[ad_1]
خطباء الجمعة.. المحتوى والأداء..!!
بعض خطباء الجمعة يتكرر محتواهم حول جَلْد الذات، من خلال ما يقدمون من محتوى شبه متكرر. هذا المحتوى وما فيه من الويل والثبور والوعد والوعيد الشديد رغم أنه يعلم أن الله أرحم الراحمين.
هناك خطباء منذ زمن ليس بالقصير يقلدون بعضهم في المحتوى، وكذلك في الإلقاء أيضًا، وتجد محتواهم لا يتناسب وحياة الناس اليوم، بل إن الكثير منهم لم تتوافر فيه شروط فن الخطابة.
الواقع أن كثيرًا من الناس لم ولن يدرك قيمة الجديد إلا حين يتخلى عن القديم، ويترك التقليد، ويخلق لنفسه أيقونه لا تشبه أحدًا، وأن يتحلى بأبسط أبجديات الخطابة، سواء على مستوى محتوى الخطبة، أو على مستوى الأداء؛ فهناك من لا يفهم كلامه، ولا يحسن مخارج الحروف، ولا يتقن لغة الجسد، ولا حتى التنغيم في ارتفاع الصوت وانخفاضه بحسب المقام، بل يتعذر عليه معرفة قانون الجذب، القائم على عقل الإنسان، وكيفية جعله كجهاز استقبال، يجذب الأفكار والأشخاص والأشياء.
مثل هذه المحاكاة بين الخطباء في محتواهم وأدائهم لا تنسجم مع إنسان اليوم. يقول المختصون في أدبيات التنمية البشرية: “إن ما يقرب من 95% مما تفعله هو نتيجة لعادات متأصلة فينا منذ الصغر، سواء كانت مفيدة أو ضارة”.
التجديد والتطوير في الخطبة الأسبوعية اليوم مطلب، وعلى الخطباء ممن يعنيهم الأمر أن يبتعدوا عن لغة جَلْد الذات، ورفع الصوت أكثر من اللازم، بل عليهم أن يتخلصوا من لغة الإقراع إلى لغة الإقناع والاستمالة.
عليك أيها الخطيب الإيجاز في القول؛ فهو سمة العربية، وعدم التكرار. تقول باولا ستايتمان (مدربة مهارات التحدث): “إذا استخدمت تلك الحروف أو الكلمات الزائدة مرارًا وتكرارًا فسيظن الناس أنك لم تُعدّ للموضوع إعدادًا كافيًا”.
يُقال في المثل العربي: “دقيقة الألم ساعة، وساعة اللذة دقيقة”. وحالة المثل تنطبق على الخطبة والخطيب؛ فكلما أتقن الخطيب خطبته، وأوصل رسالته، فهي في نظر الناس خفيفة في مبناها، ثقيلة في معناها. وتلك من طبائع الخطباء البارعين.
[ad_2]
Source link