الحكمة والسفاهة

الحكمة والسفاهة

[ad_1]

ديمومة الحال يرادفها المحال، وتغيير الحال حاصل لا محال، وحياة ابن آدم لها وجهان. وجهٌ يعايش به مايحب كالشعور بالفرح بعد الحزن والغنى بعد الفقر والعافية بعد المرض والأمن بعد الخوف. والآخر عكس ذلك والذي به تموت الأحلام، كالشعور بالإحباط بعد الشغف واليأس بعد الأمل والذل بعد العزه وهذه الشعور لاينجوا من جحيمه إلا من زادت حكمته وقلت سفاهته.

الحكمة والسفاهة صفتان متناقضتان فمن زادت سفاهته قلت حكمته ومن زادت حكمته قلت سفاهته. وهذة الصفتان توجد في كل إنسان كبير أو صغير، رجل أو امرأة، غني أو فقير، الخ… ولكن نسبة الحكمة عند كبار السن أعلى من نسبتها عند صغار السن وهناك سبب رئيسي وراء ذلك وهو أن معظمنا لايعرف حقيقة هذه الدنيا إلا في وقت متأخر من العمر.

مما اراه، فالحكمة لها علامتان رئيسيتان تستقر بها نفس الأنسان. الأولى، هي أن الرزق القليل أفضل من لاشيء. والثانية، هي أن الكمال في الدنيا أمر مستحيل. وأما السفاهة فهي عكس الحكمة تماماً ولها أيضاً علامتان رئيسيتان تضيع بها النفس. الأولى، هي أن الرزق الكثير لايكفي ويجب أن يكون أكثر. والثانية، هي أن الكمال في الدنيا هدف و يجب تحقيقه.

بالحكمة يستطيع الشخص أن يتصور مستقبل مايحدث حوله ويكون هذا التصور بإستحضار تجارب الأسلاف ليطبق بقدر المستطاع نجاحاتهم ويتجنب أخطائهم ويفرق بين المهم والأهم. والحكمة صفة يهبها الله من يشاء من عباده وقد قال تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ) سورة البقرة الاية 269 . لذلك لن تجد الحكمة في كاذب ولا سارق ولا متكبر ولا خائن بالمختصر، الحكمة توجد فقط في من تجتمع فيه مكارم الأخلاق.

وأما السفاهة فهي التي تجعل نظرة المرء محبطه ودونيه وماديه. فلن تجد سفيهاً يقوم باستحضار الماضي بصورة صحيحه ليرسم بعض الأهداف لمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة. بل دائما تجد السفيه يدور بتفكيره في حلقة واحده وهي حلقة الفشل وبها يقتل طموح من حوله. ولن تجد سفيها يتعلم من أخطاءه بل دائما هو أول من يرمي مابيده من رزق وخير ونعمة لكي يخفف على نفسه مطاردة سراب أحلامه الضائعة والتي قد يكون هلاكه وهلاك من معه بالوصول إليها.

وهنا أود أن أوضح للجميع أن المبالغة غالباً ما تكون أساس السفاهه وأواسط الأمور دائماً ما تكون من الحكمة. فالمبالغة بالزهد في الدنيا سفاهه والمبالغة بحب الدنيا سفاهه وأما التوسط في الزهد وحب الدنيا فهو من الحكمة. لذلك يجب علينا جميعاً أن نعمل ونسعى في هذة الدنيا لطاعة الله أولا ومن ثم لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا بقدر استطاعتنا وبدون مبالغه. وأختم مقالتي بحكمة جميله تختصر لنا الكثير تنسب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي “اعمل لآخرتك كأنك ستموت غدًا واعمل لدنياك كأنك ستعيش أبدًا”.

الحكمة والسفاهة


سبق

ديمومة الحال يرادفها المحال، وتغيير الحال حاصل لا محال، وحياة ابن آدم لها وجهان. وجهٌ يعايش به مايحب كالشعور بالفرح بعد الحزن والغنى بعد الفقر والعافية بعد المرض والأمن بعد الخوف. والآخر عكس ذلك والذي به تموت الأحلام، كالشعور بالإحباط بعد الشغف واليأس بعد الأمل والذل بعد العزه وهذه الشعور لاينجوا من جحيمه إلا من زادت حكمته وقلت سفاهته.

الحكمة والسفاهة صفتان متناقضتان فمن زادت سفاهته قلت حكمته ومن زادت حكمته قلت سفاهته. وهذة الصفتان توجد في كل إنسان كبير أو صغير، رجل أو امرأة، غني أو فقير، الخ… ولكن نسبة الحكمة عند كبار السن أعلى من نسبتها عند صغار السن وهناك سبب رئيسي وراء ذلك وهو أن معظمنا لايعرف حقيقة هذه الدنيا إلا في وقت متأخر من العمر.

مما اراه، فالحكمة لها علامتان رئيسيتان تستقر بها نفس الأنسان. الأولى، هي أن الرزق القليل أفضل من لاشيء. والثانية، هي أن الكمال في الدنيا أمر مستحيل. وأما السفاهة فهي عكس الحكمة تماماً ولها أيضاً علامتان رئيسيتان تضيع بها النفس. الأولى، هي أن الرزق الكثير لايكفي ويجب أن يكون أكثر. والثانية، هي أن الكمال في الدنيا هدف و يجب تحقيقه.

بالحكمة يستطيع الشخص أن يتصور مستقبل مايحدث حوله ويكون هذا التصور بإستحضار تجارب الأسلاف ليطبق بقدر المستطاع نجاحاتهم ويتجنب أخطائهم ويفرق بين المهم والأهم. والحكمة صفة يهبها الله من يشاء من عباده وقد قال تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ) سورة البقرة الاية 269 . لذلك لن تجد الحكمة في كاذب ولا سارق ولا متكبر ولا خائن بالمختصر، الحكمة توجد فقط في من تجتمع فيه مكارم الأخلاق.

وأما السفاهة فهي التي تجعل نظرة المرء محبطه ودونيه وماديه. فلن تجد سفيهاً يقوم باستحضار الماضي بصورة صحيحه ليرسم بعض الأهداف لمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة. بل دائما تجد السفيه يدور بتفكيره في حلقة واحده وهي حلقة الفشل وبها يقتل طموح من حوله. ولن تجد سفيها يتعلم من أخطاءه بل دائما هو أول من يرمي مابيده من رزق وخير ونعمة لكي يخفف على نفسه مطاردة سراب أحلامه الضائعة والتي قد يكون هلاكه وهلاك من معه بالوصول إليها.

وهنا أود أن أوضح للجميع أن المبالغة غالباً ما تكون أساس السفاهه وأواسط الأمور دائماً ما تكون من الحكمة. فالمبالغة بالزهد في الدنيا سفاهه والمبالغة بحب الدنيا سفاهه وأما التوسط في الزهد وحب الدنيا فهو من الحكمة. لذلك يجب علينا جميعاً أن نعمل ونسعى في هذة الدنيا لطاعة الله أولا ومن ثم لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا بقدر استطاعتنا وبدون مبالغه. وأختم مقالتي بحكمة جميله تختصر لنا الكثير تنسب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي “اعمل لآخرتك كأنك ستموت غدًا واعمل لدنياك كأنك ستعيش أبدًا”.

26 يونيو 2021 – 16 ذو القعدة 1442

05:26 PM


الحكمة والسفاهة

حمد خالد العرقالرياض

ديمومة الحال يرادفها المحال، وتغيير الحال حاصل لا محال، وحياة ابن آدم لها وجهان. وجهٌ يعايش به مايحب كالشعور بالفرح بعد الحزن والغنى بعد الفقر والعافية بعد المرض والأمن بعد الخوف. والآخر عكس ذلك والذي به تموت الأحلام، كالشعور بالإحباط بعد الشغف واليأس بعد الأمل والذل بعد العزه وهذه الشعور لاينجوا من جحيمه إلا من زادت حكمته وقلت سفاهته.

الحكمة والسفاهة صفتان متناقضتان فمن زادت سفاهته قلت حكمته ومن زادت حكمته قلت سفاهته. وهذة الصفتان توجد في كل إنسان كبير أو صغير، رجل أو امرأة، غني أو فقير، الخ… ولكن نسبة الحكمة عند كبار السن أعلى من نسبتها عند صغار السن وهناك سبب رئيسي وراء ذلك وهو أن معظمنا لايعرف حقيقة هذه الدنيا إلا في وقت متأخر من العمر.

مما اراه، فالحكمة لها علامتان رئيسيتان تستقر بها نفس الأنسان. الأولى، هي أن الرزق القليل أفضل من لاشيء. والثانية، هي أن الكمال في الدنيا أمر مستحيل. وأما السفاهة فهي عكس الحكمة تماماً ولها أيضاً علامتان رئيسيتان تضيع بها النفس. الأولى، هي أن الرزق الكثير لايكفي ويجب أن يكون أكثر. والثانية، هي أن الكمال في الدنيا هدف و يجب تحقيقه.

بالحكمة يستطيع الشخص أن يتصور مستقبل مايحدث حوله ويكون هذا التصور بإستحضار تجارب الأسلاف ليطبق بقدر المستطاع نجاحاتهم ويتجنب أخطائهم ويفرق بين المهم والأهم. والحكمة صفة يهبها الله من يشاء من عباده وقد قال تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ) سورة البقرة الاية 269 . لذلك لن تجد الحكمة في كاذب ولا سارق ولا متكبر ولا خائن بالمختصر، الحكمة توجد فقط في من تجتمع فيه مكارم الأخلاق.

وأما السفاهة فهي التي تجعل نظرة المرء محبطه ودونيه وماديه. فلن تجد سفيهاً يقوم باستحضار الماضي بصورة صحيحه ليرسم بعض الأهداف لمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة. بل دائما تجد السفيه يدور بتفكيره في حلقة واحده وهي حلقة الفشل وبها يقتل طموح من حوله. ولن تجد سفيها يتعلم من أخطاءه بل دائما هو أول من يرمي مابيده من رزق وخير ونعمة لكي يخفف على نفسه مطاردة سراب أحلامه الضائعة والتي قد يكون هلاكه وهلاك من معه بالوصول إليها.

وهنا أود أن أوضح للجميع أن المبالغة غالباً ما تكون أساس السفاهه وأواسط الأمور دائماً ما تكون من الحكمة. فالمبالغة بالزهد في الدنيا سفاهه والمبالغة بحب الدنيا سفاهه وأما التوسط في الزهد وحب الدنيا فهو من الحكمة. لذلك يجب علينا جميعاً أن نعمل ونسعى في هذة الدنيا لطاعة الله أولا ومن ثم لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا بقدر استطاعتنا وبدون مبالغه. وأختم مقالتي بحكمة جميله تختصر لنا الكثير تنسب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي “اعمل لآخرتك كأنك ستموت غدًا واعمل لدنياك كأنك ستعيش أبدًا”.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply