات أو الخصائص؛ إذ بدأنا إدراكها بشكل أكبر؛ فلم تكن تلك الميزات مقتصرة على جغرافية المكان فقط، بل امتدت إلى إدراك كون السعودية جسرًا من المعونات، ويدًا ممدودة نحو السلام والتقدم الدائمَيْن، إضافة إلى كونها كيانًا اقتصاديًّا لا يُستهان بتأثير حضوره في هذا العالم.
وبعد مرحلة الإدراك تلك أصبحنا نرى انعكاسات تطلُّع السعودية لتكون في مصاف الدول؛ إذ حظينا – نحن الشباب – بشرف العيش في زمن تمكنَّا فيه من رؤية كل ما كنا نحفظه بشكل نظري مترجمًا إلى واقع نبصره، ونستطيع تلمُّسه.
فبعد أن كانت السعودية تقع في قلب العالم الإسلامي، وتربط بين ثلاث من كبرى قاراته، أصبحت قلب العالم، وتستضيف قمة العشرين التي تسعى لضمان الاستقرار المالي الدولي، وإيجاد قنوات حوار بين دول العالم (الصناعية والناشئة).. وتستضيف هذه القمة بصفتها سيدة العالم، والقادرة على التنقل به من محطات إلى أخرى تليق به أكثر.
لم تكن عقول الصغار تستوعب تلك الخصائص، ولم يكن بوسعها إدراكها، والآن لم يعد الأطفال الذين درسوا جغرافية المكان بدون فهم، ومن أجل الحصول على أعلى الدرجات، راضين بأن تكون المعلومات المقدمة لهم معلومات نظرية، وغدت هممهم كـ”جبل طويق”؛ إذ أصبحوا يفخرون ولا يفاخَر عليهم.
[ad_2]
Source link