[ad_1]
وقال غير بيدرسون، المبعوث الخاص إلى سوريا، في إحاطة قدمها بشكل شخصي لأول مرة منذ 18 شهرا أمام مجلس الأمن: “لا أحتاج إلى أن أذكركم أن هناك خمسة جيوش أجنبية تتدافع داخل سوريا”.
ويدعو القرار 2254 إلى وقف إطلاق نار في عموم البلاد. وأدت مجموعة من الاتفاقيات الإقليمية حول وقف التصعيد ووقف إطلاق النار – التي تلعب فيها روسيا وتركيا والولايات المتحدة دورا رئيسيا – إلى تحقيق 15 شهرا من الهدوء النسبي بين تلك المناطق.
لكن، أعرب بيدرسون عن وجود مخاطر تهدد بتفكيك الترتيبات الحالية، وتآكلها ببطء “بسبب الوتيرة شبه المستمرة للعنف المحدود عبر الخطوط الأمامية”. وأضاف يقول: “الأسوأ من ذلك، يمكن أن تنهار (الترتيبات) بسرعة من خلال تصعيد أكثر دراماتيكية”.
ودعا إلى أن يكون وقف إطلاق النار في عموم البلاد قضية مشتركة – لتجنب هذه المخاطر، والحفاظ على سلامة المدنيين، ولتكون بمثابة الخطوة الأولى نحو إعادة توحيد سوريا في نهاية المطاف واستعادة سيادتها.
مؤشرات مقلقة في البلاد
وذكر المسؤول الأممي أن بوادر تصعيد مقلقة ظهرت هذا الشهر متمثلة في الهجوم على مستشفى الشفاء في عفرين، الذي أدانه بشدة. وقد قُتل وأصيب مدنيون، بما في ذلك طواقم طبية، وتعرّضت أجزاء من المستشفى للتدمير.
كما شهد جنوب إدلب تصعيدا آخر، بقصف متبادل وغارات جوية داخل إدلب، وتقارير عن سقوط قتلى مدنيين ونزوح كبير. وشهد هذا الشهر المزيد من الغارات الجوية المنسوبة إلى إسرائيل، والمزيد من الاضطرابات في الجنوب الغربي، والمزيد من الهجمات من قبل الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن، من بينها عمليات تبناها داعش.
وتابع بيدرسون يقول: “هناك مؤشرات مقلقة على احتمال أن تنظيم داعش يستجمع قواه، بالنظر إلى زيادة وتيرة هجماته الأخيرة ومدى انتشارها”.
العمليات عبر الحدود
تطرق غير بيدرسون إلى الوضع الإنساني في سوريا، مؤكدا أن الحالة الإنسانية تحتل أولوية، إذ يحتاج المدنيون في جميع أنحاء البلاد بشدة إلى المساعدة المنقذة للحياة والمساعدة في بناء المرونة.
وقال: “من الضروري للغاية الحفاظ على الوصول وتوسيع نطاقه، بما في ذلك العمليات عبر الحدود وعبر الخطوط”، مشيرا إلى أن الاستجابة على نطاق واسع عبر الحدود لمدة 12 شهرا إضافيا تُعدّ ضرورية لإنقاذ الأرواح. “ووحدتكم هنا ستكون حاسمة”.
وقد أجبِر 13 مليون شخص على الفرار من ديارهم، داخل سوريا وخارجها – نصف سكان البلاد قبل الحرب. واعتبر بيدرسون أن هذه مأساة إنسانية ووطنية عميقة وهي أيضا قنبلة موقوتة للاستقرار الإقليمي: “نحن بحاجة إلى رؤية الإجراءات التي تخلق الظروف اللازمة والثقة لعودة آمنة وكريمة وطوعية”.
دعوة لإيجاد أرضية مشتركة
أشار غير بيدرسون إلى إمكانية إيجاد أرضية مشتركة محتملة بين اللاعبين الرئيسيين، لتعزيز الاستقرار الداخلي والإقليمي وبناء الثقة.
أعتقد أننا جميعا نشعر بخيبة أمل لأننا لا نحرز تقدما حقيقيا على المسار السياسي — غير بيدرسون
وإلى جانب الوحدة المطلوبة في مجال الاستجابة الإنسانية، دعا بيدرسون إلى “الوحدة نفسها للعملية السياسية”، وقال: “أعتقد أننا جميعا نشعر بخيبة أمل لأننا لا نحرز تقدما حقيقيا على المسار السياسي لتنفيذ القرار 2254، بما في ذلك الإصلاح الدستوري والانتخابات التي تدار تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وأوضح أن فجوة عدم الثقة بين الطرفين والوضع المعقد على الأرض يجعلان من إحراز تقدم مبكر نحو تسوية شاملة أمرا غير مرجّح. “لكن يجب أن نجد طرقا للوحدة حول دفع عناصر الحل إلى الأمام، بحيث يكون الوضع في الوقت المناسب مناسبا لحل أكثر شمولا للصراع”.
ودعا إلى بناء الثقة من خلال الأفعال لا الأقوال. “يجب أن يكون اللاعبون الرئيسيون مستعدين للجلوس على الطاولة متحلين بالنوايا الحسنة اللازمة، ولديهم شيء لتقديمه”. وأشار إلى الحاجة إلى حوار دولي بنّاء جديد حول سوريا، لبحث الخطوات الملموسة التي ينبغي أن تكون متبادلة وأن يتم تعريفها بواقعية ودقة وأن يتم تنفيذها بالتوازي ويمكن التحقق منها.
تعميق المشاورات
وقال بيدرسون: “فكرتي هي تعميق المشاورات المواضيعية الاستكشافية التي تساعد على تحديد الخطوات الأولى التي يمكن للأطراف السورية والدولية تقديمها”.
وشدد على تواصل منتظم مع العديد من أعضاء مجلس الأمن والدول الرئيسية في المنطقة. وسيتوجه المبعوث الخاص إلى روما لإجراء مشاورات مع وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع الوزاري بشأن سوريا بتنظيم من إيطاليا والولايات المتحدة.
وقال: “آمل أن أكون في موسكو قريبا، وأن أستشير تركيا وإيران أيضا، سيكون هناك اجتماع بصيغة اجتماع أستانة في مدينة نور سلطان بأوائل تموز/يوليو”.
اللجنة الدستورية
لا يزال بيدرسون يسعى لتسهيل عمل اللجنة الدستورية، وأبلغ مجلس الأمن أنه يعتقد أن معظم السوريين يشعرون بخيبة أمل “لأن اللجنة، التي اجتمعت خمس مرات، لا تعمل بجد على وجه السرعة لتحقيق نتائج وتقدم في تفويضها المتفق عليه لإعداد وصياغة إصلاح دستوري يُطرح للموافقة الشعبية”.
وأكد أن نائبته، خولة مطر، موجودة حاليا في دمشق في سياق هذه الجهود.
وبهدف إشراك أكبر عدد ممكن من أطياف الشعب السوري، قال بيدرسون إنه تم إطلاق أول سلسلة من مجموعات العمل المواضيعية هذا الشهر، لإعطاء المشاركين في غرفة دعم المجتمع المدني طريقة أكثر تنظيما للمساهمة بخبراتهم وإبلاغهم بجهوده للوساطة، عبر منصة افتراضية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، بدأت خولة مطر وفريقها بسلسلة من المشاورات الإقليمية الافتراضية لغرفة دعم المجتمع المدني. ويشارك حوالي 120 فاعلا في المجتمع المدني السوري، أكثر من الثلث نساء، من جميع المحافظات السورية ومن خارج سوريا.
سوريا: دول ترفض الإنصات لصوت الشعب السوري
استهل بسّام صباغ، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، كلمته بالحديث عن نتائج الانتخابات التي جرت في 26 أيار/مايو، حيث تمت إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد بأغلبية مطلقة من أصوات الناخبين.
وقال: “إن إصرار بعض الدول على عدم الإنصات لصوت الشعب السوري، وعدم العدول عن سياساتها الخاطئة في سوريا وفي منطقتنا العربية، لم يجلب إلا الإرهاب والفوضى، وزعزعة الأمن والاستقرار، ونهب الثروات، والإضرار بحياة المدنيين ورفاههم”. ودعاها ووضع حد لممارساتها “التي تنتهك مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وأسس العلاقات الودية بين الدول”.
وشدد صباغ على التزام بلاده بالحل السياسي القائم على الحوار الوطني السوري – السوري بملكية وقيادة سوريتين، ودعم جهود السيد بيدرسون في هذا المجال.
وقال في هذا الصدد: “تتطلع (سوريا) إلى عقد الجولة السادسة للجنة مناقشة الدستور قريبا مع التشديد على ضرورة عدم التدخل في أعمالها أو محاولة فرض جداول زمنية مصطنعة أو خلاصات مسبقة لعملها”.
واتهم المندوب السوري القوات الأمريكية بعبور الحدود العراقية – السورية “ونهب النفط السوري والقمح السوري، وقتل السوريين”. وقال إن بلاده ستتقدم خلال الفترة القادمة بطلب لإجبار الولايات المتحدة الأمريكية على “دفع قيمة ما سرقته من نفط وقمح وثروات أخرى عائدة للدولة السورية”.
[ad_2]
Source link