أبوشمالة والحوثي.. تكريم «المتعوس» لـ«خايب الرجاء» ! – أخبار السعودية

أبوشمالة والحوثي.. تكريم «المتعوس» لـ«خايب الرجاء» ! – أخبار السعودية

[ad_1]

لم أنظر إلى «الملهاة» التي تجسّدت في تكريم ممثل حركة حماس الإرهابية في اليمن؛ معاذ أبوشمالة، لقائد مليشيا الحوثي الانقلابية محمّد علي الحوثي مؤخرًا، على أنّها حدث عابر، يُشيّع بالكتابات السّاخطة والمنفعلة، ولهذا فقد استمهلت قلمي، وأبطأت في التعقيب لغايتين مهمتين؛ أولاهما تجاوز مربع الانفعال الآني الذي تحدثه «الصدمة» عند البعض، بما يفرز تفاعلاً عفويًا تغيب عنه – في الغالب – ضرورة النّظر الثاقب، وأهمية القراءة السليمة، ونهايته «صمت» لا يستنهضه إلا حدث «مستفز» آخر، لنعود إلى ذات الحالة الانفعالية الوقتية الفوّارة.. ومن هنا تأتي الغاية الأخرى التي أرمي إليها وهي أن أُبقي هذا الحدث حاضرًا في الذاكرة الجمعية للنظر إليه بعين التروّي والحكمة، والقراءة المتأنية، بما يسمح لنا بتشكيل رؤية إجمالية تستقرئ الأحداث قبل وقوعها، وتتوقع حدوثها وفق المعطيات، بما يمكنها من امتصاص تداعياتها ووضع الحلول والتصوّرات السليمة لمآلاتها.

وعليه لم أجد في ما قام به أبوشمالة أي فعل يدعو لـ«الدهشة» والاستغراب؛ بل إن دهشتي كانت منصرفة نحو الذين استغربوا هذا الفعل واستنكروه، وكأنّهم كانوا ينتظرون أمرًا غير هذا من الطرفين، وكان حريًّا بجموع المستنكرين والمندهشين أن يفهموا ويدركوا أن هذا الفعل ينسجم تمام الانسجام مع أدبيات الطرفين وآيديولوجيتهما، وتوجهاتهما، وإستراتيجيتهما، فلا غرو إذن أن يُقلّد «المتعوس» منهما وسام «الخزي» لصاحبه «خايب الرجاء»، فكلاهما يحثّ خطاه على طريق الارتزاق والعمالة وخيانة الأمانة والارتهان للمشروع الصفوي، وهما في هذا الارتهان المخزي يخاتلان بشعارات برّاقة تُعشي أبصار السُّذج، وتستفز البسطاء، بخاصة في ما يتعلّق بقضية فلسطين، التي يتخذان منها مرتكزًا للاستقطاب، ومنطلقًا لحشد التأييد، ومستجلبًا للدعم المادي والمعنوي، وهما – بواقع الحال – الأكثر خزيًا وخذلانًا لها، والأقلّ حظًّا في ميدان النّضال المتوهّم، والأوفر حظًّا في بثّ سموم التفرقة بين شعوب المنطقة، والأعظم خطرًا في تمرير الأجندة الصفوية الرامية إلى زعزعة استقرار المنطقة العربية، وتبديد الجهود، وتمييع القضايا المركزية، ومن بينها قضية فلسطين..

وعقد المقارنة بين هاتين الجماعتين الإرهابيتين يكشف لنا أنهما أقعدا بالأمة، ومكّنا للدولة الصفوية أن تنتاش أطراف عالمنا العربي، وتخلق بؤر صراع أفضت إلى مآسيَ إنسانية أصبحت بالغة التعقيد ومستوجبة للمعالجة العاجلة، بضرورة لجم هاتين الجماعتين بما يمهّد الطريق نحو وقف هذا النزيف للدماء البريئة.

فأوّل مظاهر المقارنة بينهما أنهما «يسترخصان» الدماء العربية، بما فيها الأطفال والنساء والعجزة، فيصنعان منهم دروعًا بشرية في حروبهما المتوهمة ونضالهما المزعوم، وتجلّى واضحًا في آخر حديثين شهدتهما الساحة الفلسطينية واليمنية على حدا سواء، بتزامن يكشف مدى التوافق والتواطؤ على هذه الجريرة الشنعاء بين الجماعتين، فما شهدته مدن القطاع وغزة، من التجاء «رجال» حماس إلى العمارات السكنية، واحتمائهم بها؛ مما دفع إسرائيل إلى قصفها بمن فيها، وهو فعل مستهجن ومرفوض بأشدّ عبارات الرفض والاستهجان؛ بل ونطالب بالتحقيق والمحاسبة الدولية عليه، على أن تشمل هذه المحاسبة أيضًا من جعل من هذه الدور السكنية الآمنة مناطق نزاع مسلح حين احتمى بها، ليخرج علينا باكيًا ومستنكرًا وكأنه لم يكن السبب الرئيس في هذه المأساة الإنسانية العظيمة. وذات الموقف شهدناه عندما أقدمت جماعة الحوثي الإرهابية على قصف محطة وقود بمدينة مأرب بصاروخ باليستي، قتل 20 بريئًا من ضمنهم الطفلة «ليان» ذات الأعوام الخمسة؛ هذان الحدثان ليسا الأولين ولن يكونا الأخيرين؛ فهذه «عقيدة» راسخة عند هاتين الجماعتين؛ بل وكافة الجماعات الموالية للدولة الصفوية، فليس في حساب هذه الجماعات أي تقدير لقيمة الإنسان وحرمة دمه، ولن يعروها أدنى خجل وهي تسير في جنازة من تقتل وتبكيه بدمع كذب، وتنوح عليه بصوت مخاتل..

ومظهر المقاربة الآخر بينهما أنهما لا يخفيان «عورة» الارتزاق، ولا يستران فضيحة العمالة للمشروع الصفوي، بل يجاهران بذلك علنًا، فكل تحرّك يقومان به إنما تكون تعليماته المباشرة من «قم» و«طهران»، فأصبحا أداتين طيعتين في حرب الوكالة التي تقودها الدولة الصفوية لصالح أجندتها، وليس من بينها على الإطلاق نصرة القضايا العربية المصيرية، وهذا أمر يجعل من حتمية لجم هاتين الجماعتين ضرورة قصوى، مقدمة على غيرها من الضرورات الأخرى، فالخذلان الداخلي، أشدّ مضاضة، وأعظم خطرًا من الاستهداف الخارجي، كونه يفتّ من عضد الوحدة، ويذهب بتضافر الجهود، ويضرب تماسك الأمة..

إن «تكريم» الحماسي أبو شمالة للحوثي، أمر طبيعي جدّا، كون «الشّيء من معدنه لا يُستغرب»، ولا أرى فيه أكثر مما قالته العرب قديمًا: «زاد الأمر ضغثًا على إبّالة»، فلست أرجو من مثليهما ولا أتوقّع إلا مثل هذا المشهد «الكوميدي البائس»، الذي يزري بكل مفضيات «الكوميديا السوداء» بِما فيها ما قام به الإخوانجي عباس منصور بتوقيع شراكة مع الصهيوني نافاتالي بنيت واليساري يائير لابيد زعيم حركة هناك مستقبل بموافقة ومباركة حماس وزعماء الإخوان في دلالة على المتاجرة بالقضية الفلسطينية والتكسب من خلال استعراضات غزة وحماس. لا تندهشوا من أفعال حماس احتفظوا بدهشاتكم ولا تنفقوها في سوق من لا يستحق.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply